تصاعدت حدة الكارثة التي تواجهها باكستان مع تواصل سقوط الأمطار وتدفق السيول، لتتسبب في انزلاقات أرضية تطمر البشر تحت قراهم. فيما اصطدمت جهود الإنقاذ والإغاثة بحالة الجو السيئة والدمار الذي لحق بالطرق والانهيارات الأرضية التي فاقمت من عزلة الكثير من المناطق. وأدت كارثة الفيضانات في البلاد إلي ارتفاع أسعار الخضراوات الأساسية في الأيام الأخيرة، ما جعلها بمنأي عن متناول معظم الباكستانيين. فيما أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني عجز حكومته عن التعامل مع الكارثة التي اعتبرها «فوق طاقتنا»، بينما واصل رئيس البلاد آصف علي زرداري جولته الأوروبية ليثير سخط الشعب عليه. وفي أحدث تطورات الكارثة في باكستان أخفت انهيارات الأرض الناجمة عن الفيضانات قريتين شمالي البلاد، وعرقل تواصل سقوط الأمطار جهود إغاثة ومساعدة ملايين المنكوبين في هذه الفيضانات. وقال مسئولون إنه تم انتشال 28 جثة بينما ما زال أكثر من 25 شخصا آخرين في عداد المفقودين بعد الانزلاقات الأرضية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 14 شخصا قد قتلوا في حادثة أخري متعلقة بالفيضان،عندما جرفت شاحنة كانت تقلهم وسقطت في أحد الأنهار في مقاطعة دير السفلي. وقتل 1600 شخص علي الأقل في أسوأ فيضان ضرب البلاد منذ 80 عاما، وتضرر حوالي 14 مليون نسمة فيه. ويقول المسئولون إن 650 منزلا دمرت حتي الآن عبر البلاد وغمرت المياه أكثر من 5700 كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية. ووقع معظم الوفيات في مناطق شمال باكستان، ولكن مع تواصل سقوط الأمطار دخلت مناطق الجنوب أيضا في منطقة الإنذار القصوي (الحمراء). وانهار أحد السدود في إقليم السند الجنوبي، وحذر المهندسون من أن السدين الضخمين تاربيلا ومانجلا في الشمال قد وصلا إلي طاقتهما الاستيعابية القصوي. وحذرت دائرة الأرصاد الباكستانية من أنه من المتوقع تواصل سقوط الأمطار ليومين آخرين في إقليم السند، حيث أعلنت السلطات أن خطر الفيضان في أقصاه ويتطلب إجراءات عاجلة وملحة. وقالت شبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية إن المناطق التي تراجعت مياه الفيضان فيها عادت المياه لتغمرها من جديد. وقال الناطق باسم برنامج الأممالمتحدة للغذاء أمجد جمال إن الأوضاع باتت أسوأ وأن الأمطار تعرقل جهود الإغاثة. وأضاف أن أربعة ملايين شخص سيكونون بحاجة إلي مساعدات غذائية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال جان موريس ريبير المبعوث الأممي للكارثة في باكستان لوكالة أسوشيتد برس إن الحاجة للمساعدة الخارجية تتصاعد باطراد مع بدء جهود إعادة البناء في المناطق التي دمرها الفيضان. وأضاف: «ستتطلب حالة الطوارئ ملايين الدولارات وستحتاج حالة التعافي وإعادة البناء مليارات الدولارات». وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن أسعار الخضراوات الأساسية قد ارتفعت في الأيام الأخيرة ما جعلها بمنأي عن متناول معظم الباكستانيين. في الوقت نفسه جدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني نداءه لتقديم مساعدات دولية عاجلة لباكستان. وقال أثناء زيارته لإقليم السند «إن الحكومة قد فعلت كل ما في وسعها، بيد أن الأمور فوق طاقتنا، نحن نواجه حالة بالغة الصعوبة». وقد حولت الولاياتالمتحدة طائرات هليوكوبتر وقوات للمساهمة في نقل المساعدات، بينما قال الناتو إنه سينسق جهود تقديم المساعدات من الدول الأعضاء فيه والشركاء. وقالت المتحدثة باسم الناتو إنهم يقدمون الغذاء وشبكات الحماية من البعوض والخيام ومولدات الطاقة والأدوية.