نحن دولة لديها مشكلة في الفهم، فعندما يقول الرئيس للحكومة حطوا محدودي الدخل في دماغكم، يفعلوا هذا حرفيا، ويتحول المواطن من انسان لفريسة داخل دماغ المسؤول، والعيب مش في الرئيس، بل في التدريس، الذي يجعل الطالب من صغره يكبر ليكون اما مسؤول او مسحول، والاولى يصل لها الطالب بالفهلوة، والتانية كلهم بيرحولها، علشان لو كل الشعب عنده فهلوة امال مين اللي هيشتروا الهوا. والضريبة بتتحط، وتتدهن فزلين، وتتبلع بكوباية تشريعات، وتتاخد على الريق، وده بيساهم في تسهيل العملية، وبيخلي الشعب متكيف من الحكومة، وبيخلي الحكومة سعيدة بنفسها انها جابت فلوس وخلت المواطن بلبوص. فقديما كان هناك شخص اسمه محمدين، وبياخد اوامر من مراته، ومرة قالتله هات فلوسك كلها وانا هصرف عليك، بس سيب نفسك خالص، وافق محمدين، فقالت له بعد كده هات محمد من اسمك وامشي بالتاني وهيكفيك، ووافق وبقى محمد، وبعدها قالتله البيت مفيش فيه فلوس وهنقص مصروفك، فقالها لييييييه، قالتله علشان بيتنا يا محمد، فوافق محمد وبقى يمشي في الشارع ويشحت، رغم ان بيته كله ذهب كان وارثه، ومرت السنين وخلف محمد اجيال، بيفرطوا ويشحتوا ونسيوا ورثهم في البيت، لتثبت الاسطورة ان المصري اصله محمدين. وفي السياسة المستحيل ممكن، والواقع غير ممكن، فمن الطبيعي ان يكون ملوك شاشة الفضائيات خبراء في كل شئ، فنجد الخبير يتحدث عن الاقتصاد ثم يدخل في السياسة الداخلية وينتقل الي كيفية عمل صينية بطاطس باللحمة الضاني، الامر الذي يدل ان الخبير هو من يخبر الناس بكل شئ عن كل شئ بشرط ان لا يفهم اي شئ، لان الفهم يقلل من قدر الخبير ويجعله فاهم، وهو ما ينقص سعره على الفضائيات. وقديما قالوا عن الصحافة هي فن المعرفة لاجل الشعب، واليوم تحولت لتكون فن الوهم لاغفال الشعب، تطبيقا لنظرية بص العصفورة، لتتحول الصحف لعشش تبيض وتتكاثر بهدف اسمان الشعب بمعلومات مغلوطة، وتتحول المواقع الاخبارية لتصيد صور الفنانة نايفة اثناء مداعبة الهواء لسيقانها، او صور اخرى لتنين مجنح يعاني الوحدة ويبكي، بالرغم من ان المواطن لا يهمه سيقان نايفة لانه اصبح عقيما مما يراه الا من رحم ربي. ووسط كل ما حدث، نجد الاخوان مازالوا يتحدثون عن فن تدمير الدولة، واملهم يزداد بعودة محمد مرسي خلال المئة عام القادمة، خاصة وان الانقلاب يترنح واغشي عليه عدد من المرات بسبب الرطوبة العالية، وحتى لا يتعجب القارئ فاحب ان اوضح بكون الاخوان يفعلوا هذا ليس لهم بل لاحفادهم عندما يكبرون، ما يثبت بوجود صبر كبير لديهم، اكبر من صبر اليسا نفسها. والكتابة تحولت من هز الراي العام لمتابعة هز الوسط، ولو قالت حقيقة هتكون فزورة، مش خوف لا قدر الله، بل علشان تشجع تشغيل المخ، وتخليه اغلى من الجمبري، ويكون ليه زباين، واللي مش عاجبه يروح المسمط، وهيلاقي اصناف كتير، زي اللسان، والقرون، واللية، وكل واحد وليه زباينه، وعلى رأي المثل مش كل جرنال اللي يتاكل ورقه.