بيروت: بعد تسلم لبنان قرار المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الحريري، دعا رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الجمعة القوى السياسية اللبنانية الى اعتماد التخاطب السياسي العقلاني واللجوء الى الحوار مشددا على تلازم العدالة في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري والاستقرار في لبنان. ورأى جتبلاط ، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في منزله في بيروت ، ان لبنان امام مرحلة جديدة تتطلب التحلي بالوعي والمسؤولية والهدوء مستغربا التزامن في تسليم القرار الاتهامي وتسريب اسماء المتهمين للاعلام مع اقرار مجلس الوزراء للبيان الوزاري. واذ لفت الى اعلان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان شدد جنبلاط على التلازم الحتمي بين العدالة والاستقرار لأن "تحقيق العدالة لا يكون بجر البلاد الى التوتر والانقسام". واعتبر ان "توجيه الاتهام الى افراد لا يمكن ان يوجه الى جهة او حزب او طائفة لان ذلك سيضرب السلم الاهلي في البلاد وسيهدد اسس الوحدة الاسلامية في المنطقة". ودعا جميع القوى والاطراف المحلية الى الابتعاد عن كل ما يفاقم الاحتقان وترك الامور تسير بهدوء والسماح للقضاء والمؤسسات الامنية وغيرها القيام بواجباتها. في غضون ذلك ، نفى سفير سوريا لدى لبنان علي عبدالكريم انباء حول توجه وفد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى دمشق. واعتبر عبدالكريم في تصريح للصحفيين اثر اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي كلمة الرئيس ميقاتي حول القرار الاتهامي يوم امس بأنها "ايجابية لكن عملية التسريبات التي حصلت أفقدت القرار الاتهامي الكثير من صدقيته". وحول المعلومات التي ذكرت ان وفد المحكمة الدولية توجه الى دمشق أجاب عبدالكريم "هذا الامر غير صحيح". واشار الى انه قدم لميقاتي "التهنئة بتشكيل الحكومة والدعوة مفتوحة لدولته لزيارة سوريا في اي وقت". وكان المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا تسلم يوم امس من وفد من المحكمة الخاصة بلبنان القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري ولائحة بمذكرات توقيف بحق اربعة لبنانيين لم تعلن اسماؤهم رسميا. واكد ميقاتي في مؤتمر صحفي عقد يوم امس ان الحكومة ستتابع المراحل التي ستتبع صدور القرار الاتهامي وانها ستلتزم العمل بكل ما يجسد الارادة الوطنية الجامعة معتبرا ان القرار الاتهامي ليس احكاما نهائية وان كل متهم بريء حتى تثبت ادانته. واغتيل الحريري في 14 فبراير/شباط من العام 2005 في انفجار ضخم هز العاصمة اللبنانية بيروت ونجمت عنه أزمة سياسية مازالت تداعياتها تخيم على الوضع السياسي والأمني في الداخل اللبناني.