وصل سليم الجبوري، رئيس البرلمان العراقي، اليوم السبت، إلى محافظة البصرة ذات الغالبية الشيعية (445 كم جنوببغداد) لمتابعة التحقيقات في اغتيال 3 من علماء الدين السنة على أيدي مجهولين، مساء الخميس الماضي، حسب مصدر رسمي. وقال هاشم لعيبي، مستشار مجلس محافظة البصرة، ل"الأناضول"، إن "رئيس البرلمان العراقي (سني) وصل، ظهر اليوم، إلى البصرة على رأس وفد برلماني، وزار فور وصوله مقر ديوان الوقف السني (يعنى بأوقاف أهل السنة وشؤونه الإسلامية ويرتبط بمجلس الوزراء) في المحافظة للاطلاع من قبل المسؤولين الأمنيين على تفاصيل حادثة اغتيال علماء الدين قبل يومين". ولفت إلى أن زيارة الجبوري إلى البصرة، اليوم، تأتي لمتابعة التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بشأن حادثة اغتيال علماء الدين، مشيراً إلى أن رئيس البرلمان سيلتقي بالقيادات الامنية المشرفة على التحقيقات وسيضغط باتجاه الكشف عن الجناة وإحالتهم الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل. وأضاف أن الجبوري من المقرر أن يزور، أيضاً، مجلس العزاء الذين أقيم للمغدورين لتقديم واجب العزاء. وفتح وزير الداخلية العراقي، محمد الغضبان، أمس الأول الخميس، بعد حادث اغتيال العلماء الثلاثة تحقيقا لمعرفة ملابساته والجهات التي تقف وراه، حسب بيان اصدرته الوزارة، إلا أنه حتى ظهر اليوم لم يصدر شيء عنها. من جهته، دعا محمود الصميدعي، رئيس ديوان الوقف السني، اليوم السبت، الحكومة العراقية بإجراء ما أسماه ب"المتابعة الجدية" لقتلة علماء الدين السنة في البصرة. وفي كلمة له خلال احتفالية أقامها، صباح اليوم، الوقف السني في منطقة الأعظمية في بغداد بمناسبة المولد النبوي، طالب الصميدعي "بمتابعة جدية للجناة الذين يقفون مع الدواعش"، حسب تعبيره، مؤكداً على أن البصرة بحاجة الى "استمرار الانسجام داخل نسيجها المجتمعي". ويشهد العراق فوضى أمنية منذ بدء تنظيم داعش هجوما على مناطق واسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، في يونيو/ حزيران الماضي، واستدعى شن تحالف غربي - عربي تقوده الولاياتالمتحدة، غارات جوية على مواقع التنظيم، لمساعدة القوات العراقية والبيشمركة (جيش إقليم العراق) على ستعادة السيطرة على مناطق سيطر عليها التنظيم. وتشهد محافظات وسط وجنوبالعراق ومنها البصرة هدوء شبه تام خلال الفترة المذكورة حيث كانت بمعزل عن الأحداث والمعارك التي تشهدها مناطق شمال وغرب وشرق البلاد. بدوره، اتهم حامد المطلك (سني)، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، اليوم السبت، الميليشيات الشيعية بالوقوف وراء حادثة اغتيال العلماء السنة في البصرة الخميس الماضي. وقال المطلك في تصريح لمراسل "الاناضول"، إن "الميليشيات الشيعية تقف وراء حادثة اغتيال العلماء في البصرة، ولا يمكن ان يلقى الاتهام على تنظيم داعش". وشكك النائب السني في جدوى التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية حول الحادث وقال إن "هناك حالات عديدة حصلت سابقاً بقتل علماء سنة ومدنيين ولم تكشف الحكومة السابقة عن نتائج التحقيق فيها"، لم يورد أمثلة على تلك الحالات. وأبدى المطلك أمله بأن تكون الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي "على قدر المسؤولية وتعلن عن الجهات التي نفذت حادثة الاغتيال وتحيلهم الى القضاء لينالوا جزاءهم القانوني". ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من أي من "الميليشيات الشيعية" على الاتهام الذي وجهه لها المطلك بالمسؤولية عن اغتيال علماء الدين في البصرة. وكان الشيخ خالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق (جهة تمثل أهل السنة في العراق)، طالب الحكومة والأجهزة الأمنية في البصرة بإجراء تحقيق عاجل لكشف العصابات الإرهابية التي استهدفت علماء الدين وعرض اعترافاتهم في وسائل الإعلام لينالوا جزاءهم العادل"، بحسب بيان أصدره أمس الجمعة. وذكر البيان الذي وصل "الأناصول" نسخة منه، أنه "إيمانا بقدسية الدم العراقي وواجب الحفاظ عليه نستنكرُ بأشد عبارات الاستنكار، اليد الآثمة الخبيثة التي تطاولت على رموز إسلامية وواجهات اجتماعية مثلت وحافظت على وحدة الصف العراقي".