باريس تعرب عن أسفها لقرار الرئيس الأوكراني برفض تمديد وقف إطلاق النار في شرق البلاد معارك واسعة النطاق في دونيتسك ولوجانسك وموسكو تدعو واشنطن والناتو وأوروبا للتأثير على بوروشينكو التحرير من موسكو يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى برلين، اليوم الأربعاء، للقاء نظرائه الألماني والفرنسي والأوكراني لبحث التسوية في أوكرانيا. كما أعرب لافروف ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن قلقهما من تصاعد المواجهات العسكرية بجنوب شرق أوكرانيا. وذكرت الخارجية الروسية في بيان رسمي أن الوزيرين تبادلا في اتصال هاتفي الآراء بشأن الوضع في أوكرانيا على ضوء قرار رئيسها بيوتر بوروشينكو رفض تمديد الهدنة بين طرفي النزاع المسلح في الداخل الأوكراني. ودعا الوزيران إلى وقف إراقة الدماء واستئناف عمل مجموعة الاتصال بصورة عاجلة بهدف توصل طرفي النزاع إلى اتفاق بشأن المسائل المتعلقة بوقف إطلاق النار وخلق ظروف مواتية لبدء المفاوضات. وفي ضوء مساعي كل من موسكووبرلين إلى إعادة الوضع إلى المسار التفاوضي أيد لافروف اقتراح شتاينماير بإجراء لقاء في برلين الأربعاء بين وزراء خارجية كل من روسيا وألمانيا وفرنساوأوكرانيا. على صعيد متصل قال لافروف، في اتصال هاتفي، لنظيره الأمريكي جون كيري إن قرار الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بعدم تمديد الهدنة شرق البلاد قد يقود إلى مرحلة جديدة من إراقة الدماء. وأشار لافروف إلى أن تبعات ذلك بالنسبة للدولة الأوكرانية لا يمكن التنبؤ بها، مضيفا أن قرار بوروشينكو يقوض الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين موسكووبرلينوباريس وكييف بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. كما أكد الوزير الروسي عدم جواز التساهل مع كييف في سعيها إلى قمع الاحتجاجات بجنوب شرق البلاد، داعيا الولاياتالمتحدة إلى تسخير ما لديها من الإمكانيات لإقناع سلطات كييف بخطورة سياستها. وشدد لافروف أن على الدول المعنية بالمسألة جمع جهودها للوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار في أسرع وقت، ومعالجة المشكلات الإنسانية الأكثر حدة في في منطقة النزاع وبدء مفاوضات جديدة بين طرفي النزاع حول حل الأزمة الداخلية في أوكرانيا. وفي ما يتعلق بالموقف الفرنسي بشأن الأزمة الأوكرانية، قال سفير فرنسا في موسكو جان موريس ريبير إن فرنسا والدول الأوروبية الأخرى تمارس التأثير على الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لإقناعه بإعادة وقف إطلاق النار جنوب شرق البلاد. وأشار السفير إلى ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة النزاع، مفيدا بأن باريس قد أعربت عن أسفها لقرار الرئيس الأوكراني إنهاء الهدنة. وأعرب الدبلوماسي الفرنسي عن دعمه لاقتراح روسيا لأرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة التزام الطرفين بنظام وقف إطلاق النار ومراقبة الجزء الروسي من الحدود بين الدولتين في منطقة المعابر بين أوكرانياوروسيا. ووصف ريبير هذه المبادرة الروسية بأنها "خطوة إيجابية جدا"، مضيفا أن منظمة الأمن والتعاون ستراقب إغلاق الحدود من كلا الجانبين، وأن "لا اختلاف مع روسيا بهذا الشأن". من جانب آخر أعلن فلاديمير تشيجوف مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي أن لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فرصة تاريخية للعب دور فعال في تسوية الازمة باوكرانيا. وقال تشيجوف إن على المنظمة القيام بدورها الذي أسست من أجله، وأن تشارك في عمليات المراقبة على الحدود بين أوكرانياوروسيا. كما أعلن مندوب روسيا في حلف الناتو ألكسندر جروشكو أن الإجراءات التي يتخذها الحلف لحماية الدول الأعضاء فيه مبالغ فيها. وأضاف أن روسيا ستقيم نوايا الناتو استناداً إلى خطواته وليس إلى أقواله، مشدد على أنه لا توجد أي أسباب حقيقية لإظهار العضلات بالقرب من الحدود الروسية، لأن لا أحد يهدد دول الناتو. وأكد جروشكو أن وقف العنف في أوكرانيا يتطلب خطوات محددة وليس استعراض المساندة لكييف في استعمال القوة ضد الشعب، مشيرا إلى أن الناتو يمكن أن يساهم في تسوية الأزمة الأوكرانية في حال أعطى إشارة معينة لكييف. هذا ودخل الوضع الميداني في شرق أوكرانيا إلى دائرة عنف واسعة منذ الصباح الباكر الثلاثاء عقب رفض الرئيس الأوكراني تمديد الهدنة ووقف إطلاق النار. وأسفرت الاشتباكات بين قوات الحرس الوطني الأوكرانية ووحدات الدفاع الشعبي في دونيتسك ولوجانسك عن عدد من القتلى والجرحى في الجانبين، واستولت الأخيرة على مبنى وزارة الداخلية في وسط دونيتسك بعد اشتباكات مع قوات الشرطة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في كلمة أمام ممثلي روسيا في الخارج إن موسكو وكذلك الدول الأوروبية لم تتمكن من إقناع الرئيس الأوكراني بأن "الطريق إلى السلام لا يمكن أن يمر عبر الحرب"، مشيرا إلى أن المفاوضات الحقيقية بشأن التسوية لم تبدأ بعد إعلان الهدنة، لأن كييف طالبت بإلقاء السلاح، إلا أن ذلك ليس كافيا لتسوية الوضع على الأمد الطويل على أسس مقبولة من جميع مواطني أوكرانيا، بمن فيهم سكان جنوب شرق البلاد.