تعتمد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في التصدي لمواجهة الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة الذي بدأ مساء أمس الخميس، بخطط عسكرية أهمها: "القنص"، و"الأفخاخ والكمائن"، و"العمليات التفجيرية"، حسبما يقول مراقبون لوكالة الأناضول للأنباء. وينتظر الجيش الإسرائيلي، "غزة أخرى تحت الأرض"، كما يؤكد "ناجي البطة"، أستاذ الشؤون الإسرائيلية، في أكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية بغزة. ويرى البطة في حديث لوكالة الأناضول، أنّ كتائب القسام أعدّت خطة عسكرية محكمّة لمواجهة الهجوم البري. وتابع:" إسرائيل تدرك تماما، أن الأمور لن تكون نزهة، والمقاومة تثبت يوما بعد آخر، أنها تطورت، بشكل لافت ما يُجبر الجيش الإسرائيلي على التراجع وتكبيده خسائر فادحة". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، مساء أمس الخميس، من أجل تنفيذ ما قال إنها عملية لضرب الأنفاق "الإرهابية" التي تخرج منً قطاع غزة وتدخل الأراضي الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن "الهدف من العملية البرية الإسرائيلية على النحو المحدد من قبل الحكومة الإسرائيلية هو إيجاد واقع يعيش فيه السكان الإسرائيليين بأمن وأمان من دون تواصل الإرهاب العشوائي، وتوجيه ضربة كبيرة للبنية التحتية لحركة حماس الإرهابية". وأعلنت كتائب عز الدين القسام صباح اليوم، قنصها لجندي إسرائيلي جنوبي قطاع غزة، وإصابته بشكل مباشرة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل أول جندي إسرائيلي في العملية البرية على قطاع غزة، والذي سيكون مقدمة لأرقام تزداد في صفوف قتلى الجيش الإسرائيلي كما يؤكد البطة. ويتابع:" إلى جانب تصدي المقاومة بالقذائف، والصواريخ المتطورة، هناك كمائن محكمة أعدّتها القسام، باختصار هناك غزة أخرى تنتظر الجيش الإسرائيلي، تحت الأرض". وتقول مصادر في كتائب عز الدين القسام، لوكالة الأناضول، أن عناصرها أعدوا خطة محكمّة للتصدي للجيش الإسرائيلي. ووفق المصادر فإنّ عناصر المقاومة ونظرا لطبيعة أرض غزة المكشوفة والسهلية المنبسطّة، جهّزت خططها من تحت الأرض. ويقول "أبو معاذ" أحد قادة كتائب القسام "الميدانيين"، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن المقاومين بغزة أعدوا للجيش الإسرائيلي مفاجآت ستجعله يندم على دخوله بريا، كما قال. وأضاف:" الميدان سيتكلم، وخسائرهم ستتكلم عن الخطط التي أعددناها، سنحاصرهم بالقنص، والكمائن، وستفشل دباباتهم من التوغل إلى داخل غزة، ولن يتقدموا سوى أمتار ليستقبلهم "الموت"، والأفخاخ والكمائن، وأشباح الاستشهاديين (لجأت كتائب القسام إلى هذا الأسلوب في الحرب التي شنتها إسرائيل على 2008، إذ نفذت العديد من العمليات التفجيرية في الجنود المتوغلين إلى القطاع ". ويقول شهود عيان لوكالة الأناضول أن الدبابات الإسرائيلية لم تتقدم سوى عشرات الأمتار على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، وضمن مساحات اعتادت الدبابات والآليات دخولها حتى فترة التهدئة، لكونها مناطق مفتوحة. ويرى فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، والكاتب في صحيفة "فلسطين" المحلّية الصادرة من قطاع غزة أن كتائب القسام، ستبدو هذه المرة أكثر تنظيما من كل المواجهات السابقة. وأضاف في حديث لوكالة الأناضول:" حتى اللحظة، إسرائيل تستهدف المدنيين، والضحايا هم من الأطفال والنساء، المقاومة أفرادها مختفين عن الأنظار، إنهم يعملون من تحت الأرض". وتوقع أبو شمالة أن تنتظر الأفخاخ والكمائن والألغام وكثير من المفاجآت جنود الجيش الإسرائيلي. وتابع:" المقاومة ستجبر القوات البرّية على التراجع، ولن يبقى الجيش الإسرائيلي سوى أيام معدودة، فإسرائيل دخلت العملية البرية من أجل الضغط سياسيا على حركة حماس بالقبول بالتهدئة، وهي لا تدري ما ينتظرها من خسائر فادحة". وتقول كتائب القسام إنّها أوقعتّ فجر اليوم قوات إسرائيلية خاصة في كمين لعناصرها في شمال وجنوب القطاع، والاشتباك معها وجهها لوجه وإرغامها على الاندحار بعد إيقاع إصابات فيها. ودعت مصر الاثنين الماضي، إلى مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة تنص على وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وفتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض. ورفضت حركة حماس بشكل رسمي المبادرة، وقالت إنّها أبلغت القاهرة بشكل رسمي اعتذارها عن قبول مبادرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والمقاومة. وتقول مصادر إعلامية إسرائيلية، إن هناك مباحثات تجري حاليا لإنضاج اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بجهود دولية.