وصل إلى القاهرة، مساء يوم السبت، السفير القطري لدى مصر، سيف بن مقدم البوعينين، قادما من الدوحة، قبل ساعات من حفل تنصيب وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، بحسب مصادر ملاحية في مطار القاهرة. وأفادت المصادر بأن وصول البوعينين إلى العاصمة المصرية هو الثاني منذ مغادرته القاهرة قبل نحو 5 شهور. وتضاربت الأنباء بشأن مشاركة السفير القطري في حفل تنصيب السيسي، فبينما قالت صحيفة "الأهرام" المصرية، المملوكة للدولة، السبت، إن القائم بالأعمال القطري في القاهرة سيشارك في حفل التنصيب، قالت مصادر أمنية في مطار القاهرة ووكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن البوعينين سيشارك مساء غد الأحد فى الاحتفال الثانى لتنصيب السيسى في قصر القبة الرئاسي شرقي القاهرة. وقطر هي الدولة الوحيدة من دول الخليج الست التي لم تهنئ السيسي بفوزه بانتخابات الرئاسة (حتى الساعة 21:02 ت. غ)، كما لم يصدر عن أي مسؤول قطري أو وسيلة إعلام قطرية ما يؤكد أو ينفي مشاركة مسؤولين من الدوحة في احتفالات تنصيب الرئيس المقبل. وفى الثلاثين من يناير الماضي، غادر البوعينين القاهرة في وقت توترت فيه علاقات بلاده مع مصر على خلفية انتقادات وجهتها الدوحة لعزل الرئيس المصري محمد مرسي، واستضافة الأخيرة قيادات من جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي، والتي أعلنتها الحكومة المصرية جماعة إرهابية في ديسمبر / كانون الأول 2013، إضافة إلى اتهام القاهرة لفضائية "الجزيرة" الإخبارية، المملوكة للعائلة الحاكمة في قطر، ب "التحريض على مصر". ومن ذلك الحين، لم يقم السفير القطري في القاهرة سوى 13 يوما؛ حيث عاد إلى القاهرة مطلع مارس الماضي، قبل أن يغادرها في ال 13 من الشهر ذاته. في المقابل، استدعت مصر سفيرها في قطر، محمد مرسي، للتشاور أوائل يناير الماضي بعد انتقاد قطر لممارسات السلطات الحالية في مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين. ومنذ ذلك التاريخ، لم يعد السفير المصري إلى الدوحة، فيما قال بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية في أبريل الماضي إنه "ليست هناك أي نية" لعودة السفير المصري إلي الدوحة، وننتطر من قطر "أفعالا لا أقوالا، ولا يكفينا إدلاء المسؤولين القطريين بأقوال معسولة؛ لأن هناك جرحا عميقا لا يمكن علاجه إلا بتنفيذ طلبات محددة علي رأسها تسليم المطلوبين للعدالة في مصر". وكانت علاقات قوية ربطت مصر وقطر خلال فترة رئاسة مرسي التي استمرت قرابة العام، لكن العلاقات توترت بعد عزله. وشنت الحكومة المصرية حملة ملاحقة لجماعة الإخوان المسلمين بعد عزل مرسي دفعت كثيرون من قيادات وأعضاء الجماعة ومعارضي الحكومة للجوء إلى قطر. والثلاثاء الماضي، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فوز السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي. ويؤدي السيسي، صباح اليوم الأحد، اليمين الدستورية، إيذانا بتوليه رئاسة مصر رسميا. وعقب أداء اليمين الدستورية يستقبل السيسي رؤساء وزعماء وممثلي دول ومنظمات دولية في احتفالية التنصيب بقصر الاتحادية الرئاسي شرقي القاهرة، ويعقبها احتفالية ثانية مساء اليوم في قصر القبة (شرقي العاصمة)، بحضور رموز بالمجتمع المصري.