"مذكرات ماجدة الصباحى " ، كانت عنوان الندوة التى عقدت بقاعة ضيف الشرف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة مذكرات الفنانة الكبيرة، التى أعدها الكاتب السيد الحرانى، وشارك فى مناقشتها الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق وأدارها الناقد حمادة فكري. في البداية قال حمادة فكري أن صدور مذكرات ماجدة الصباحي أمر هام حيث تلقى الضوء على عديد من المحطات المهمة فى حياة الفنانة الكبيرة، مشيرا إلي أن الكاتب الصحفي السيد الحراني تميز بكتابة مذكرات المشاهير وله 25 كتاب . و أضاف أن الفنانة ماجدة الصباحي لا يمكن تصنيفها لاتجاه معين بل ظلت مستقلة وكان همها أن تعبر بأعمالها عن المجتمع المصرى فدافعت عن الفقراء في مصر ،لافتا لدورها الهام عندما قامت بدور جميلة بوحريد ، وجسدت مقاومة الشعل الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى فى ذلك الوقت. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن كتابة مذكرات الفنانة ماجدة الصباحي لا بد أن تتحرى الدقة والموضوعية والحقيقة، مضيفا: أنها من الفنانات اللاتي افتتن بهن في صباه وشبابه، وربما ارتبط بزوجته لشعوره الإنساني أنها تشبه الصباحي قلبا وقالبا. و لفت إلى أنه اقبل علي المشاركة في الندوة بسبب موضوع الكتاب وتقديرا للفنانة ماجدة الصباحي، حيث يكشف الكثير من جوانب حياة الفنانة القديرة، ومن بينها علاقتها برشدي أباظة والصراع بينها وبين زوجها إيهاب نافع، وغيرها من التفاصيل. وعبر الدكتور سعد الدين إبراهيم عن سعادته بالكاتب السيد الحراني، ووصفه بالشاب الطموح الذى يخترق الجدران بحثًا عما هو مفيد ومثير وسيكون له مستقبل باهر. بينما قال الكاتب الصحفى أسامة سرايا انه لا يشارك غالبا في الندوات أو المحافل العامة ولكن شارك في هذه الندوة لما يحمله الكتاب من مضمون مهم عن مذكرات الفنانة ماجدة الصباحي. وأشار سرايا إلى أن نوعية الكتب التي تتناول مذكرات وحياة الأشخاص المهمين في الحياة الثقافية والفنية من الأهمية بمكان حيث تساعد فى نقل خبرات كثيرة وتجارب للأجيال الجديدة، وهى مثل كتب التحقيقات والتراث والترجمة وان هذا المجال مهم جدا في هذه المرحلة. وأشار إلي أن الكتاب يوضح مدى أهمية ومجهود الكاتب وتفانيه في إخلاص العمل، مشيدا بالمجهود الذى بذله السيد الحرانى فى إعداد هذا الكتاب بالدرجة التى جعلت منه وثيقة عن تاريخ الفنانة ماجدة الصباحى، لافتا إلى أن الكتاب اتسم بالدقة والحقيقة والموضوعية وبأسلوب حضاري. وفي نهاية اللقاء قام الكاتب السيد الحراني بإجراء مداخلة تليفونية مع الفنانة ماجدة قدمت من خلالها الشكر للحاضرين وللكاتب وللضيوف، قائلة: كنت أتمنى أن أكون بين الحضور وموجودة وحاضرة في الندوة لولا الظروف الصحية. جدير بالذكر أن المذكرات الصادرة عن مؤسسة "الأهرام" بمثابة شهادة مهمة فى تاريخ الفن المصرى من خلال رؤية وتجربة احد أهم الفنانين ماجدة الصباحى، التى خاضت تجربتى التمثيل والإنتاج لتصبح الممثلة الوحيدة التي نجحت في مجال الإنتاج، فلم يعرف الإنتاج السينمائي امرأة نجحت كمنتجة سوي آسيا، ولم تقدم ممثلة علي تجربة إنتاج حققت نجاحا متواصلا ومتتاليا في كل أعمالها منذ ماجدة وحتي الآن. ويضم الكتاب أرشيف صور فوتوغرافية نادرة جدا لم تنشر من قبل تجسد الحياة العائلية والاجتماعية والفنية لماجدة، حيث يبدأ الكتاب بمرحلة التكوين والطفولة والحياة الأسرية، وتاريخ الميلاد الذي هو ظل مدة طويلة مثار للجدل بين المؤلف وبين ماجدة وبين لجنة القراءة والمراجعة للكتاب بمؤسسة الأهرام. كما يضم الكتاب وصفا تفصيليا لمصر التي عاشت بها ماجدة في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات ثم يتطرق لثورة يوليو وخروج الملك وأيضا بداية الحياة الفنية ومهدها وتبعاتها وأسباب خوض مغامرة الإنتاج السينمائي وهي فتاة العشرين عاما ومراحل هذا الإنتاج ومواجهاته. ويتطرق الكتاب أيضا لجوانب الحب والمراهقة والعلاقات العاطفية الأولي ثم الارتباط بإيهاب نافع ضابط المخابرات الذي جعلته ماجدة نجم مجتمع وسينما في شهور معدودة وأسباب انفصالها عنه، كما يطرح الكتاب بالأسماء والتفاصيل الشخصيات التي جذبتهم ماجدة من الظل إلى الأضواء السينمائية والاجتماعية والذي انتمي معظمهم لجيل الوسط في السينما والذي مازال بعضهم يتربع على عرش الحياة الفنية الحالية ، والكتاب يحوي تفاصيل وحكايات مثيرة وغنية بالمعلومات.