قرار جديد بتوفير عقار لإنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا لجميع الأعمار التأمين الصحي: مستمرون في علاج الثلاسيميا.. أكثر الأمراض الوراثية خطورةً وانتشاراً أكد الدكتور علي حجازي رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، أن 70% من مرضى أنيميا البحر المتوسط "الثلاسيميا" مصابون بفيروس "سي". وأوضح حجازي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة العامة للتأمين الصحي لأمراض دم الأطفال، أن العلاج والوقاية يمثلان مفتاح القضاء على "الثلاسيميا" التي تعد من أشد الأمراض الوراثية خطورةً وانتشاراً، مشيراً إلى أنه من أصعب تحديات التصدي ل"الثلاسيميا" هو انتشار فيروس "سي" خاصة أن 70% من مرضى الثلاسيميا مصابين بفيروس "سي". وأشار حجازي إلى أن وزارة الصحة بذلت جهوداً عظيمة لتوفير أحدث عقاقير فيروس "سي"، ولكن بدون التوعية اللازمة عن سبل الوقاية من فيروس "سي"، نكون قد أهدرنا ملايين الجنيهات دون جدوى، فالوقاية خير من العلاج. وأكد حجازي أن الهيئة العامة للتأمين الصحي ستستمر في علاج أمراض دم الأطفال في مصر، وذلك من خلال أكبر المراكز العلاجية لأمراض دم الأطفال التابعة للهيئة، والتي توفر مجموعة شاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية طبقاً لأحدث المستويات والمعايير الدولية. وأوضح حجازي أن الخدمات العلاجية الأخرى المقدمة لمرضى "الثلاسيميا" بجانب أدوية إنزال الحديد والتي تشمل (نقل الدم الآم، توفير الدم في بنوك الدم التابعة للهيئة والمتعاقدة، العلاج عن طريق زرع النخاع، المتابعة الشهرية للعيادات مع عمل الفحوصات الدورية)، كما تقدم الهيئة خدمات تثقيفية و توعية للمرضى وذويهم. كما تقوم الهيئة بتقديم العقاقير المستخدمة دولياً لإنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى "الثلاسيميا"، وبالرغم من ارتفاع تكلفة العلاج لبعض الأدوية، فقد قررت الهيئة توفير تلك الأدوية لمرضى "الثلاسيميا" دون تقيد بالسن. 9 % نسبة حاملي المرض في مصر ومن جانبها، صرحت الدكتورة نجلاء شاهين استشاري طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية بالهيئة العامة للتأمين الصحي: "في ظل ارتفاع نسبة حاملي المرض في مصر، والتي تبلغ حوالي 9%، وتعد من أعلى المعدلات في العالم، تتجلى أهمية توفير أدوية إنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى (الثلاسيميا) لجميع الأعمار، وذلك في إطار تمسك الهيئة بالأمل في بناء مجتمع مصري قوي". وأضافت شاهين إن إجمالي عدد ملفات مرضى "الثلاسيميا" يبلغ 3329 حالة وتكلفة العلاج تصل إلى حوالي 19 مليون جنيه سنوياً، ونسعى لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة يستطيع المرضي من خلالها أن يعيشوا حياةً طبيعية وأن يكونوا أعضاء فعالين في المجتمع. وأشارت شاهين إلى أنه بالإضافة إلي الخدمات التشخيصية والعلاجية، توفر الهيئة خدمات المتابعة الشاملة في التخصصات المختلفة، بالإضافة إلي توفير عمليات زرع النخاع التي تصل مساهمة الهيئة إلى 75,000 جنيه للمريض الواحد. كما تقوم الهيئة بتوفير أحدث العلاجات لمن يعانوا من أمراض النزيف الوراثية والمكتسبة مثل مرض "الهيموفيليا"، وتصل تكلفة علاج المريض الواحد في بعض الأحيان من 7000 إلى 15000 جنية شهريًا، ويتولى فريق متكامل من الهيئة معالجة هؤلاء المرضى بعوامل التجلط الناقصة في الدم وتوفير العلاج الطبيعي لهم. وأضافت الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ طب أمراض الدم والأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي ورئيس الجمعية المصرية للثلاسيميا، أن الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط قامت بالتعاون مع التأمين الصحي، بتقديم الأدوية اللازمة لإنزال الحديد عن طريق الفم للآلاف من مرضى "الثلاسيميا". وتعمل تلك العقاقير على خفض مستوى الحديد، وهى عبارة عن حبوب تؤخذ مرتين يومياً بدلاً من الحقن تحت الجلد، كما أن أعراضها الجانبية أقل من الحقن وبالتالي تساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية. وقبل ظهور تلك العقاقير كان المرضى يرفضون طرق العلاج القديمة المتمثلة في الحقن تحت الجلد، مما أدي إلى ارتفاع معدلات تدهور القلب والكبد وبالتالي عدم استمرار الحياة. وقد ناشدت الدكتورة آمال وسائل الإعلام بأهمية التوعية الشاملة بمرض "الثلاسيميا" للحد من انتشاره، خاصة في ظل وجود 1500 حالة جديدة سنوياً، مطالبة بضرورة فرض فحوصات ما قبل الزواج خاصة أن حاملي المرض لا يظهر عليهم أي أعراض. كما أشارت إلى أهمية فحوصات الجنين في حالة إذا كان الزوجين يحملون المرض، وقد نجحت تلك التجربة على مستوى العالم. وتقوم مستشفى أبو الريش الجامعي بعمل تلك الفحوصات خلال أول 12 أسبوع في عمر الجنين.