واشنطن: باشر الجيش الامريكي تزويد جنوده المنتشرين في افغانستان بقاذفة قنابل ذكية، قادرة على ضرب مقاتلي طالبان المختبئين وراء جدران او في خنادق. واطلق على قاذفة القنابل الجديدة هذه اسم "اكس ام 25" وهي تحمل على الكتف وتشبه بندقية ضخمة مزودة بمنظار ناتىء. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن اللفتنانت كولونيل كريس لينر مدير برنامج "اكس ام 25" ان هذه القاذفة أصبحت بايدي الجنود منذ نحو اسبوع وهي تستخدم خلال الدوريات وفي المراكز الواقعة في مناطق صعبة في افغانستان. ويبدو ان مميزات هذه القاذفة خارقة: فهي قادرة على اطلاق ذخائر من عيار 25 ملم على اهداف تقع على بعد 700 متر اي ابعد بكثير من الاسلحة التقليدية. والجندي الذي يستخدم هذه القاذفة الجديدة يستطيع أن يتحكم في موعد انفجار الذخائر الامر الذي يتيح له القضاء على عدو يختبىء وراء جدران او صخور او في خنادق وحتى داخل بناء معين. واضاف الضابط لينر "انها المرة الاولى التي نضع فيها تكنولوجيا ذكية في يدي جندي يعمل بمفرده" ، معتبرا ان هذا الامر يؤمن لهذا الجندي "تفوقا" في منطقة ذات طبيعة وعرة وصعبة كما هي الحال في افغانستان. ويستفيد مقاتلو طالبان من معرفتهم الكبيرة بالارض التي يقاتلون فيها، فهم يهاجمون ويضربون قبل ان يسارعوا الى الاختباء ما يجعل من الصعب ملاحقتهم. واضاف الضابط الامريكي ان "التقنية المتعارف عليها منذ قرون هي الاختباء وراء شيء ما عندما تتعرض لاطلاق نار، اما الان وبفضل قاذفة القنابل هذه فاننا نحرم العدو من ميزة الاختباء لانها قادرة على اصابته في مخبئه". وللتشديد على اهمية هذا السلاح الجديد اعلنت وزارة الدفاع ان ال"اكس ام 25" فاعلة ثلاث مرات أكثر من الأسلحة التقليدية المستخدمة حاليا. وما يؤمن لقاذفة القنابل الجديدة هذه الفاعلية هو تزودها بسلسلة من المناظير واجهزة لاقطة واخرى لايزر قادرة على قياس المسافة الفاصلة بين الجندي والعدو، وتحليل المعلومات مثل الضغط الجوي والحرارة وارسال كل هذه المعطيات إلى شريحة تتجهز فيها الذخائر. ويرى الجيش الامريكي ان هذا السلاح قد يغير مجرى الحرب لان قاذفة القنابل هذه اكثر دقة من القذائف الصاروخية الكلاسيكية ومن مدافع الهاون ومن الضربات الجوية كما انها تتيح تجنب اصابة المدنيين الامر الذي يؤثر كثيرا في صورة الجنود الامريكيين لدى الافغان. وتنوي وزارة الدفاع الامريكية شراء 12500 قاذفة من نوع "اكس ام 25" بسعر يراوح بين 25 و30 الف دولار للقطعة ابتداء من مطلع العام المقبل.