تظاهرة مخصّصة للموضة والأزياء، تشكّل، وفقا لمنظّميها، "منصّة تهدف إلى النهوض بصناعة الموضة والإكساء في كوت ديفوار".. ذلك هو مهرجان "نزاسا"، الذي انتظم مؤخرا في "تريشفيل"، في دورة استثنائية تصبو إلى تعزيز التبادل بين المصمّمين والمبتكرين الأفارقة في هذا المجال. وجمعت هذه النسخة الافتتاحية من المهرجان الذي انتظم، عطلة الأسبوع الماضي، في منطقة "تريشفيل"، بأبيدجان، والتي تعرف بأنّها "معقل للموضة"، 37 مصمما إفريقيا. منظم التظاهرة ومصمم الموضة "سيس سانت مويز" إعتبر في حديث مع الأناضول أنّ جميع عناصر المهرجان تشير إلى أنه يتقلد دور "احتفال مخصص للتشارك والتضامن"، موضّحا في ذات الشأن أنّ إسم "نزاسا"، مشتق من إسم قبيلة "نزيما" الإيفوارية، وتعني الاختلاط والتعايش والانسجام.. وجميعها مفاهيم تشكل شعار هذا الحد وترمي إلى خلق انسجام بين المبدعين الأفارقة الذين يفد أغلبهم من المغرب والموزاميبق ومنطقتي وسط وغرب إفريقيا". "فادي مايغا"، مصممة أزياء قدمت خصيصا من مالي للمشاركة في الحدث، قالت للأناضول: "هو مهرجان يشكل منصة تبادل للخبرات والثقافة وهو ما يضفي عليه قيمة كبرى، ولن يقتصر هذا التبادل والتمازج على تحديد مستقبل القارة الإفريقية فحسب، بل العالم برمته". ومن جهتها، علقت "إيمانويل أدجوفي" مصممة موضة بنينية مستقرة بالسنغال على مشاركتها في هذا المهرجان بالقول: إن "هذا الحدث سيعزّز عملية تبادل ثقافي بين المصممين الأفارقة، ومستقبل إفريقيا يكمن في اندماج إفريقي، يمر أيضا عبر الموضة". وفضلا عن توافد عدد محترم جدا من المصممين الذين أبوا إلاّ أنّ يكونوا جزء من النسخة الافتتاحية لحدث يعلن عن طموحات كبيرة، شهد مهرجان "نزاسا" مشاركة عدد كبير من الشخصيات السياسية والوجوه الإيفوارية المعروفة. "سانت مويز" تحدث أيضا عن الصعوبات المالية التي واجهت هذا المهرجان الذي بلغت ميزانيته 300 مليون فرنك إفريقي (495 مليون دولار)، مؤكّدا إنعاقده، رغم ذلك، في ظروف طيبة عموما، بالإشارة إلى أن التمويلات التي تم جمعها بفضل مساهمة عدد من المؤسسات العمومية الإيفوارية، لم تكن كافية لتنظيم حفل افتتاح لائقا وشعبيا، كما اتُفق على ذلك مسبقا. المنظّم عقّب على ذلك بالقول إنّ "الحكومة الإيفوارية على وعي بأهمية قطاع الموضة كقطاع مهم وفاعل يسهم في اقتصاد البلاد". وفي المقابل، أبدى "سانت مويز" عن ثقته في مستقبل قطاع الموضة في كوت ديفوار، معربا عن أمله في "أن يشهد العامان القادمان إعادة تنظيم القطاع بشكل جيد، بما يمكّن جميع المتدخلين في هذا القطاع الناشئ من كسب لقمة العيش". أمّا "إيدو ياوو" ممثل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في كوت ديفوار، فلفت إلى أنّ "اليونسكو تعرب عن سرورها بأن تكون شريكا في هذا المهرجان، لأنّه لا سبيل إلى تنمية مستدامة بدون ثقافة تمثل عامل اندماج اجتماعي، وتسهم في القضاء على الفقر عبر توفير ظروف نماء اقتصادي".