كتب / محمد عبد الكامل ومحمد أيوب ومحمد مبارك اختلفت الآراء السياسية مؤخرا حول تقديم دينيس روس المنسق الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط لاستقالته إلى البيت الأبيض ، وتضاربت آراء السياسيين عما إذا كان هذا بسبب الملف الإيراني أو عملية السلام ، أم أنه سبب آخر يبعد عن هذين الملفين .
وفي هذا الإطار أعرب آرون ديفيد ميلر الكاتب الأمريكي المتخصص في شئون الشرق الأوسط ، بأنه لا علاقة بين استقالة دينيس روس وبين الملف الإيراني ، حيث أن التكليفات كانت واضحة وصريحة بشأن روس ، بأنه مكلف بعملية السلام في الشرق الأوسط بعد فشل سابقه جورج ميتشيل في إدارة هذا الملف.
وهو ما أدى بالنهاية إلى استقالتهما ، وأشار ميلر إلى أن العرب ينظرون لروس وكأنه هو من يدير ملف عملية السلام بمفرده ، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو المسئول الأول عن هذا الملف ، ولا يستطيع أي شخص أن يخطو خطوة واحدة في هذا الملف دون علم اوباما بها.
وإتفق معه في هذا الرأي ستيفن هايدمان عضو معهد الولاياتالمتحدةالأمريكية للسلام والمشرف العام على مبادرات الشرق الأوسط ، حيث نفى هو الآخر عن وجود علاقة لتطورات الملف الإيراني واستقالة دينيس روس مؤخرا.
مؤكدا بأن روس كان مسئولا عن إدارة ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، ولكنه لم يحدث تطورا يذكر ، بل جاءت الأحداث الأخيرة في تبادل الأسرى في غير صالح الإسرائيليين ، مما أثار غضب وحفيظة بعض الساسة الأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء ، وكان روس هو الضحية وتم الإطاحة به من منصبه.
بينما أبدى "بيني ميدان" المستشار السياسي السابق لايهود باراك وعضو الوفد المفاوض مع الفلسطينيين سابقا ، اختلافه مع وجهتي النظر السابقتين ، وعلق قائلا بأن روس كان مسئولا أيضا عن إدارة الملف الإيراني بتوكيل مفوض من الرئيس الأمريكي هذا بالإضافة إلى الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد "ميدان" أن روس قد فشل فشلا ذريعاً في إدارة هذين الملفين بعد رحيل ميتشيل الذي كانت له نفس الصلاحيات والمهام ، وبالتالي فإن استقالة روس تأتي على خلفية تطور الأحداث في الملف الإيراني ، بجانب فشله في تطوير عملية السلام في الشرق الأوسط.
دينيس روس في سطور ولد الدبلوماسي والكاتب دينيس روس في 26 نوفمبر عام 1948، وقد شغل منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الأب.
وعينه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في صيف عام 1993 الرئيس مبعوث للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ، وساعد الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل لاتفاق عام 1995 الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتوسط في البروتوكول المتعلق بإعادة الانتشار في الخليل في 1999.
وروس أحد أبرز الدبلوماسيين الأميركيين، وقد لعب دورا بارزا في صياغة سياسات بلاده المتعلقة بإيران وعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث عُرف بعلاقاته الوثيقة بقادة إسرائيل، وكان يوصف أحيانا بأنه مقرب جدا منهم.
كما لعب دورا أساسيا في تحديد الموقف الأميركي من الثورات التي تهز العالم العربي منذ مطلع العام الجاري.
وقام بالتوسط في معاهدة بين إسرائيل والأردن للسلام، كما شارك في المحادثات بين إسرائيل وسوريا فيما يخص النزاع على هضبة الجولان.