أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن تفجيري جنوبسيناء بمصر يوم الجمعة الماضي. جاء ذلك بحسب بيان منسوب للجماعة عبر حسابها الشخصي على "تويتر". وفي بيان منسوب لها تداولته صفحات منتديات مقربة من الجماعة على الإنترنت قالت أنصار بيت المقدس: "ليعلم الجيش .. أننا لن يهدأ لنا بال ولن يُقر لنا قرار حتى نقتص لدماء المسلمين وأعراضهم وسنبذل دمائنا رخيصة حتى يفصل الله بيننا وبين أعدائنا". وطالبت الجماعة المصريين أن ينتفضوا ضد ما وصفته ب"النظام الطاغوتي الغاشم"، داعية إياهم بعدم الاكتفاء بالحراك السلمي الذي ما جنوا من ورائه إلا "قتل خيرة شبابهم واعتقال نسائهم"، على حد تعبير البيان. وشهدت منطقة جنوبسيناء، المنتجع السياحي الأشهر بمصر، مقتل مجند وإصابة 9 آخرين بينهم 3 من أفراد الشرطة في تفجيرين انتحاريين منفصلين، صباح أول من أمس الجمعة. وتشهد سيناء تصعيدًا في استهداف مسلحين لقوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي يوم 3 يوليو/ تموز الماضي، سقط فيها عشرات القتلى، معظمهم من الضباط والجنود، بعضها أعلنت جماعات مسلحة مسؤوليتها عنها، من أبرزها جماعة "أنصار بيت المقدس". وجماعة "أنصار بيت المقدس" محسوبة على التيار السلفي الجهادي، وتنشط في محافظة شمال سيناء (شمال شرق)، بشكل أساسي وفي بعض المحافظات الأخرى، بشكل ثانوي، مستهدفة شخصيات ومواقع شرطسة وعسكرية. وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بمحكمة عابدين (وسط القاهرة)، في 14 أبريل/ نيسان الماضي، بإلزام الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور بإدراج تنظيم جماعة "أنصار بيت المقدس"، كمنظمة إرهابية، وذلك بعد أيام من اعلان الخارجية الأمريكية، الجماعة التي تأسست في مصر عام 2011، منظمة إرهابية دولية يحظر التعامل معها. ويعود ظهور الجماعة، المحسوبة فكريا على تنظيم القاعدة، إلى أغسطس/آب 2011، وتبنت الجماعة عدة عمليات وقعت عقب عزل مرسي، من بينها تفجير خط الغاز بين مصر وإسرائيل، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في القاهرة، وتفجير مديرية أمن الدقهلية (في دلتا نيل مصر) في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأسفر عن مقتل 16 شخصا بحسب بيان وزارة الصحة المصرية. وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة، حملة عسكرية موسعة، بدأتها في سبتمبر/ أيلول الماضي، لتعقب ما تصفها بالعناصر "الإرهابية"، و"التكفيرية" و"الإجرامية" في بعض المناطق بشمال سيناء، والتي تتهمها بالوقوف وراء الهجمات المسلحة.