د.حسام عقل: حاذق من أبناء ثورة يناير ورفع اسم مصر في المحافل الدولية الجميلي أحمد: أطالب بتفعيل باب الحريات في دستور 2014 د.خالد البوهي: رواية "لا أحب هذه المدينة" تكشف مزيفي الوعي في كل الأزمنة أكد وكيل مؤسي حزب البديل الحضاري تحت التأسيس أحمد عبدالجواد أن الشاعر عمر حازق أشبه بالمعتقل فلا نعرف تماماً ما هي التهم الموجهة إليه، وقد قبض عليه أثناء التظاهر للمطالبة بالقصاص من قتلة خالد سعيد. وقال في تصريحات خاصة ل"محيط" أن حازق كان داعماً لمظاهرات 30 يونيو، لكنه اختلف مع الطريقة التي تدار بها البلاد بعدها، ولم يكن له أي اتجاه سياسي. جاء ذلك على هامش تنظيم حزب البديل الحضاري اليوم الأربعاء، مؤتمرا صحفيًا، للتضامن مع الشاعر عمر حاذق، أحد المعتقلين السياسيين تحت عنوان "الحرية لعمر حاذق ورفاقه" وذلك بدار وعد للنشر بوسط البلد. وقال عبد الجواد ل"محيط" أنه لا توجد في مصر حريات الآنن فمن لم يتم القبض عليه هو مسألة وقت فقط، فحتى هامش الحريات التي كنا نراه أيام مبارك اختفى، فمن يخالف صوت الرأي الواحد يعتقل. ولفت إلى أن اهمية المؤتمر تأتي للتحدث عن خطورة امتداد الأزمة لغير عمر حاذق، الأمر الذي ينذر بخطر شديد. وأكد أن مطاب ثورة يناير لم تحقق بعد، في كل الأنظمة التي تعاقبت على مصر بعدها، الجميع فشل في تحقيقها إلى الآن، مضيفاً: أنه من المؤلم أن يتم اعتقال من يجاهر برأي مخالف. في كلمته بالمؤتمر، أكد الناقد الدكتور حسام عقل أن حزب البديل الحضاري تحت التأسيس بالتعاون مع دار وعد يقيم ندوة حوار وطني من أجل الشاعر السكندري عمر حاذق والحريات المدنية في مصر. ولفت إلى أنه تم القبض عليه لمشاركته في وقفة احتجاجية تطالب بالقصاص من قتلة خالد سعيد، وفي محضر إداري رقم 2936 المنشية، اتهم بتخريب منشآت وإتلاف سيارتين من سيارات الشرطة، ومقاومة السلطات وتكدير السلم العام. عمر حاذق الذي كتب ديوانه "فضاء الحرية"، و"أصدق شمس الشتاء" قاوم الفساد في مكتبة الإسكندرية، يضيف عقل: أزعم أن مواقفه ومقالاته كانت المسمار الأخير في نعش رئيس المكتبة إسماعيل سراج الدين. حاذق – يتابع عقل – يعد أول شاعراً مصرياً يعتقل بتهمة التظاهر بعد 3 يوليو، رغم كونه شاعراً ليبرالياً طالب باستعادة قيم ثورة 25 يناير 2011 من الحريات المدنية والعدالة الاجتماعية، وحين نطالب بالحرية له ولرفاقه نطالب باستعادة قيم ثورة يناير. وير عقل أن الشاعر عمر حاذق يمثل إشارة ودلالة رمزية على رغبتنا في وطن يتسع لحريات الجميع، لذلك نطالب بالحرية له ولكل من غيبوا خلف الأسوار بعد 3 يوليو بفعل ما سُمي ب"قانون التظاهر". عمر حاذق لا ينتمي تنظيمياً إلى أي تيار، كما يؤكد عقل، لماذا احتجز حين شارك في وقفة تطالب بالقصاص من قتلة خالد سعيد، إنه رأى أحد رفاقه يسحل أمامه من قبل الشرطة ويؤخذ ليلقى به في عربتهم، وحين سأل الضابط المسئول عن ذلك، أخذه إلى العربة هو أيضاُ، متهمه بإتلاف سيارة شرطة. ويؤكد الناقد حسام عقل أن ذلك كله تم بالمخالفة لقانون التظاهر الذي يشترط احتجاز الأشخاص في مكان تنظيم الوقفة الأساسية وهذا ما لم يحدث. واستشهد عقل بما قاله الشاعر ميسرة صلاح الدين؛ أن الحركة الأدبية في الإسكندرية تقف وراء عمر حاذق..فماذا عن المغمورين؟. مؤكداً أن ندوة اليوم جاءت للمطالبة بالحرية لعمر حاذق ورفاقه. قائلاً أن عمر حاذق طلب من أسرته حين زارته "أباجورة" ليستطيع الكتابة على ضوئها ليلاً. من جانبه قال الناشر والشاعر الجميلي أحمد صاحب دار "وعد" للنشر، أننا أمام كارثة كبرى أسس لها نظام مبارك وما زال، تكرر معنا ذلك كثيراً فالأمر برأيه لا يتعلق بعمر حاذق فقط. يتابع: هناك أيضاً قضية الزميل كرم صابرالذي حكمت عليه المحكمة بعد إصدار روايته "أين الله" بالسجن خمس سنوات. حكمت المحكمة بمجرد إصدار القرار، فكيف تحكم على القتلة والذين قاموا بسرقة أموال المصريين. لم نجد حكماً صارماً على أي سياسي سرق أو قتل بعد ثورة يناير إلى الآن. وأضاف: أن حرية عمر حاذق جزء من حرية أي مثقف مصري يعيش على أرض الوطن. وطالب الجميلي بتفعيل باب الحريات في دستور 2014 الذي ينص على أن حريةة الفكر والكتابة مكفولة للجميع، أين تفعيل باب الحريات تجاه ما يحدث للمثقفين والكتاب. يواصل: الغريب أنك إذا اختلفت مع الحكام يتهم المواطن بتهم كثيرة، معظمنا كما يقول كان مؤيداً لثورة 30 يونيو لكن اختلافنا الآن مع ما يحدث للمثقفين والكتاب. ويؤكد الجميلي أنه كان يطالب الناس بالتصويت بنعم في دستور 2014، لكنه كان يطالبهم أيضاً بتفعيل الدستور بعد إقراره، وهو ما لم يحدث. كارثة أخرى ينبه إليها الجميلي أن ما يحدث مع عمر حاذق يحدث مع مثقفين آخرين، فقد تم منع الشاعر سعيد شحاتة من المشاركة في مهرجان "ربيع الشعراء" نظراً لتصديه لوزير الثقافة واحتجاجه على استمراره في منصبه. كذلك مُنع المطرب محمد محسن من الغناء في الأوبرا لأسباب لا زلنا نجهلها إلى الآن، ويؤكد على تضامنه مع كل المثقفين الذين كبتت حرياتهم والشاعر عمر حاذق مثال لذلك. وفي كلمته أكد وكيل مؤسسي الحزب أحمد عبدالجواد أن المثقفين هم ضمير الأمة ووجدانها، فلا يمكن معاملتهم كذلك فعمر حاذق أحد ثوار الميدان، والإسكندرية تأبى إلا أن تقدم للثورة زهرات شبابها ليكونوا نبراساً فبعد أن كان خالد سعيد أحد الأيقونات التي دفعت الشعب المصري للثورة على الظلم، جاء عمر حاذق الذي حاز عديد من الجوائز لرفع اسم مصر فكان المقابل أن يمنع من الكلمة ويلقى في السجن. المؤتمر في مجمله تضامناً مع كل من ثار في 25 يناير لأننا في الحزب ننتمي لقيم ثورة يناير. الحرية أهدرت تماماً في رآي عبدالجواد في الفترة الأخيرة، ولكننا في الحزب سنتضامن مع أي معتقل أيّاً كان لونه وانتماءاته. ونطالب بها لكل معتقل رأي، ولا نشعر بالسعادة بالتأكيد حين نكون في القرن ال21 ويعتقل شاعر لأنه تضامن مع أحد الذين عذبوا وقتلوا. من جانبه قال بكري سلطان رئيس اللجنة الثقافية بحزب البديل الحضاري أن الحرية جاءت على رأس أهداف ثورة يناير، مؤكداً ان المستبد لا يكره شيئاً كما يكره ثورة الفكر، واليوم يتجسد عشق الحرية مع عمر حاذق المعتقل على خلفية تظاهره بسبب تضامنه مع خالد سعيد. شارك بالندوة رائد فن الواو الشاعر عبداستار سليم الذي بدأ كلمته بفن الواو فقال: يا مصر انتي ابتديتي وفي يوم ما آن الأوان أنا مت وانتي اتولدتي وده كان بداية الزمان ولفت إلى أن جرح الوطن لا يتمثل في القبض على عمر حاذق، بل مصادرة الحرية عبر قتل الكلمة التي تعد قتلاً للوطن. مصر نفسها هي من خلف الأسوار الآن، لأن مصر ما هي إلا مبدعيها. وأكد سليم أن الإبداع ينبه الحاكم، وعمر حاذق هو مثال للمناضل الشريف الذي حمل على كتفيه مبادئ الثورة ضد الاستعباد، وكان احد البارزين في ثورة يناير، لكنه أحد الذين قضت عليهم الظروف الأمنية القاسية لكننا ورائه وجميعنا يحيي فكره؛ فالقضية هي أفكار وليست أشخاص. تعرض الناقد د.خالد البوهي إلى جواني رواية "لا أحب هذه المدينة" لعمر حاذق وأوضح في تصريح خاص ل"محيط" أن عمر حاذق قبض عليه والرواية في المطبعة، لكنه يكتب رواية جديدة من داخل محبسه لم تنشر بعد. وفي كلمته أثنى البوهي على فنيات الرواية التي لها محاور متعددة ويتحدث من خلالها عن الثورة، ويتساءل حاذق في روايته ماذا يحدث إذا فشلت الثورات، وماذا يحدث حين يموت الثائر، فقد مات في الرواية أثناء ثورته ضد الرومان، فالرواية تتحدث عن الفترة الرومانية في مصر. يتساءل عمر في روايته عن المنبطحين، وعن الأقنعة العديدة يصور الأم أو الوطن بالتي تخضع للمعتصب خضوعاً كاملاً، حتى انها تتمنى ان يجري في عروق ولدها دماء رومانية. ماذا عن الباقين؟ سؤال تطرحه الرواية، صديق أبيه تنحى جانباً، ولم يتركه الظلم بل صرعه ولم ينفعه الصمت، ماذا عن حبيبته؟ وماذا عن باقي الجموع اليائسة والمنبطحة التي تنتظر ملكوت الرب في الديانة المسيحية الجديدة في ذلك اللوقت، فقد انتهت دنياهم ولا يرغبون إلا في آخرتهم. ماذا عن تزييف الوعي؟ أسئلة تطرحها الرواية، المسيحيون في ذلك الوقت يعدمون لأنهم ينتمون لأيديولوجية مختلفة عن المغتصب، لكنهم في حقيقة الأمر يعدمون ويقال للرأي العام أنهم بلطجية، وإرهابيون وقتلة.. اما عن الشعب، فهو يتمسح في السلطة، كل منهم يتمنى لو يحظة بعلاقة مصاهرة مع أحد أقارب المغتصب. تجسد الرواية كل هذه المصائب وعلى الشعب أن يختار إما الإنبطاح أو الخلود، حتى لو كان هذا الخلود هو ملكوت الرب. وأكد البوهي أن المبدع لا يسجن، بل هو دائماً حتى وإن كان خلف الأسوار هو وقود الصورة، ونبراس للشعوب، وضمير الأمة. وتحدث الزميل عمرو عبدالمنعم ممثل مؤسسة الدفاع عن المظلومين المنبثقة عن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وأكد في كلمته أن الإبداع وليد المحن، والتاريخ ينقل لنا أسماء مبدعون نظموا شعراً وهم في السجون. كذلك هناك رسائل سجلها أبناء كبار المناضلين، فمثلاُ ابنة الزعيم مصطفى كامل كشفت عن كتاب يضم رسائلها لأبيها في سجنه، هناك أيضاً انديرا غاندي التي نقلت للعالم رسائلها مع أبيها، مؤكداً على وجود جانب آخر من المحنة وهي حالة الإبداع التي يخرج بها المبدع من محنته. واعلن عن تضامن المؤسسة مع الشاعر عمر حاذق ونقل مطالبتها بالإفراج عنه فوراً، والتعامل مع روايته الجديدة باعتبارها نموذج للإبداع من داخل السجون المصرية بعد 30 يونيو، وطباعتها بعد انتهاؤه منها. وفي الختام أهدى د.وسام شعيب مقطوعة موسيقية للشاعر عمر حاذق تعبر عن تضامنه معه، وغنى بصوته "حطّ الحمام"، قائلاً: أصبحنا في زمن لا يسمح بالتحليق، فالجميع على مختلف ألوانهم السياسية توقفوا عن التحليق. تقول كلمات الأغنية: حط الحمام ع السور/ بطل يحوم ويدور/ شفت البكا في عينه/ حزين كده من ايه/ قال لي وطننا أسير/ وجناحه بات مكسور. واختتمت الندوة بشعر عمر حاذق ومنه نقرأ: سااسأل كيف يطاردني الشرطي كفأر وكيف يجر على الأرض قلبي وكيف يبيع عذابي وحلمي دون ثم