طهران : بعد يوم من اختتام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان زيارة هامة لبيروت ، وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مساء السبت الموافق 26 نوفمبر إلى طهران في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها على هذا المستوى . وكان في استقبال الحريري لدى وصوله مطار طهران الدولي النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي . واللافت للانتباه أن الزيارة تأتي في ذروة التوتر المتصاعد داخل لبنان على خلفية القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، وهو الأمر الذي رجح أن هناك مبادرة إيرانية تركية سعودية سورية لمواجهة تداعيات هذا القرار . ولعل ردود الأفعال حول زيارة الحريري لطهران ترجح صحة ما سبق ، فقد أكد مصدر وزاري لبناني لوكالة "فرانس برس" أن تلك الزيارة مهمة بسبب موعدها وفي لحظة يشهد فيها لبنان أزمة حادة جراء القرار الاتهامي المرتقب صدوره من المحكمة الخاصة بلبنان. وأضاف المصدر "سيحاول الإيرانيون تقريب وجهات النظر بين حزب الله وسعد الحريري"، لافتا إلى أنه في المقابل سيدعم سعد الحريري تطوير القدرات النووية لإيران لأغراض مدنية وسلمية. ومن جانبه ، اعتبر الحريري في مقابلة مع وكالة الأنباء الايرانية عشية الزيارة أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة ومن ضمنها لبنان. وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة "ايران دايلي" أن زيارة الحريري لا يمكن اختزالها بقضية المحكمة الخاصة بلبنان التي تشكل قضية داخلية في لبنان. كما أعلن نائب وزير الخارجية الايراني لشئون الشرق الاوسط محمد رضا شيباني في مقابلة مع صحيفة "خبر" أن تلك الزيارة تأتي في أجواء حساسة ومعقدة في لبنان. وأضاف "القضايا المتعلقة بالمحكمة الخاصة بلبنان أثرت في شكل كبير في الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان". وشدد شيباني على أن تعزيز العلاقات بين لبنان والجمهورية الاسلامية الايرانية يصب في المصلحة المشتركة وسيعزز المقاومة في مواجهة "النظام الصهيوني". ومن جانبها ، اعتبرت صحيفة "إيران دايلي" أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني يمكن اعتبارها بمثابة مؤشر على التطور الإيجابي في العلاقات بين طهران والرياض. وأضافت الصحيفة الحكومية الايرانية أن زيارة الحريري الذي يرافقه عدد من الوزراء ستتيح أيضا تطوير التعاون الثنائي إثر توقيع 17 اتفاقا أو بروتوكول اتفاق خلال زيارة أحمدي نجاد للبنان في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي .