الرباط : لمح وزير الاتصالات في الحكومة المغربية خالد ناصري الجمعة إلى احتمال أن يكون تنظيم القاعدة على صلة بالتفجير الذي استهدف مقهى في مدينة مراكش الخميس وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وقال ناصري الذي يشغل أيضا منصب المتحدث باسم الحكومة المغربية في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية "نظن ذلك منطقيا لأنهم على صلة بهذا النوع من العمليات الإرهابية والتي تؤدي إلى القتل". غير أنه أوضح أن التحقيق لم يتوصل بعد إلى أدلة حاسمة تتهم القاعدة، مشيرا إلى أن ذلك "نظرية نعمل على أساسها"، ولكن لا يمكن توجيه الاتهامات طالما لا يتم تأكيد ذلك. وكان التفجير الذي استهدف مقهى في مراكش الخميس قد أدى على مقتل 15 شخصا بينهم أجانب وإصابة نحو 20 آخرين بجروح، وقد وصفته الحكومة المغربية بالعمل الإجرامي. وقال وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي ان التحقيقات الاولية تشير الى ان هذا كان "عملا ارهابيا" نتج عن عبوة ناسفة. وقال خبراء أمنيون ان الهجوم جاء متسقا مع محاولات سابقة لنشطاء اسلاميين لتقويض نظام الحكم في المغرب باستهداف صناعة السياحة. في غضون ذلك ، دان مجلس الامن الدولي والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة التفجير "الارهابي" الذي وقع في مراكش . واعربا عن تعاطفهما العميق وقدما خالص التعازي لضحايا هذا العمل "الشنيع" ولأسرهم والى الشعب والحكومة المغربية. وقال مجلس الامن في بيان صحفي "يدين المجلس بأشد العبارات الهجوم الارهابي الذي تسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى". واضاف "ويؤكد المجلس مجددا أن الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين وأن أي أعمال ارهابية هي أعمال اجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها ومكانها وموعدها ومرتكبيها". وقال المكتب الصحفي للسكرتير العام للأمم المتحدة في بيان اصدره في وقت متأخر من مساء امس ان بان كي مون اصيب بصدمة أيضا لدى سماعه نبأ الانفجار الذي قتل وجرح مغاربة وأجانب بما في ذلك عدد من السياح. وقال البيان ان بان "يكرر رفضه الثابت لاستخدام العنف العشوائي ضد المدنيين الأبرياء ويرى أنه ليس هناك مبررا سياسيا لمثل هذه الأعمال الشنيعة". وفي واشنطن، أدانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الهجوم الذي وصفته بالإرهابي الجبان. وأوضحت كلينتون في بيان لها أن طاقم السفارة الأمريكية في المغرب يقدم مساعدته للسلطات المغربية في التحقيق الذي تجريه ويقدم دعمه الكامل للرباط في البحث عن منفذي الاعتداء وتحويلهم إلى القضاء. وفي باريس، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن استنكاره الشديد لاعتداء مراكش واعتبره عملا مشينا ووحشيا. وأمر ملك المغرب محمد السادس بفتح تحقيق سريع وشفاف في التفجير, بحسب بيان للديوان الملكي. وأكدت الرئاسة الفرنسية وجود فرنسيين بين القتلى من دون أن تحدد عددهم. ودانت فرنسا الهجوم ووصفته بأنه "وحشي وجبان". ومن المرجح أن يؤثر الانفجار الاخير على صناعة السياحة التي تمثل مصدرا رئيسيا للعائدات في المغرب الذي يكافح بالفعل للتعافي من اثار الازمة الاقتصادية العالمية.