ذكرت صحيفة المستقبل اللبنانية أن هناك توافقا فرنسيا روسيا على انتخاب رئيس توافقي للبنان وعلى الحاجة إلى وصول رئيس جديد يحترم ويلتزم "إعلان بعبدا" الذي ينآى بلبنان عن الصراعات الخارجية على رأسها الصراع السوري. وقالت الصحيفة: "إن أكثر من مصدر في الكتل السياسية والحزبية التي التقت الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو ، ومن قبله المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف يشير إلى أنّ الأطراف اللبنانية لمست من الجانبين "تقاطعاً روسياً فرنسياً حول عنوانين رئيسين متصلين بالاستحقاق الرئاسي، الأول يتمثّل بدعم انتخاب "رئيس توافقي" للجمهورية والثاني يتجلّى بتأكيد الحاجة إلى وصول رئيس جديد يحترم ويلتزم "إعلان بعبدا". وكان الموفد الفرنسي قد أنهى زيارته اللبنانية باستكمال جولاته على المسؤولين أمس، فالتقى كلاً من رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ومسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي. وبينما أعرب رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل بعد اللقاء عن دعمه "للمبادرة الفرنسية المستمدة من شبكة العلاقات الدولية والإقليمية التي تتمتع بها باريس والتي تستمد بعض زخمها من تقاطع إيجابي مع بعض الدول المؤثرة"، برز من ناحية عون هجوم صريح على المبادرات الخارجية لحل أزمة الشغور الرئاسي بلغ حد إعلان عون "الجهاد ضد التدخل الخارجي". وبعد أن آثر الضيف والمضيف الصمت بعد زيارة جيرو له ، خرج عون عن صمته بعد اجتماع تكتله مستهلاً مؤتمره الصحفي بتقليب "الدفاتر القديمة" سياسياً ورئاسياً وانتخابياً وحكومياً وأمنياً ومالياً واقتصادياً وصولاً حتى ضمان الشيخوخة واللامركزية الإدارية والفساد والنفط والغاز، ليبلغ بعد التصويب بشكل غير مباشر على المبادرة الفرنسية "من خلال اتهام باريس بأنها كانت تسعى إلى عرقلة عودته لبيروت عام 2005". وأكد عون استمراره "في المعركة الرئاسية" مع إبداء الاستعداد "للتفاوض على الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية". وأردف عون رداً على سؤال: "المشكلة (الرئاسية) لن تُحلّ من الخارج وبالنسبة لي، سيستمر صراعي وجهادي حتى آخر دقيقة ضد أي تدخل من الخارج". من جانبه، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن ما يتصل بالمسعى الفرنسي لإنهاء الشغور الرئاسي أنّ الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو أتى إلى بيروت: "لوضعنا في أجواء ونتائج اتصالاته مع طهران والرياض والفاتيكان، على أن يعود مرة ثانية إلى هذه الدول لوضعها في أجواء محادثاته اللبنانية". وأكد في هذا السياق، أنّ جيرو نقل دعم "الفرنسيين لانهاء الشغور الرئاسي بأي طريقة"، وأنه سمع في المقابل "رأي كلّ من القيادات اللبنانية" حيال استحقاق رئاسة الجمهورية. وعما إذا كان متفائلاً بالحراك الرئاسي الحاصل، أجاب: "إذا لم يكن الحل يدور في فلكنا الداخلي اللبناني، فلا أكون متفائلاً". وشدد على أن موضوع الحوار المرتقب بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" يسير، والأمور تسير على ما يرام وفق ما هو مُتّفق عليه".
