استبعد الرئيس الأوكراني «بيترو بروشينكو»، سهولة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا في في القمة الرباعية التي استضافتها مدينة ميسنك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، من أجل إنهاء الصراع الدائر في مناطق شرق البلاد بين القوات الحكومية والانفصاليين المناوئين لكييف. جاء ذلك في في تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني، عقب مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجكية بروكسل، والتي أحاط من خلالها القادة الأوروبيين بآخر تطورات الأوضاع المتعلقة بالأزمة الأوكرانية الراهنة. وتابع «بروشينكو» قائلا: «لقد كانت مباحثات صعبة للغاية، ولا ننتظر في الوقت ذاته أن تكون عملية تطبيق الاتفاق أمراً سهلاً»، مطالباً الاتحاد الأوروبي بسرعة تطبيق عقوبات إضافية على روسيا حال فشل ذلك الاتفاق. وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» عن ترحيبه بالاتفاق المذكور، معرباً عن استعداد بلاده رفع العقوبات المفروضة من قبلها على روسيا، حال التزام الأخيرة بالاتفاق الأخير، وباتفاق «مينسك» الذي وقع بين الأطراف المعنية في سبتمبر الماضي. جاء ذلك في بيان صدر عن الوزير الأمريكي، أمس، والذي أوضح فيه أنه مازال هناك طريقا طويلا أمام الأطراف المعنية من أجل تحقيق السلام، وإعادة تأسيس استقلال أوكرانيا، وأضاف: «نحن نقيم تعهدات روسيا والانفصاليين، بأفعالهم وليس بأقوالهم». ومن جانبها ذكرت «جنيفر بساكي» الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، أن قرار وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع في أوكرانيا، يعتبر الخطوة الأولى من هذا الاتفاق، مشددة على ضرورة سحب كافة الأطراف لأسلحتها الثقيلة عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وأشارت إلى أن هذا الاتفاق لم يذكر من قريب أو من بعيد وضع إقليم القرم، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تعتبر هذا لإقليم جزء لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية وهذه سياستنا التي لم تتغير في يوم من الأيام، وهذا الموقف الذي نعبر عنه من خلال العقوبات التي نفرضها بين الحين والآخر. جدير بالذكر، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أجريا مباحثات الأسبوع المنصرم مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للحد من التوتر المتصاعد شرقي أوكرانيا، وتوصل الزعماء الأربعة في عاصمة بيلاروسيا مينسك، صباح أمس الخميس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يدخل حيز التنفيذ في الخامس عشر من فبراير الجاري. ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار، وانسحاب جميع القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي الأوكرانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن خلال 19 يوماً، فضلاً عن سحب الأسلحة الثقيلة مسافة 25 كيلومتراً، عن خط الهدنة المتفق عليه سابقاً بين الأطراف المتنازعة، لتصبح المنطقة الأمنية الفاصلة بين الطرفين بطول 50 كيلومتراً.