أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، انه لا يريد ان يكون حزبه حركة نداء تونس حليفا لحركة النهضة ، داعيا الى التعامل معها بطريقة حضارية. وقال السبسي في مقابلة مع صحيفة "الوطن" الجزائرية الصادرة بالفرنسية نشرت اليوم الاربعاء قبل وصوله الى الجزائر في أول زيارة خارجية منذ انتخابه رئيسا لتونس " الاسلاميون الجدد في تونس حاولوا الابتعاد عن القراءة التونسية للإسلام وحاولوا ادخال الشريعة في الدستور في حين ان الشريعة لا توجد في الدين الإسلامي، كما حاولوا الغاء الكثير من الاشياء. حاربناهم، لقد تخلوا عن ذلك". وأضاف " انا بنفسي قلت في قمة مجموعة الثماني ان النهضة حزب ديني لكنه ليس ضد الديمقراطية ، ولكن هذا لم يكن صحيحا. لقد القيت خطابا واعتذرت للشعب، قلت انني آسف. أنا لم أراهم في الميدان، ولكن يجب أن أقول الآن أنهم ابتعدوا عن هذا الطريق وغيروا الاطار، هم الان يقولون نحن تونسيون وديننا هو الاسلام في تونس يريدون المشاركة في الحكومة، هم يقولون انهم مثل بقية الاحزاب لماذا تقصوننا في حين ان الشعب اعطانا 69 مقعدا في المجلس في حين انتم الذين فزتم بالانتخابات لا تتقدمون علينا إلا ب20 مقعدا". وتابع " هل من الضروري أن تتعاون مع هؤلاء الناس؟ تلك قصة أخرى. ما الطريقة التي سنتعاون بها؟ بالطبع، نحن لا نريد أن نكون حلفاء، لكن النهضة موجودة ويجب أن نأخذ في الاعتبار وجودها بطريقة حضارية، وهذا هو ما نقوم به حاليا". وأشاد السبسي بدور المرأة التونسية والحقوق التي حصلت عليها مؤكدا أن 1ر1 مليون امرأة صوتت لصالحه من بين مليون و 750 ألف صوت حصل عليها في انتخابات الرئاسة، لافتا إلى انه بسبب ذلك لديه مشكلة مع النهضة وشركائها وان هذا الوضع يستدعي مسؤوليات وواجبات. وأشار السبسي الذي لم يخف تأييده لنظام الحبيب بورقيبة إلى انه لا يمكن القول ان تونس نجحت بتشكيل الحكومة لافتا الى ضرورة التقدم على الصعيد الاجتماعي والحريات والقضاء الذي يجب ان يكون مستقلا. كما كشف عن وجود 620 الف عاطل عن العمل في تونس منهم 200 الف حاصل على شهادات عليا، معترفا بوجود ارقام مخيفة عن الفقر والكثير من المناطق مهمشة ليست على علاقة بمراكز السلطة. واستطرد يقول " قمنا بخطوات الى الأمام نظمنا انتخابات تشريعية نزيهة ورئاسية ديمقراطية، الى جانب المصادقة على الدستور، الان لدينا نظام شبه رئاسي، غالبية السلطة التنفيذية هي بيد رئيس الحكومة، الذين يمارسون السلطة عليهم تقديم الحساب هم مراقبون. التقدم الوحيد هو في تونس هو ان الشعب يحكم عن طريق ممثليه". من جهة اخرى اكد قايد السبسي ان بلاده ضد التدخل العسكري والتدخلات الخارجية مهما كانت طبيعتها مفضلا التشاور بين دول المنطقة، كما اشار إلى أن تونس ليس لديها سوابق مع الارهاب ولا تعرفه ولا يمكنها ان تقضي عليه لوحدها ولا بد من الوقت. وتحدث رئيس تونس عن نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقال انه صديقه منذ 50 عاما وزاره مرتين لما كان مريضا، وان زيارته للجزائر تترجم العلاقات الطيبة بين البلدين.