"يلومونني في اليوم ألف مرة لأنني قررت أن أشاركك ، وأنا ألوم نفسي في اليوم مائة ألف مرة، لأنني تأخرت في مشاركتك كل هذا"، عبارات خطتها سيدة مصرية شابة متحدثة لزوجها المحبوس احتياطيا بأحد سجون مصر عن مشاركته إضرابه عن الطعام. جهاد خالد ، زوجة في العشرينات من عمرها ترقد الآن على فراش إضرابها القسري منذ 14 مارس /آذار الماضي، متجاوزة ستين يوما بمنزلها بغربي القاهرة ، مكتفية بحسب والدتها الحقوقية المصرية هدي عبد المنعم بشرب الماء فقط. معركة أمعاء خاوية جهاد التي يبدو أن لها نصيبا من اسمها في الحياة، بحسب الوالدة ، تسير كما قالت على طريق زوجها عبد الله الشامي الصحفي المصري مراسل قناة الجزيرة الفضائية القطرية في معركة أمعاء خاوية تتحدي ظروف قاسية تلاحق زوجها بأحد السجون المصرية . عبدالله الشامي (26 عاما) بدأ إضرابا عن الطعام منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، متجاوزا 100 يوما في سجنه بملحق طره (جنوبالقاهرة) بعد أشهر من القبض عليه في 14 أغسطس/آب الماضي ،عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة) وتهمته أنه "نقل الحقيقة"، بحسب هدي عبد المنعم، التي تحدثت للأناضول في ظل عدم تمكن نجلتها عن الحديث لتدهور صحتها مع الإضراب . وقالت عبد المنعم "لا تريد جهاد أن تتخلف عن مصير زوجها، فحياتهما السعيدة، وإن فرقها السجن، لن تمنع مواقفهما المشتركة من أن تجتمع على مصير واحد يكون رسالة للجميع". وأضافت :"طلبنا من جهاد أن تتراجع عن الإضراب فرفضت، وقالت بصوت هزيل لن أترك زوجي، سأتحمل، رغم أنها بحسب التحاليل الطبية الأخيرة فقدت من وزنها 40 كجم، ولم تعد تقوي على الحركة حتى أن طبيبها ذهل مما تفعل". وتابعت أم جهاد قائلة "صور عبد الله الشامي التي سربت مؤخرا من داخل سجنه للمرة الأولى، منذ اعتقاله تقول إنهما شيء واحد ، هو الآخر فقد من وزنه كثيرا وحالته الصحية تدهورت بشكل خطير". رغم تدهور صحة جهاد، بحسب الوالدة غير أنها "أصرت الأسبوع الماضي أن تذهب لزيارة زوجها في محبسه ، بصعوبة في سيارة العائلة"، مشيرة إلى أنه بعد أمتار من طابور طويل، ينتظر زيارات مماثلة سقطت جهاد ولم تقو على الحركة". وأضافت "كثير من الزوار ألحوا عليها أن تعود لمنزلها لكنها أصرت البقاء، حتى قابلت زوجها في لقاء قصير، كان بالنسبة لها كل شيء ". محاولات عدة بذلت من الأسرة، كما تقول الوالدة لنقل جهاد إلى مشفي يراعي إضرابها ، لكنها اشترطت أولا أن يتم نقل زوجها عبد الله الشامي إلى المشفي هو الآخر. مطالب حقوقية باطلاق سراحهما وقالت هدى عبد المنعم التي كانت عضوة بمجلس حقوق الإنسان (الحكومي) في عهد مرسي إن "تقارير حقوقية محلية ودولية ، طالبت بإطلاق سراح عبد الله الشامي الذي ينحاز ضميره لمهنته ولنقله الحقيقة لكنها يبدو بلا جدوى ، وكان الرد في اليوم العالمي للصحافة في 3 مايو(أيار) الجاري بتجديد قضاء مصر الحبس 45 يوما له لتستمر المعاناة بدون محكمة عادلة منذ القبض عليه". وجددت محكمة جنايات القاهرة، يوم 3 مايو/ أيار الجاري حبس 312 متهمًا بينهم الشامي بقضية "التصدي" لقوات الأمن خلال فض اعتصام رابعة ، 45 يوما على ذمة التحقيقات. وجع الزوجة جهاد خالد على زوجها وإيمانها بحريته، ترجمته بنفسها في رسالة نشرت في نهاية إبريل / نيسان الماضي عبر حسابها على فيسبوك تحت عنوان "أتوقف لحظة". وتحدثت عن إضرابها عن الطعام متضامنة مع زوجها قائلة "قررت أن أشاركه إضرابه ، علي أستطيع أن أحيا و لو جزء صغير جداً من تجربته ، فأتقوت على ما يتقوت عليه .. الماء ، فقط الماء". وترد جهاد على الذين يطالبونها بالتوقف عن الإضراب، خشية أن تضر حياتها قائلة "طالما أن حرية عبد الله مسلوبة فما الذي أخشى عليه". واختتمت رسالتها بلهجة الواثق في المستقبل قائلة "على يقين أن عبد الله سيكون معي قريباً، وأن التاريخ سيكتب عن صمود هذا الرجل، الذي حارب حتى انتزع حريته".