أطفالنا عارفين إن «فى ثورة كل يوم يا ماما». ومدركين إن الثوار «هما الطيبين اللى قالوا لأ للأشرار». وإن الثورة «حبست حسنى مبارك عشان هو وحش ماكنش بيخلى أولاد كتير يروحوا المدرسة ولا الدكتور ولا كان عندهم بيت حلو زى بيتنا ولا لعب زى لعبنا». وبيقولوا «بس لازم ييجى رئيس جديد حلو يعمل اللى إحنا عايزينه». أطفالنا بقوا عارفين إن «إسرائيل وحشة.. مش بنحبها.. مش هنروح نزورها». أنا باتكلم عن أطفال فى حضانة درجة وعيهم قد توازى درجة وعينا وإحنا فى إعدادى إن ماكانش ثانوى. يعنى الجيل ده، اللى بدل ما يتفرج على «بقلظ وكرنبة» بيتفرج على القنوات الإخبارية، واللى عاش أجواء الثورة لا يمكن لمّا يكبر يوافق يتساق. ولو إحنا استسلمنا فى نص المشوار واكتفينا بفتات «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، سيبقى الوضع كما كان عليه قبل الثورة وبالتالى بعد سنين مش كتير هيقوم أولادنا بثورة تانية. جايز فيها يخسروا نور عيونهم أو أرواحهم. ثورتنا لازم تستمر عشان ولادنا. إحنا كده كده جايز مانلحقش نجنى ثمارها الحقيقية. ده يعنى بالنسبة للى مش هتتكتبله الشهادة أثناءها. لكن الثمار دى إحنا بنزرعها وبنرويها عشان ولادنا يجنوها. أولادنا لا يمكن يرضوا باللى جيل أهالينا قبلوه وباللى إحنا ثرنا عليه. اللى بيضحى بروحه بيفدى روح ابنى وابنك. واللى بيفقد عين بيحفظ نور عين ابنى وابنك. يا ريت نفكر فى أولادنا أكتر قبل ما نفكر فى الثمن اللى بندفعه كضريبة للثورة. تضحى بإيه عشان تفدى روح ابنك؟ تدفع كام عشان ترجّع له نور عينه؟ أكيد أكتر بكتير من القبض اللى اتأخر والمرور اللى باظ والعربية اللى اتسرقت والأكل اللى أسعاره زادت وكل المنغصات الحالية. مع العلم بإن معظم المنغصات دى كانت هتتحل مع تسليم السلطة من النظام القديم لأصحاب الثورة الحقيقيين. مش من النظام القديم للنظام اللى أقدم منه. ساعتها كانت هتيجى سلطة مدنية عايزة فعلا التغيير للبلد. سلطة تخلى دور الجيش حماية الحدود مش حماية المجلس العسكرى. سلطة تخلى دور الشرطة حماية الشعب مش النظام. سلطة تجبر ضباط الداخلية على القيام بدورهم الحقيقى بدل ما هم قاعدين فى البيت مش بيتحركوا غير عشان يصطادوا الثوار. سلطة تعيد توزيع الأجور عشان مرتبك يكفيك. وأكم من الأشياء اللى عمرها ما هتحصل طول ما اللى ماسكين السلطة همهم الأساسى حماية نفسهم.. والاسم بيحموا مصر. الحقيقة مصر إحنا اللى هنحميها لينا ولولادنا من بعدينا.