تحوّل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، إلى مركز إيواء للنازحين من القصف العشوائي الإسرائيلي، لأحياء شرقي المدينة. وأفاد مراسل وكالة الأناضول للأنباء، أن آلاف المواطنين توجهوا صوب مستشفى الشفاء، لاستخدامه كمركز إيواء آمن، هربا من القصف العشوائي الذي تعرضت له منازلهم. وشاهد مراسل الأناضول طوابير من العائلات متجهة سيرا على الأقدام، نحو المستشفى قادمة من شرق المدينة. واضطرت إدارة المشفى لفتح بعض أقسام المشفى لإيواء النساء والأطفال. كما اكتظ المشفى بعشرات الجرحى الذين تنقلهم السيارات المدنية، بعد أن عجزت سيارات الإسعاف عن نقل الأعداد الكبيرة منهم. وأفاد مراسل الأناضول أن الجرحى كانوا ملقون على الأرض، بسبب نقص الأسرة، في المشفى. وقال بعض النازحين لمراسل الأناضول، إن القصف الإسرائيلي العشوائي خلف عشرات القتلى، والجرحى تحت ركام منازلهم، مؤكدين أن سيارات الإسعاف غير قادرة على الوصول إليهم. وأكدوا أن الجيش الإسرائيلي استهدف بعض سيارات الإسعاف والدفاع المدني. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة، إن طواقم الإسعاف انتشلت 13 قتيلا، ونقلت نحو 200 مصاب، جراء القصف العشوائي لمنازل الفلسطينيين شرق مدينة غزة. وأضاف في تصريح صحفي:" منع جيش الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية من إجلاء القتلى والجرحى، وأطلق قذائفه بشكل مباشر على سيارات الاسعاف والدفاع المدني في مناطق شرق غزة، ما حال دون وصولهم إلى المنازل المدمرة على رؤوس ساكنيها". وتوغلت عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية شرقي مدينة غزة، صباح اليوم الأحد، وسط قصف عنيف ومكثف من المدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين، ونزوح الآلاف من منازلهم متوجهين صوب مركز المدينة. وأفاد شهود عيان، لمراسل "الأناضول" في غزة، بأن القوات الإسرائيلية المتوغلة مسافة 500 متر في أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرقي مدينة غزة، قصفت ودمرت منازل وأراض فلسطينية بشكل عشوائي، ما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة في المناطق المستهدفة. وتزامن التوغل البري، مع قصف "عنيف" من الزوارق البحرية الإسرائيلية للشريط الساحلي على طول قطاع غزة، وتحليق مكثف للطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية. وقال القدرة إن تساقط القذائف المدفعية الإسرائيلية بشكل كثيف وعنيف على حي الشجاعية، يمنع طواقم الإسعاف من الوصول للمناطق المستهدفة، ما يهدد حياة عشرات الفلسطينيين. وأضاف، في تصريح ل"الأناضول"، إن "النيران تشتعل في بعض المنازل المستهدفة وتمتد لمنازل أخرى وهناك عدد من القتلى والإصابات لا يمكن الوصول إليها لنقلها إلى المشافي، والمواطنين لا يستطيعون الخروج من منازلهم بسبب غزارة القصف الإسرائيلي". كما تطلق الآليات الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقية لمدينة غزة، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية، ما أدى إلى اشتعال النيران في مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية، بحسب ذات المصدر. ووصفت حركة حماس ما يجري في حي الشجاعية شرق المدينة، ب"جريمة حرب". وقالت في تصريح صحفي، استلم مراسل الأناضول نسخة عنه:" مجزرة الشجاعية ضد المدنيين هي جريمة حرب، ولن تنكسر إرادة شعبنا، والمقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ولن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة".