أنهى نائب رئيس دولة جنوب السودان المقال وزعيم المتمردين ريك مشار مساء أمس الأحد، زيارة إلى كينيا، محطته الأولي، ضمن جولة في دول شرق أفريقيا. وقال يوهانس فوك المتحدث باسم ريك مشار لوكالة "الأناضول"، إن الأخير التقى خلال زيارة نيروبي، الرئيس الكيني "أوهورو كينياتا" وأطلعه خلالها على مجمل التطورات في جنوب السودان. كما نقل إليه تقدير شعب جنوب السودان لدور كينيا نحو شعب جنوب السودان في مرحلة التحرير، في إشارة إلى ما قبل إعلان الدولة العام 2011، وفق المتحدث باسمه. واعتبر يوهانس أن موقف كينيا من الأزمة الأخيرة في جنوب السودان كان "إيجابيا"، ولعبت دور "الوسيط المحايد". وأضاف المتحدث أن مشار عاد إلى أديس أبابا، قادما من نيروبي، مساء أمس الأحد، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى الخرطوم، في وقت لاحق لم يحدد بعد، حيث سيطلع الرئيس السوداني عمر البشير ومسؤولين سودانيين على آخر التطورات على الساحة. وأعرب "يوهانس" عن تقديره لموقف السودان الذي لعب "دورا إيجابيا" في الأزمة الأخيرة، معتبرا أن العلاقة مع السودان لها "خصوصية" حيث يعتبر شريكا "استراتيجيا". وحول أهداف الجولة التي يقوم بها ريك مشار قال "يوهانس" إنها تأتي في إطار مساعي الحركة الشعبية المعارضة لإعادة السلام والاستقرار في جنوب السودان وإنهاء معاناة شعب جنوب السودان. وكان المكتب الإعلامي لمشار، أعلن عن جولة يقوم بها الأخير إلى عدد من دول "إيغاد" من بينها: السودان، وكينيا، وجيبوتي والصومال، واستبعد أن تشمل الزيارة دولة أوغندا التي يشارك جيشها مع حكومة بلاده في الحرب ضده. ولم توضح الفترة الزمنية التي ستستغرقها هذه الجولة، ولا مدتها في كل دولة. ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، شهدت جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريًا، وهو ما ينفيه الأول. وفي التاسع من مايو/ آيار الجاري، وقّع سلفاكير، ومشار، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، قضي بوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية. ونص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور. إلا أن الاتفاق لم يدم طويلا حيث بدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرقه.