رفض نعيم العبودي النائب في البرلمان العراقي، اليوم الثلاثاء، التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية واتهمت فيه ميليشيات شيعية بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين السنة، واصفاً التقرير ب"تشويه الحقائق والكيل بمكيالين". وقال العبودي النائب عن كتلة "الصادقون" التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" الشيعية، إن تقرير "العفو الدولية" بعيد عن الواقع، مشيرا إلى أن قوات "الحشد الشعبي"(تضم متطوعين وأبناء عشائر موالية للحكومة) تماثل بشكلها ومهامها الميليشيات الشيعية ومنها "عصائب أهل الحق" التي تقاتل التنظيمات الإرهابية، وتلك القوات أي الحشد الشعبي "رسمية وتعمل تحت مظلة وزارة الدفاع العراقية". وأضاف النائب في تصريحه لمراسل "الأناضول"، أن العراق يخوض حرباً ضروسا ضد ما أسماها ب"التنظيمات التكفيرية"، في إشارة إلى "داعش"، وهذا يتطلب بحسب رأيه "جهداً بشرياً وإمكانات عسكرية كبيرة، وهو ما تعمل الميليشيات والمتطوعين على المشاركة فيه". ولفت إلى أن ما نشرته منظمة العفو الدولية هدفه "تشويه الحقائق لما يحصل في العراق عبر استهداف من يدافع عن بلده وترك التنظيمات الارهابية"، على حد قوله. وعدّ العبودي تقرير المنظمة الدولية "جزءا من الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها العراق"، مشيرا إلى أن حركة عصائب أهل الحق "مستمرة في الدفاع عن العراق تحت مظلة القانون"، وقال "لا يهمنا ما تنشره هذه المنظمة أو تلك طالما تبتعد عن الإنصاف في عملها وتكيل بمكيالين ولا ترى إلا ما يراه القائمون عليها". وتنظيم "عصائب أهل الحق"، الذي يطلق عليه مؤيدوه حركة المقاومة الإسلامية في العراق، ويتزعمه الشيخ قيس الخزعلي، انشق عن التيار الصدري، وهو من ضمن عدة تنظيمات تقوم بإرسال الشباب العراقيين إلى سوريا؛ للمشاركة في اشتباكات مسلحة إلى جانب قوات النظام؛ لحماية مرقد السيدة زينب التي تلقى تقديسا واسعا لدى الشيعة، ويشارك منذ أشهر إلى جانب القوات العراقية في قتالها ضد "داعش". وكانت منظمة العفو الدولية، اتهمت في تقرير أصدرته في وقت سابق اليوم، ميليشيات شيعية مدعومة من الحكومة العراقية بارتكاب ما وصفته ب"جرائم حرب". وقالت المنظمة، في تقريرها الذي وصل منه مراسل "الأناضول"، إن "ميليشيات شيعية، مدعومة ومسلحة من قبل الحكومة العراقية، خطفت وقتلت عشرات المدنيين السنة خلال الاشهر الاخيرة، في ظل إفلات تام من العقاب على جرائم الحرب تلك". من جانبها، قالت كبيرة مستشاري برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، دوناتيلا ناتيلا روفيرا، في تقرير المنظمة نفسه، إن "الحكومة العراقية من خلال منح مباركتها للمليشيات، لارتكاب مثل هذه الانتهاكات المروعة بشكل روتيني، تجيز ارتكاب جرائم حرب، وتؤجج حلقة خطيرة من العنف الطائفي الذي يمزق البلاد". وطالبت بإنهاء "دعم الحكومة العراقية لحكم الميليشيات على الفور". واعتبرت أن "تنامي قوة المليشيات الشيعية ساهم في تدهور عام في الأمن ومناخ من الفوضى، وذكرت أنه من بين الميليشيات الشيعية التي يعتقد أنها وراء سلسلة من عمليات الخطف والقتل "عصائب أهل الحق"، و"كتائب بدر"، و"جيش المهدي"، و"كتائب حزب الله العراقي".