قال الدكتور جاندان هوندامير جراح الأعصاب والعمود الفقري، إن منطقة الرقبة تتكون من سبعة فقرات عنقية مرصوفة فوق بعضها البعض وتقع بينها أنسجة متخصصة تسمى القرص الغضروفي أو الديسك، هذا القرص الغضروفي له وظيفة مهمة في ربط الفقرات ببعضها والمحافظة على ثباتها، بالإضافة إلى توفير المرونة اللازمة لحركة العنق ولكن لأن منطقة الفقرات العنقية تكون عرضة للإجهاد خلال الأنشطة اليومية من حيث أنها تحمل رأس الإنسان الذي قد يزن عدة كيلو جرامات. وأضاف هوندامير أن الرقبة تتمتع بقدر كبير من حرية الحركة عند الالتفات وثني العنق وغير ذلك من الحركات، مما يجعل الغضاريف عرضة للخشونة والتآكل مع مرور الزمن، وفقاً لما ذكره خلال البرنامج التركي "رحلة إلى الصحة". وأوضح أن الغضروف السليم يتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية، مشيراً إلى أن الإنزلاق الغضروفي يحدث عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك، وهذا الجزء الجيلاتيني الرخو ينزلق نحو القنوات العصبية ويضغط على أجزاء من الأعصاب الطرفية أو النخاع الشوكي. وأكد أن هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى الإصابة بالإنزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية من أهمها الإهمال في وضعية الرقبة و تعريضها لأوضاع غير صحية عند الجلوس والمشي والقراءة واستخدام الهاتف وعند النوم ومع القيادة لفترات طويلة، وعند الأشخاص الذين لديهم ضعف في عضلات الرقبة. وفي كثير من الأحيان لا يمكن تحديد سبب معين لحدوث الإنزلاق الغضروفي. كما أفاد بأن عادة ما تبدأ الأعراض في شكل آلام في منطقة الرقبة والكتفين تزداد مع المجهود وتحريك الرقبة وعند النوم، ثم تنتشر إلى أحد الطرفين العلويين لتشمل الكتف والذراع والساعد وحتى أصابع اليد ويصاحبها شعور بتنميل أوخدران في بعض الأصابع، منوهاً أن هذه الآلام قد تكون شديدة، أما في الحالات الشديدة التي يكون فيها الإنزلاق الغضروفي كبيراً بحيث يضغط على أجزاء من النخاع الشوكي فإن الأعراض قد تمتد لتشمل الأطراف السفلية من ضعف في الساقين وصعوبة في المشي وخدران وتأثر في وظيفة مخرج البول والبراز وزيادة في الانعكاسات الطرفية العصبية. وأكد جراح الأعصاب علي أن في الوقت الحالي تعتبر جراحة استئصال الإنزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية من الجراحات الروتينية ذات نسبة نجاح تفوق 95%، فضلاً عن أن هذه الجراحة عادة ما تستغرق حوالي الساعة والنصف، وتتم عن طريق عمل جرح صغير في الثنايا الجلدية في الناحية الأمامية للعنق لا يتجاوز الخمسة أو ستة سنتيمترات يتم من خلاله استئصال الجزء المنزلق من الديسك المريض ورفع الضغط عن الأعصاب والنخاع الشوكي. بعد ذلك قد يلجأ الجراح المعالج إلى زرع طعم عظمي أو قفص طبي أو شريحة طبية مكان الغضروف الذي تمت إزالته و في بعض الأحيان يمكن زرع غضروف صناعي مصنوع من "التسيتانيوم" مكان الغضروف المريض، ويمكن للمريض القيام والمشي بعد العملية بيوم واحد ويتمكن من الخروج من المستشفى خلال يومين أو ثلاثة أيام والعودة للأعمال المكتبية خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، وعند خياطة الجرح فإننا نقوم باستخدام خيوط دقيقة وغرز تجميلية حتى لا يترك الجرح أثراً كبيراً في عنق المريض أو المريضة. أما بالنسبة لنتائج الجراحة فإن المريض عادة ما يفيق من التخدير وقد زالت آلام الإنزلاق الغضروفي كلياً و لا يتبقى لديه سوى آلام طفيفة نتيجة التدخل الجراحي تستمر لأيام قليلة وتستجيب للمسكنات البسيطة ويتم خلال هذه العمليات أخذ جميع الاحتياطات للحد من حصول أي مضاعفات محتملة ولهذا يتم إعطاء المضادات الحيوية قبل وبعد الجراحة واستخدام مكبرات ضوئية خلال الجراحة واستخدام أدوية طبية مانعة للجلطات.