انطلقت، مساء اليوم الأربعاء، "القمة الأوكرانية" المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية الراهنة، وذلك في مدينة مينسك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء بمشاركة كل من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الأوكراني "بيترو بروشينكو"، والفرنسي "فرانسوا هولاند"، والمستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل". وقبيل انطلاق القمة استقبل "ألكسندر لوكاشينكو" رئيس جمهورية روسيا البيضاء، القادة الأربعة المشاركين في هذه القمة التي يُطلق عليها اسم "رباعية نورماندي"، أمام القصر الرئاسي الذي سيشهد وقائع القمة الرباعية التي تهدف إلى البحث عن حل سلمي للخروج من الأزمة الأوكرانية، وإنهاء الصراع في الشرق الأوكراني بين القوات الحكومية، وفصائل أخرى مناوئة لحكومة كييف، وموالية لموسكو. ومن المنتظر أن تجري محادثات تلك القمة بين القادة الأربعة المشاركين فيها، فضلاً عن لقاءات أخرى بين وفود بلادهم، على أمل أن يصلوا إلى توقيع نص اتفاق مشترك حال نجاحهم في تلك المباحثات التي يغطيها نحو 500 صحفي ومراسل من مختلف أنحاء العالم. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الاتصال الثلاثية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية (أوكرانيا، روسيا، منظمة الأمن والتعاون)، عقدت أمس الثلاثاء، اجتماعاً استضافته مدينة مينسك، وذلك لبحث التفاصيل النهائية لاجتماع اليوم، حيث تناول المجتمعون في محادثاتهم العديد من الموضوعات مثل وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم إبرامها بين الأطراف المعنية، فضلا عن بحثهم البنية السياسية للمناطق الشرقية، وشكل إدارتها، وكيفية إجراء الانتخابات بها. وينص اتفاق مينسك على تأسيس منطقة عزل مساحتها 30 كلم بين القوات الحكومية الأوكرانية وتلك الموالية لروسيا، وعدم استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة وانسحاب المقاتلين الأجانب من الأراضي الأوكرانية ومنع المقاتلات والطائرات بلا طيار من التحليق فوق المنطقة الفاصلة التي ستكون مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس الأسبق "فيكتور يانوكوفيتش" توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في شباط/فبرايرالماضي، وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في آذار/مارس. وبدأ بعد ذلك صراع دموي بين الانفصاليين وقوات الجيش الأوكراني، في منطقتي "دونيتسك"، و"لوهانسك" شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص.