بعد سنوات من الاختفاء والبعد عن الاضواء نجحت ثورات الربيع العربي في تسليط الضوء عليها مرة أخري كواحدة من حاملات لقب السيدة الاولي سابقا بعد ان تم اتهامها بالتورط مع زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في قضايا فساد ، وأصدرت السلطات التونسية مذكرة اعتقال بحق سهي عرفات زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات . سهي عرفات في سطور ولدت سهي داود الطويل في 17 يوليو 1963 بالضفة الغربية لأسرة مسيحية فلسطينية ثرية كانت تعيش في نابلس ورام الله ، وكان والدها خريج جامعة أكسفورد يعمل مصرفيًا ، ووالدتها " ريموندا" سياسية وكاتبة وشاعرة فلسطينية من عكا ، والتحقت في مراحل تعليمها الأولى بمدرسة الدير ومدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، وتلقت تعليمها الجامعي في جامعة السوربون في باريس، وفي فترة دراستها الجامعية رأست الاتحاد العام لطلبة فلسطين في فرنسا وقامت بتنظيم تظاهرات من أجل القضية الفلسطينية. عرفت سهي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن طريق والدتها الصحفية لما كان بينهما من علاقة صداقة قوية ، وتقابلت معه للمرة الأولى في العام 1985 ، وعينها كمسئولة عن العلاقات العامة في منظمة التحرير الفلسطينية أثناء إقامته في منفاه في تونس، وعندما زار فرنسا بعام 1989 عملت كمترجم له أثناء لقاءاته مع أعضاء الحكومة الفرنسية، وأصبحت بعد ذلك مستشارته لشؤون الاقتصاد ، وتزوجت منه في 17 يوليو 1990حينما بلغت من العمر 27 عاماً بينما كان هو يبلغ من العمر 61 عاماً ، ولم يتم الإعلان عن هذا الزواج إلا في عام 1992 ، وفي يوم 24 يوليو 1995 أنجبت له ابنته الوحيدة " زهوة " بفرنسا ، وبعد مرور 6 سنوات من الزواج أعلنت سهي عن اعتناقها للإسلام . وفي العام 2000 بعد اندلاع ما عرف باسم الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، وتعرض منزلهم في قطاع غزة للقصف الإسرائيلي ، طلب منها الرئيس الراحل مغادرة البلاد وابنتهما حتى لا يقال أنه يستخدمهم كدرع بشري لحمايته ، وبالفعل غادرت وابنتها إلي القاهرة وأقامت بها فترة ثم انتقلت إلي باريس . اتهامات ومواجهات اختارت سهي عرفات من تونس موطن لها عقب وفاة زوجها في العام 2004، وحصلت علي الجنسية التونسية ، وفي تلك الفترة ترددت العديد من الإشاعات حول زواجها من بلحسن الطرابلسي شقيق ليلي بن علي – زوجة المخلوع زين العابدين بن علي – ولكنها قررت الخروج من صمتها ونفت تلك الإشاعات ، وفي العام 2007 سحبت منها الجنسية التونسية من قبل زين العابدين عقب نشوب الخلافات بينها وبين زوجته " ليلي الطرابلسي " علي تأسيس المدرسة الدولية ، وتم طردها من البلاد، فانتقلت وابنتها للعيش في مالطا . وعلي الرغم من انتهاء العلاقة بينها وبين زوجة زين العابدين في العام 2007 ، إلا أن مشاكل مالية مازلت تطاردها حتى الآن ، فقد أصدرت السلطات التونسية مذكرة اعتقال بحقها تتهمها فيها بارتكابها العديد من المخالفات المالية عندما كانت تقيم في قرطاج ، و التورط مع ليلي الطرابلسي في قضايا فساد تتعلق بملكيتها للمدرسة الدولية في مدينة قرطاجالتونسية. التي أدي تأسيسها إلى إغلاق مؤسسة مشهورة هي مدرسة لويس باستور. رد واستياء ولم تقف سهي عرفات صامته أمام هذه الاتهامات ، ولكنها خرجت لتعبر عن استياءها من ربط اسمها باسم زوجة الرئيس المخلوع ، مؤكدة أنها تملك العديد من المستندات والوثائق التي تثبت براءتها من كل التهم المنسبة إليها ، وإنها حتى الآن لم تتلق بشكل رسمي مذكرة توقيف بحقها من أي جهة دولية ، وأشارت إلي أنها لا علاقة لها بالمدرسة الدولية منذ عام 2007 وإنها تنازلت عن كافة حصصها وأسهمها لأسماء محجوب بنت أخت ليلى الطرابلسي . واستمرت في الدفاع عن نفسها بتأكيدها علي أن الأموال التي ساهمت بها برأسمال المدرسة الدولية هي قرض من احد البنوك وهو مبلغ 300 ألف دينار تونسي من بنك الإسكان التونسي، و إنها سددت جزءا من القرض وعندما تنازلت عن حصصها أعيد لها فقط 30 ألف دينار تونسي ، وأشارت إنها لم تكن علي علم بإغلاق المدرسة . وثائق ويكيليس نشر موقع ويكليس وثيقة للخلافات التي وقعت بين سهي عرفات وليلي الطرابلسي ، وطرحت الوثيقة اربع سيناريوهات لسبب تلك النزاعات والخلافات ، كان أولها هو اتصال السفير الفرنسي سيرج دي غالييه بسهي ليخبرها بأن لديه معلومات ضدها وضد ليلى بن علي تعود إلي التخطيط لإغلاق مدرسة فرنسية شهيرة في تونس العاصمة، لكي تتمكن مدرستهما من النجاح ، فحاولت أرملة عرفات إقناع شريكتها بعدم إغلاق تلك المدرسة ، ولكن زوجة زين العابدين رفضت ذلك ، ومن هنا بدأت معاداتها الشخصية لها والتي انتهت بطردها من البلاد وسحب جنسيتها . والسيناريو الآخر هو أن سهي عرفات لجأت في إحدى المرات إلى القذافي طالبة مبلغاً من المال، فقام العقيد الراحل ووبخ زين العابدين بن علي لعدم تأمين المال الكافي لأرملة عرفات، وهو ما سبب حرجاً للرئيس التونسي، وتحول الحرج فيما بعد إلى غضب كانت نتائجه إسقاط الجنسية التونسية عن أرملة عرفات . وكان السيناريو الثالث الذي ذكره السفير الأمريكي السابق لدى تونس، روبرت جوديك في وثيقته هو أن سهى توارت عن الأنظار هاربة من تونس بعد حصولها على كمية كبيرة من أصول أسرة ليلى الطرابلسي المالية، كما روى سيناريو رابع، وهو أن العِداء النسائي بين الغريمتين بدأ بعد "فشل زواج سهى عرفات السري ببلحسن طرابلسي"، وهو الشقيق الأكبر لليلى بن علي.