نعم أنت يا قارئي العزيز...قررت أخيرا أن أنفذ رغبة ملحة في التحدث معك أيها الصديق الذي أقترب مني..كثيرا.. ربما أكثرمن أناس أراهم وأتعامل معهم في حياتي اليومية منذ سنين ببعدين فقط ..بينما يسعدني أني منحتك بعدا ثالثا من فكري ومشاعري..بعمق تجارب السنين ودروسها القاسية أحيانا ..فطالما فتحت لك قلبي وأطلعتك على بعض من تأملاته..وتحملتَ بعضا من ثرثرتي وشطحاتي..حاولت ولا زلت من خلال إطلالتي المتواضعة كل خميس أن تشاركني أفراح وهموم وحكايات وطن..أن تحلم معي بغدٍ الذي سيغفر للأمس خطاياه..فأنا أشعر بوجودك أتخيلك أمامي ..أفكر فيك ..رجل..أمرأة..صغير..كبير..من جيلي..او ربما جيل سبقنا قليلا وقد رسمت تجارب السنين بعضا من خطوطها على قسمات وجهه..مخلفة ذكريات ضحكات كثيرة وشجون أيضا...ربما تقطن في الشارع المقابل لمنزلي..أو في بقعة بعيدة في أقصى الأرض..في بلاد ترى شمسنا وتعيش معاناتنا..او في أوطان بعيدة لا تعرف كم عنيدة هي شمس الشرق كأهلها.....تتكلم بلغتنا ..أم تفتقدها في وجوه لا تشبههنا وألسنة لا تعرف الضاض وسحرها..تلامس أناملك جريدة ورقية تجاهد الزمن والتطور حتى لا تصبح مجرد ذكرى..بها رائحة تعب وإجتهاد فريق ضخم لا يستسلم للظروف ولا تستوقفه آلام الحياة فللجريدة موعد لا يحزن لموت أو مرض ولا تتوقف ماكيناته لإطلاق زغرودة فرح بدأً من رئيس تحرير لا يكل..حتى ذلك الرجل البسيط يلملم ويزيل ما بقى من افكار..وجدناها لا تليق بك في تجارب إختيارية بالغة التعقيد أم تعانق عيناك كلماتي عبر شاشة مضيئة تضع العالم كله بين راحتيك في لحظات معلنة أن للزمن معطيات جديدة ترى هل وجدت في كلماتي البسيطة بعضا مما تبحث عنه..ما يعبر عن شئ ما بداخلك..مواساة لبعد تكابده..حجة لرحيل إقترفته ..طبطبة على جرح لا يندمل..إبتسامة تداعب شجونك على إستحياء.. شوق لحبيب لم يعد....رثاء شهيد رحل في صمت..أمل في غد يتدلل كثيرا ..بإختصارهل تجد رائحة لوطن لا يموت داخلنا ..حتى لو حاولنا.. سامحني يا صديقي الأثير فأنالا أملك لك سوى..أمل..ووعد ..ورجاء *أمل أن أكون طيف من وطن..يستحق أن تحمله معك مهما ثقلت حقائب السفر..اذكرك بما لا يجب أن تنساه ..أنبؤك بحواديت الشوارع والبيوت..بأفراح وأطراح وجوه منا..تشبهنا.. أحمل لك رسالة من حبيبك ذلك الذي رحل ولم يعد..أو صديقك الذي غاب تاركا ذكريات تتوق إليها ..من أب وأم رحلا ولا زلت تشتاق لحضنهما..أبن تهون الحياة من أجله..ترى في عينيه غدك الذي لم يأت بعد..اضع بين يديك خلاصة أيام تعيشونا ونعيشها..علك تكون أقل قسوة من سابقين احرقوا مراكب العودة والحنين.وكفروا بالوطن أمام المصلحة والحاجة..فرحلوا عنه حتى وهم يعيشون فيه أو باعوه ربما دون أن يدروا بأدراج مفتوحة في مصالح لا تحقق المصالح..او بصفقات تهدي الغلابة سموم العالم..أو مزادات باعوا فيها ما بقى من شرف الأجداد..لكنه يغفر دائما و ينتظرك دائما هناك في مرافء التوق والرجاء..لا تبحث بعيدا ستجده في أعماقك..محفور فيه سر وجودك وملامحك و بصمتك الوراثية..في خلاياك وخلجات نفسك..كما في(خلجاتك ) *ووعد ان تظل دائما في قلبي كما في قلب وطن..نبحث عنك معا..نسطر لك حكاياتنا..آلامنا..رجائنا..أحلام تعانق السحاب .....هدف نتحد عليه..لعلك تلمح من بين الكلمات مالا تستطيع كل حروف الأرض أن تقوله..فللوطن حدود لا تحويها كل خرائط العالم أنه حالة من العشق تعجز أن تطويه رموز و نقوش تصدر بعض الأصوات.. *ورجاء أن تكون الكلمات محطة إنطلاق وليست نهاية مطاف ..فلتخبرني بتجارب أنسانية عشتها أو سمعت بها..خبرات إكتسبتها..مناهج لفكر أكتشفتها نتعلم منها ونضيف بها..فالحضارة الإنسانية تراكمية وليست حكرا على أحد..وإلا لكان للأجداد حقوق حصرية..عندما أسسوا أول مدرسة تعلم فيها التاريخ حتما سنختلف و نتفق...فليكن كل ذلك بحب..ولنستحضر طاقة إيجابية للتغيير..فمعركتنا معركة وجود بعد أن أهدرنا كل الفرص ولم يعد هنالك إختيار ...وها نحن هنا..وسنظل..وانا و وطن يبحث عنك..في إنتظار لقائك في طيات جريدة..او داخل أروقة عالم إفتراضي لا يعرف الحدود..ربما..نغير معا عالما مجنونا..يبدأ تغييره بحلم أكثر جنونا نقلا عن " الوطن " المصرية