لندن: ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية الخميس ان كتاب جديد يصدر الاثنين المقبل يكشف ان الرئيس الامريكي باراك أوباما كتب استراتيجية وضع قوات بلاده في افغانستان بعد أن استشاط غضبا من الصراع بين السياسيين الأمريكيين بشأن مستقبل الحرب. واضافت الصحيفة ان الكتاب الجديد الذي يحمل اسم "حروب أوباما" يتناول ملف أفغانستان ويكشف الخلافات التي نشأت بين المسئولين الرئيسيين عن السياسة الخارجية الأمريكية خلال مناقشة وضع ومستقبل القوات الأمريكية في أفغانستان. ومؤلف الكتاب بوب وودوارد هو أحد الصحفيين البارزين الذين ساهموا في الكشف عن فضيحة "ووترجيت" في عام 1974 حيث كان يعمل مراسلا لصحيفة واشنطن بوست آنذاك. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مقتطفات من الكتاب نشرتها الصحيفة "أوباما فضل اللجوء لخطة سحب القوات من أفغانستان بعد أن خشى أن تمتد الحرب لسنوات طويلة ويتحول الوضع إلى أحد المشاريع الأمريكية طويلة الأجل قد تكلف البلاد ما يقرب من تريليون دولار أمريكي، حسبما ورد في الكتاب". واضافت "الرئيس أوباما كان يريد سحب القوات من أفغانستان لكن لاقى معارضة كبار القادة العسكريين الذي اضطروه إلى تعزيز القوات وإرسال آلاف الجنود إلى أفغانستان". وقال أوباما ،حسب الكتاب، "وضع جدولا زمنيا لتقليص عدد القوات في أفغانستان لأنه لايستطيع أن يتحمل خسارة أعضاء الحزب الديمقراطي كلهم". كما تناولت صحيفة "الاندبندنت" الكتاب الجديد عن أوباما حيث ترى الصحيفة أن الرئيس الأمريكي عانى كثيرا في مواجهة وزارة الدفاع الأمريكية والقادة العسكريين بالنسبة لملف أفغانستان. وتقول الصحيفة إن الكتاب الجديد كشف جميع المقابلات والاجتماعات والمباحثات التي دارت بين مسؤولي البيت الأبيض للتوصل إلى استراتيجية جديدة بشأن الحرب في أفغانستان. ويتطرق الكتاب أيضا إلى الخلاف الصريح بين قائد القوات الأمريكية السابق في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث كان يطالب الأول بإرسال 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بينما كان بايدن يؤيد تقليص حجم القوات هناك على أن يتم اتباع استراتيجية محكمة لمكافحة الإرهاب. وتشير الصحيفة إلى أن الكتاب الجديد يضم نسخة من الاستراتيجية التي وضعها الرئيس أوباما لانسحاب قواته من أفغانستان حيث سارع أوباما إلى كتابتها في ست صفحات بعد أن طالب البنتاجون أكثر من مرة بإيجاد مخرج للقوات من أفغانستان ولكن دون جدوى، فاضطر ألى أن يسطر بنفسه هذه الاستراتيجية خوفا من يدفع القادة العسكريين إلى حرب طويلة الأمد. ويكشف الكتاب الجديد قيام وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" بإنشاء قوة سرية من العملاء يضم 3000 شخص من السكان المحليين في أفغانستان ومن المهام التي تقوم بها هذه القوة شن غارات ومطارة المسلحين حتى عبر الحدود إلى باكستان. كما كشف الكتاب أيضا أن الرئيس أوباما أصدر أوامره بالعمل بل وتوسيع الأوامر الرئاسية التي كان قد أصدرها الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن العمليات السرية للمخابرات الأمريكية في أفغانستان.