شرعت جرافات تابعة للجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، في تجريف أراض لتجمع البدو الفلسطينيين قرب بلدة "أبو ديس"، شرقي القدس، للبدء بتنفيذ المشروع الإسرائيلي الاستيطاني "القدس الكبرى"، بحسب ناشط فلسطيني. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال منسق لجان المقاومة الشعبية، هاني حلبية، إن قوة عسكرية إسرائيلية هدمت اليوم قرية بوابة القدسالشرقية للمرة العاشرة على التوالي، وحاصرت المكان مذ ساعات الصباح، وشرعت بأعمال تجريف في المنطقة، للبدء ببناء تجمع سكني للبدو الفلسطينيين المنتشرين شرقي القدس، وصولا للبحر الميت. وأوضح أن إسرائيل بدأت فعليا بتنفيذ مشروع تهجير البدو الفلسطينيين الذين يسكنون بين الجبال منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، لتجميعهم في مكان واحد، وتنفيذ مخطط السيطرة على ألاف الدونمات (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، لتنفيذ مشروع القدس الكبرى في المنطقة المسمى "e1". وأشار "حلبية" إلى أن تنفيذ المخطط من شأنه فصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها وشمالها، وفصل القدس كليا عن الضفة الغربية. ولفت منسق لجان المقاومة إلى إصرار السكان الدفاع عن المنطقة، والاعتصام فيها، رفضا للمخطط. وبينما تقوم جرافات عسكرية إسرائيلية بتجريف الموقع، اعتصم عشرات المواطنين في الموقع منددين بسياسة الاحتلال ورفضهم للمشروع، بحسب مراسل الأناضول. في المقابل يحمل ضباط ومختصون إسرائيليون خرائط للموقع، وشرعوا في وضع علامات لتنفيذه. وتقع القرية، ضمن المشروع المسمى إسرائيلياً "E1"، الذي يهدف، بحسب اللجان الشعبية، ل"الاستيلاء على 12 ألف دونم تمتد من أراضي القدسالشرقية حتى البحر الميت، وتفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، والذي يشكل 7 تجمعات يسكنها 2500 مواطن، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها". ولم يصدر أي بيان بشكل فوري عن الجيش الإسرائيلي بشأن هدم هذه القرية. والمنطقة "E1"، تضم مستوطنة "معاليه أودوميم" كبرى المستوطنات، التي يسكنها حوالي 40 ألف نسمة. وتعد قرية "بوابة القدسالشرقية"، هي القرية ال12 التي يقيمها نشطاء فلسطينيون، في مواقع مهددة بالمصادرة لصالح المستوطنات الإسرائيلية. وكانت أول قرية رمزية أقامها نشطاء فلسطينيون هي "باب الشمس" والتي أقيمت شرقي القدس في 11 يناير/كانون الثاني 2013. وغالبا ما تستمر مثل تلك القرى أياماً قبل قيام القوات الإسرائيلية باقتحامها، وطرد النشطاء منها، وإلقاء القبض على عدد منهم. و"اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" هي تجمّع لنشطاء فلسطينيين، يعمل على تنظيم حملات ومسيرات مناهضة للاستيطان والجدار، يشارك فيها، أيضاً، متضامنون أجانب.