حمّل غالبية وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا"، خلال كلماتهم بالجلسة الصباحية للدورة ال21 للمجلس الوزراي للمنظمة، اليوم الخميس، روسيا، مسؤولية تدهور الأوضاع في أوكرانيا وتعريض منظومة السلم والأمن الأوروبيين لعدم الاستقرار. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء وفي كلمة له، طالب وزير خارجية أوكرانيا، بافلو كليكين، نظرائه ب"ضرورة الوضوح في تحديد كل ما يتعلق ببلاده والحديث صراحة عن المتسببين في الأزمة وتداعياتها". وحدد كليكين ذلك بضرورة "توضيح دور روسيا في تأجيج الأزمة من خلال دعمها للانفصاليين والاستحواذ على شبه جزيرة القرم بل تدخلت بقواتها عسكريًا شرقي البلاد ما أدى إلى شرخ في الثقة بين موسكو وكل أوروبا". بينما طالب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، روسيا ب"ضرورة الكف عن إرسال السلاح والجنود إلى أوكرانيا، والالتزام بما تم الاتفاق عليه في إعلان "منسك" الموقع في الخامس من سبتمبر /أيلول الماضي لوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا". وقال كيري إن "دول منظمة الأمن والتعاون لا تريد أن تصبح معزولة بسبب سياساتها"، مشيرًا إلى أن "موسكو يمكنها استعادة الثقة في شركائها في حال اعترافها بحدود أوكرانيا واحترامها وإطلاق سراح الرهائن والسماح للمراقبين التابعين للمنظمة بمتابعة نشاطهم". لكن نظيره الروسي سيرجي لافروف تمسّك بسياسة بلاده في أوكرانيا بل ودافع عنها، مشيرًا إلى "أهمية دعم وحماية الأقلية المتحدثة باللغة الروسية شرقي أوكرانيا"، ومتهما حلف شمال الأطلسي ب"اتباع سياسات توسعية شرق أوروبا". وعزا لافروف الأزمة الأوكرانية إلى ما أسماه "نتائج مشكلات مؤسساتية داخل أروقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي رفضت التجاوب مع اندماج وتجاوب أوروبي آسيوي في حين أن المصالح المشتركة تقتضي أن يسير الطرفان على طريق واحد ومعا". وأوضح لافروف أن "التفاوض من طرف واحد لا يؤتي نفعا بل يجب الالتفاف حول مبادئ إعلان منسك لوقف إطلاق النار التي تتمسك بها روسيا وترغب في تطبيقها". كما انتقد التركيز فقط على ضرورة محاربة الكراهية للإسلام من دون أن تكون هناك إشارة إلى ضرورة محاربة ايضا الكراهية للمسيحية. وكان وزير الخارجية الألماني، فالتر شتاينماير، قد استبق الوزيرين الروسي والأمريكي في الحديث إلى المؤتمر حيث أكد وجود قلق من تداعيات هذه الأزمة على أوروبا وعمل المنظمة منذ نهاية الحرب الباردة. ودعا شتاينماير إلى "ضرورة التمسك بالمبادئ التي قامت عليها المنظمة وعدم التشكيك فيها أو طرحها للنقاش، بل التعاون مع سويسرا لإنشاء لجنة خبراء لمتابعة الأزمة الأوكرانية". وحظيت أوكرانيا بدعم من الاتحاد الأوروبي أثناء المؤتمر تمثل في إعلان مفوضة العلاقات الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني تأييد بروكسل لمواقف أوكرانيا وحقوقها وهو ما يستوجب أيضا احترام جميع الدول الأعضاء في المنظمة مبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأيضا معايير القانون الدولي". وتتواصل أعمال الدورة ال 21 للمجلس الوزاري لدول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من الرابع إلى الخامس من ديسمبر/كانون ثان بحضور زهاء 50 وزير خارجية من الدول الأعضاء. جدير بالذكر أن منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا" تأسست العام 1975 وتضم في عضويتها جميع الدول الأوروبية وتركيا وروسيا ودول وسط آسيا والولايات المتحدةالأمريكية، كما ترتبط باتفاقيات شراكة مع كل من مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن، وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند واستراليا.