شهد الثاني من رمضان أحداثا تاريخية عديدة، فقد وقعت معركة بلاط الشهداء بفرنسا عام 114ه، ثم انهيار دولة دولة بني أمية وقيام الدولة العباسية عام 132 ه، ثم في عام 1332ه ولد ابن خلدون، الفيلسوف والمؤرخ المعروف. معركة بلاط الشهداء في مثل هذا اليوم من عام 114 ه الموافق 26 من أكتوبر 732م، خاض المسلمون بقيادة عبد الرحمن الغافقي معركة بلاط الشهداء في مواجهة الفرنجة بقيادة شارل مارتل، وجرت أحداثها في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرةَ أيامٍ من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنتهِ المعركة بانتصارِ أحد الفريقين، لكنَّ المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال. انهيار دولة بني أمية في الثاني من رمضان عام 132 ه استولى عبد الله أبو العباس على دمشق، وبذلك سقطت الدولة الأموية، وقامت الدولة العباسية بعدها في عام 750م . مولد ابن خلدون ولد عبد الرحمن ابن خلدون في تونس عام 1332 ه في أسرة أندلسية الأصل من مدينة اشبيلية، هاجرت إلى المغرب، ثم قدمت إلى تونس أثناء بداية حكم الحفصيين، وشغل أفرادها مناصب سياسية رفيعة داخل البلاط الحفصي. نشأ بتونس في محيط أرستقراطي، ومثل أقرانه باشر مبكرا حفظ القرآن الكريم، درس اللغة العربية والعلوم الشرعية على يد والده الذي كان متبحرا فيهما، و درس أيضا بجامع الزيتونة، وهناك تشرب بعلوم عصره النقلية والعقلية. رحل ابن خلدون إلى الأندلس والتحق بحاشية السلطان محمد بن يوسف بن الأحمر أمير غرناطة، فكان مستشاره الأريب الذي أغدق عليه العطايا، ثم توترت العلاقة بينهما، فغادر الأندلس إلى بجايةبالجزائر سنة 1365ه، وهناك تولى لفترة قصيرة منصب الحجابة، إثر ذلك انتقل إلى بسكرة بجنوب الجزائر، وبقي بها خمس سنين بعيدا عن عالم البلاطات السلطانية، عاكفا على مطالعة كتب الفقه وكتب التاريخ الإسلامي. تنقل ابن خلدون بين عدد من البلدان الإسلامية وشغل العديد من المناصب، وأقام في مصر قرابة أربع وعشرين عاما لم يغادرها إلا سنة 1387 للحج، وسنة 1399 لزيارة القدس، وسنة 1400 للشام برفقة السلطان الناصر فرج الذي خرج للدفاع عنها ضد زحف المغول بقيادة تيمورلنك. بعد هزيمة الناصر فرج وعودته إلى مصر أجبر ابن خلدون على البقاء في الشام جليسا لتيمورلنك، الذي رغم بشاعته إلا أنه قدر ذكاء ابن خلدون وسعة علمه، ولما ضجر من جو المعارك ومن غربته داخل بلاط مغولي، استأذن ابن خلدون تيمورلنك للعودة إلى مصر على أساس أنه ذاهب لجلب كتبه التي لا يستغني عنها، لكنه في قرار نفسه كان مقررا عدم الرجوع، فأذن له. وبعد عودته إلى مصر نقح كتبه وأتمها، ثم وافته المنية في رمضان عام 1406 ه، وكان حينئذ قاضي قضاة المالكية فيها، ودفن في القاهرة بمقابر الصوفية خارج باب النصر بعد أن اثري المكتبة الإسلامية بأروع المؤلفات والكتب .