.. وكأن كل طاقات التدمير الهائلة لأحدث ما انتجته ترسانات الأسلحة لا تكفي لسد نهم مشعلي الحروب وسادتها وسدنتها! أسلحة حروب المستقبل باتت تتفوق علي ما كان البشر يشاهدونه في أفلام الخيال العلمي، لاسيما تلك التي تناولت »حرب النجوم« حين كانت مجرد فكرة علي الورق، ثم علي شاشات السينما، قبل أن يتبناها الرئيس الأمريكي الراحل ريجان في ثمانينيات القرن الماضي. ورغم ذلك كله، فلا بأس من تعزيز ترسانات حروب المستقبل، باستدعاء أكثر الأسلحة قدما وكلاسيكية، وانتاج نسخ تليق بحروب القرن الحادي والعشرين بشراستها ودمويتها وقدراتها التدميرية غير المسبوقة منذ فجر التاريخ! الأسلحة النارية العتيقة كالبندقية والمدفع، بدلا من احالتها للتقاعد، يتم تطويرها لتتمتع بالذكاء الذي يجعلها تواكب »روح العصر«! بندقية المستقبل تطلق أعيرة ذكية موجهة لاسلكيا! مدفع المستقبل تبلغ سرعة قذيفته 5 أضعاف سرعة الصوت! هل يري قادة الجيوش في الدول الكبري في البندقية والمدفع ضمانة للتفوق لا توفرها ثمار سباق التسلح التي تعتمد علي أكثر التقنيات تعقيدا وتطورا؟ ربما.. فبعد أن أصبح انهيار البنيات العسكرية احتمالا واردا لانها تقع في مدي حرب الفضاء الالكتروني، سواء تلك التي تعتمد علي أنظمة الحاسبات الالكترونية، أو حتي الأنظمة غير المتصلة بالشبكة العالمية وبمنظومات الأقمار الصناعية، وبعد ان تعرضت أجهزة مركزية في المنظومات العسكرية للدول الكبري- بما في ذلك أمريكا- للقرصنة والاختراق، بل والتحكم الكامل بها لفترات غير قصيرة، ثم ما حدث للبرنامج النووي الإيراني من هجمات ڤيروسية، بعد أن أصبحت هذه التهديدات حقيقة قد تجعل أكثر الأسلحة تقدما مجرد قطع من الحديد بلا فاعلية، ربما يجد واضعو الاستراتيجيات ومطبقو التكتيكات الملاذ الآمن في بندقية أو مدفع ذكيين! المزايا العديدة لكليهما مغرية. البندقية الذكية مزودة بأعيرة نارية، تحتوي علي شريحة الكترونية، تتلقي اشارة لاسلكية من منظار البندقية لتحديد المسافة بدقة إلي الهدف، ويمكن بالتالي برمجتها لتنفجر بعد الوصول للمسافة المطلوبة، ومن ثم فاصابة العدو مؤكدة بغض النظر عن موقع اختبائه! استخدام هذه البندقية سيغني عن الضربات الجوية- سواء التقليدية أو باستخدام الطائرة دون طيار- لاستهداف القناصة الذين يلوذون بالخنادق، تماما كما الحال بالنسبة للمقاتلين المتحصنين بالسواتر، من ثم فإن البندقية الذكية ستغير بعض القواعد المستقرة، عبر اعادة صياغة التكتيكات العسكرية التي تدرس، ويتم التدريب عليها استعدادا لتطبيقها في ميادين القتال. وبالطبع فإن حساب التكلفة يكاد لا يذكر قياسا علي البدائل، وعلي سبيل المثال فإن اطلاق عيار من البندقية الذكية إلي ما وراء جدار بمقدار متر واحد فقط لينفجر فوق رأس العدو، يعادل في قوته التدميرية طاقة قنبلة يدوية. أما مدفع المستقبل فإنه قادر علي اطلاق قذائفه بلا بارود أو أي مواد كيميائية أخري، لأن تصميمه يعتمد علي قضيبين توضع القذيفة بينهما، ليتم اطلاقها من خلال مرور تيار كهربي شديد القوة في القضيبين اللذين يذكران بخطوط السكك الحديدية! والمدفع الكهرومغناطيسي حطم كل الأرقام السابقة في قوة الاطلاق، فبينما يصل مداه إلي مائتي كم، فإن سرعته تضاهي 5 أضعاف سرعة الصوت. هكذا، فإن كلا من البندقية والمدفع في أحدث نسخهما، يكسران تماما الحاجز الوهمي بين الأجيال من الأسلحة الموغلة في القدم، وتلك الأكثر حداثة في ميادين حروب المستقبل!