انتقد البيت الأبيض وفرنسا وعدد من الدول الغربية بشدة إعلان دمشق نيتها تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، حيث اعتبر البيت الابيض أن ما سيجري هو في الواقع "محاكاة هزلية للديمقراطية"، مضيفا أن نتائجها لن تحصل على الشرعية والمصداقية "داخل سوريا أو خارجها". «محاكاة هزلية للديمقراطية» وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، في رده على أسئلة الصحفيين الاثنين، حول ما إذا كان إعلان دمشق يمثل استخفافا بمواقف الرئيس باراك أوباما الداعية لتنحي الأسد: "هو "الأسد" يسخر في الواقع من مزاعمه الشخصية بأنه زعيم منتخب ديمقراطيا، ما سيكون الأمر عليه هو استفتاء رئاسي، وسيكون ذلك محاكاة هزلية للديمقراطية تفتقد لأي شكل من أشكال المصداقية والشرعية داخل سوريا وخارجها". وتابع كارني بتأكيد مواقف بلاده حول حل الأزمة في سوريا قائلا: "الطريق للحل يتمثل بعملية انتقال سياسية يتم التفاوض حولها مع المعارضة، وهي لا تشمل أبدا استفتاء من النوع الذي دعت دمشق إليه والذي لا يرتبط بالديمقراطية على الإطلاق، بل هو مجرد خداع". وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض: "لذلك تبقى الحاجة إلى قرار سياسي، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يتيح للسوريين التوصل إلى مستقبل فيه حرية أكثر وطغيان أقل، ونحن سنواصل دعم الشعب السوري من خلال المساعدات الإنسانية الضخمة التي نقدمها، كما نواصل دعم المعارضة والدفع نحو عملية تفاوضية تقود نحو انتقال سياسي قابل للتحقق". «الطاغية المطلق» ولم تتوقف الانتقادات على امريكا بل تواصلت إلى فرنسا، حيث وصف لوران فابيوس وزير الشئون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي اليوم الثلاثاء، الرئيس السوري بشار الأسد ب"الطاغية المطلق"، منتقدًا فى الوقت نفسه الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية السورية فى شهر يونيو القادم. ونفى فابيوس، في تصريحات إعلامية، ما يردده البعض عن أن باريس تدعم معارضي بشار الأسد وبالتالي الجهاد في سوريا، مشيرًا إلى أن هناك "التباسًا.. فالأسد هو الطاغية المطلق"، وهناك ضده جماعات إرهابية. وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية، أن بلاده لا تدعم هؤلاء بالطبع، مضيفًا "باريس تساند على العكس "المعارضة المعتدلة، التي تحظى بدعم من مائة دولة". وشدد فابيوس مجددًا على أن الحل السياسي يعد السبيل الوحيد لإيجاد مخرج للأزمة السورية. وانتقد وزير الخارجية الفرنسي في الوقت نفسه الإعلان من جانب دمشق عن إجراء الانتخابات الرئاسية السورية فى يونيو القادم. واصفًا ذلك بأنه "عبث". وأضاف أن سوريا في حالة حرب، وهناك شرط يفرض على أي مرشح الإقامة لأكثر من عشر سنوات فى البلاد للتقدم للانتخابات، وأن يحصل من يرغب فى الترشح على دعم من قبل أعضاء البرلمان "الذين هم جميعًا يساندون بشار الأسد". وأشار إلى أن المجتمع الدولي أبطل وبشكل مسبق هذه الانتخابات. انتخابات الرئاسة وكانت دمشق قد أعلنت الاثنين، أنها ستنظم في الثالث من يونيو/حزيران المقبل انتخابات رئاسية مع اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد، الذي تشهد بلاده حربا أهلية طاحنة منذ أربع سنوات، وقد أثار الإعلان موجة احتجاجات في أوساط المعارضة. وقال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، معلنًا موعد الانتخابات في كلمة نقلها التليفزيون الرسمي: "إن طلبات الترشح ستقبل حتى الأول من مايو المقبل"، مضيفًا أن تصويت السوريين في سفارات البلاد بالخارج سيكون يوم 28 مايو القادم، ووضع مجلس الشعب السوري في مارس الماضي قواعد تتيح للمقيمين فقط الترشح لانتخابات الرئاسة، مما يحرم الكثيرين من معارضي الأسد الذين يعيشون خارج سوريا من الترشح. وأقر مجلس الشعب في 14 مارس بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي تغلق الباب عمليا على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المترشح للانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. ولم يعلن الرئيس بشار الأسد حتى الآن رسميا ترشحه إلى الانتخابات، إلا أنه قال في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في يناير إن فرص قيامه بذلك "كبيرة".