أعرب الباجى قايد السبسى رئيس حزب نداء تونس المتصدر لنتائج الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى ال26 من الشهر الماضى عن عدم اعتقاده فيما يطرحه ويرصده بعض المراقبين للمشهد السياسى التونسى بوجود محاولات حثيثة من قبل حركة النهضة لعرقلة وصوله للرئاسة . وقال السبسى "88عاما" فى مقابلة هاتفية من القاهرة :" لا أعتقد بوجود هذا الأمر ..ذلك غير وارد ..نعم ثمة حركة من بعض السياسيين فى هذا الإتجاه ولكنى لا أعتقد أن النهضة موجود فيها ". وأضاف السياسى المخضرم :"رئيس المجلس التأسيسى الذى كان موجودا قام بمبادرة لتوحيد الصفوف بين عدد من المترشحين للرئاسة ضد نداء تونس ..هذا ما حدث ليس أكثر و لا أقل ". ووصف السبسى - الذى شغل مواقع سيادية هامة منذ عهد الحبيب بورقيبه وحتى قيام الثورة التونسية كان آخرها رئاسة وزراء تونس فى الفترة من فبراير2011 وحتى ديسمبر من العام نفسه- الحديث حول إحتمالية تغول نداء تونس وانفراده بالحكم حال فوزه بالرئاسة عقب تصدر حزب الانتخابات البرلمانية بكونه مجرد" أمور مختلقة لا أساس لها من الصحة ". وحسم السبسى - الذى ترشحه أغلب استطلاعات الرأى للفوز بلقب ساكن قصر قرطاج الجديد - الجدل الدائر حول إحتمالية تحالفه مع حركة النهضة أو وجود صفقة مع الأخيرة تقضى بدعم النهضة له خلال السباق الرئاسى مقابل منحها عدد معين من الحقائب الوزارية ، بقوله " موضوع التحالفات غير وراد الان إلى أن تقع الانتخابات الرئاسية وبعدها سننظر مع من سنتحالف". وتابع " لا وجود لأى صفقة ..لم نبرم أى صفقة مع أى كيان .. كما قلت لن ناخذ موقف الإ بعد إنتهاء الانتخابات الرئاسية ". وبالمثل أكد الأمين العام لحزب نداء تونس الطيب البكوش أن الحديث عن وجود صفقة مع حركة النهضة لتدعم الأخيرة السبسى فى الانتخابات الرئاسية المقررة فى 23 نوفمبر الجارى هو :" مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة ". ووصف البكوش فى تصريحات هاتفية.. كثرة الحديث من قبل بعض الاطراف السياسية عن تغول نداء تونس وانفراده بالرئاسيات الثلاث التشريعية ورئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية حال فوز السبسى فى السباق الرئاسى ب " الفزاعة الفراغة ". وأوضح :" هذا كلام يراد به باطل لا حق وبه مغالطة كبيرة للرأى العام .. عن أى تغول يتحدثون فى ظل المشهد السياسى المتوازن الجديد ..كان هناك تغول عندما كان هناك حزب واحد مهيمن على السلطة بالماضى ..أما اليوم وبالمشهد السياسى الجديد فتوجد قوى وكيانات سياسية متقاربة ..فضلا عن وجود دستور جديد يمنع أى تغول ..وفضلا أيضا عن ان فوز نداء تونس بالانتخابات التشريعية كان اختيار شعبى وهو الأمر القابل للتكرار فى الرئاسة ". وأردف :" وهناك مغالطة أخرى يرددها البعض أمام الرأى العام وهى إدعاء أن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة يجب ان تكونان لأطراف سياسية مختلفة ..تلك مغالطة لأن المقابلة الحقيقية تكون بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، والأخيرة اليوم وبحكم الدستور بات لها رأسان لا رأس واحد كما كان الوضع سابقا ". واضاف البكوش"76عاما" :" لذا فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يجب ان يتكاملان حتى يمكن تحقيق الاصلاحات الضرورية والنهوض بالبلاد ووضعها على طريق الديمقراطية والتنمية ..بينما إذا كانا متناقضين أو متضاربين فهذا هو الذى سيعرقل أى عمل إصلاحى ". وقلل الكبوش من تخوفات البعض من أنه حال تمكن نداء تونس من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة فانها قد تعمد إلى إقصاء أعضاء من حركة النهضة وحلفائها أو موالين لها من المؤسسات والأدارات الحكومية ، قائلا :" لا نية لنا فى تغير شخص له كفاءة ويقوم بواجبه ..ليس لنا مثل هذه العقلية ". وتابع " من يقول هذا الكلام فانه يعترف ضمنيا بأنه أقصى عناصرا كفء وعوضها بعناصر من أحزاب الترويكا ويخشى الأن من ان يعامل بما عامل هو به غيره بالماضى ". واستنكر الأمين العام للنداء ما يردده البعض من أن حزبه قطع وعودا لبعض رموز ووزراء بن على إما بأصدار عفو عام عنهم أو بالعمل على إعادة دمجهم سياسيا ، مشددا بالقول " لاتوجد وعود من مثل هذا القبيل.. ثم أن وزراء ورموز عهد بن على مترشحون للرئاسة وأعضاء موجودون بالأحزاب فعن أى دجل يتحدثون !". يذكر أن نتائج الانتخابات البرلمانية اظهرت حصول حزب حركة نداء تونس على 85 مقعداً فى البرلمان المؤلف من 217 عضوا فى حين حصل حزب حركة النهضة الإسلامى على 69 مقعداًوحصل حزب الاتحاد الوطنى الحر على 16 مقعدا فى حين حصلت حركة الجبهة الشعبية ذات التوجهات اليسارية على 15 مقعدا وفاز حزب آفاق تونس الليبرالى بثمانية مقاعد.