صنعاء:ادت الاشتباكات المسلحة التي شهدتها محافظة ابين الجنوبية بين قوات الجيش وعناصر من تنظيم "القاعدة" اليوم الاحد الى مقتل ضابط برتبة عقيد وجنديين واربعة مسلحين من "القاعدة". وذكر مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية ان الاشتباكات تجددت بين قوات الامن اليمني وتنظيم "القاعدة" في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين. وذكرت مصادر طبية لموقع "نيوز يمن" الاخباري ان حالة الجنود الجرحى خطيرة، مشيرا الى ان مستشفى "باصهيب" العسكري اليمني رفع وتيرة العمل الى اعلى المستويات لاستقبال الجرحى خاصة بعد ان استقبل امس السبت 44 جندي ما بين قتيل وجريح . وتشهد محافظة ابين الجنوبية منذ ايام مواجهات مسلحة بين قوات الجيش وعناصر يعتقد انها من تنظيم "القاعدة" بعد ان فرضت الاخيرة سيطرتها على مدينة زنجبار. وتفيد الانباء الواردة من هناك ان اشتباكات عنيفة تشهدها المدينة في اطار محاولة القوات الحكومية اليمنية اجلاء عناصر "القاعدة" من المدينة. وقد تسببت هذه المواجهات بنزوح الالاف من سكان المحافظة الى محافظتي عدن ولحج والصحاري القريبة من المدينة بعد ان اشتد القصف الذي طال منازل المواطنين وتسبب بمقتل واصابة العشرات وفي سياق متصل ،جددت القوات الحكومية اليمنية اليوم الأحد قصفها المدفعي لمناطق قبلية شمالي العاصمة صنعاء مما أدى الى مقتل اثنين مدنيين واصابة ستة آخرين. وذكرت مصادر محلية لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن مدنيين اثنين قتلا وجرح ستة آخرين إلى جانب تدمير أربعة آبار للمياه الجوفية واحراق تسع سيارات وتضرر عدد من المنازل والمزارع في منطقة أرحب التي تبعد ثلاثين كيلومترا شمالي صنعاء في القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الحرس الجمهوري على مناطق القبائل التي تحاصر اللواء 62 التابع للحرس الجمهوري وتمنع تحركه باتجاه العاصمة صنعاء منذ أسابيع. من جهة أخرى، تتواصل الاعتصامات المفتوحة في صنعاء وست عشرة مدينة يمنية أخرى للمطالبة بإسقاط النظام وتشكيل مجلس انتقالي يبدأ بإعلان دستوري يحدد ملامح المرحلة القادمة. وتشهد ساحات الاعتصام في مختلف المدن اليمنية نقاشات مكثفة تتمحور حول مرحلة ما بعد رحيل الرئيس صالح عن السلطة والاستعداد لتشكيل مجلس انتقالي بالتنسيق مع القوى السياسية المعارضة للنظام. كما شهدت بعض المدن مسيرات محدودة تؤيد الرئيس صالح وتعكس تطلع مؤيديه لعودته قريبا الى البلاد. يتزامن ذلك مع جدل كبير في أوساط اليمنيين حول صحة رئيسهم، ففي الوقت الذي تتحدث تقارير طبية عن تدهور صحة الرئيس ووجود صعوبات في التنفس ومضاعفات صحية اخرى تؤكد تصريحات قيادات الحزب الحاكم أن صحة الرئيس في تحسن مستمر وأنه سيعود الى البلاد خلال الايام القادمة. ومن جهته،أكد وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستر بيرت أن "مجموعة أصدقاء اليمن ستبدأ من الآن الإعداد للمرحلة الانتقالية". وقال إن على الرئيس علي عبدالله صالح البقاء في المملكة العربية السعودية، لأن ذلك "سيكون مدخلاً لتسوية النزاع اليمني، ولإعطاء فرصةً للمبادرة الخليجية كي تنجح". وأضاف خلال حديث إلى صحيفة "الحياة" "أفضل خطة للتسوية هي المبادرة الخليجية، ويبدو أن الجهود المضنية التي بذلتها دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام الدكتورعبد اللطيف الزياني، نجحت الى حد كبير في الوصول الى حل للمشكلة التي تبدو صعبة جدا. وعبر وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن أسفه لعدم توقيع صالح عليها. يأتي هذا في وقت تصاعدت فيه مطالب الثوار اليمنيين بسرعة تشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد، حيث خرج أمس مئات الآلاف من اليمنيين في مظاهرات حاشدة في شوارع المدن الرئيسية أدت خلاله العهد على المضي في تنفيذ أهداف الثورة السلمية والتي يأتي في ثاني أهدافها تشكيل مجلس انتقالي بعد رحيل نظام علي صالح.