واشنطن: حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهدئة الأجواء المتوترة بين البلدين لدى اجتماعهما الثلاثاء بالبيت الأبيض في واشنطن، مع انحسار الآمال في أي انفراجة في عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن اللقاء استمر 90 دقيقة وحظرت خلاله التغطية الصحفية ولم يدل نتنياهو وأوباما بأي تصريحات علنية بعد ذلك. ونقلت قناة "العربية" الاخبارية عن مسئولين اعلاميين في الوفد المرافق لنتنياهو قولهم: "إن مباحثات نتنياهو أوباما ركزت على سبل الشروع في مفاوضات الوضع النهائي على المسار الفلسطيني، حيث أبلغ أوباما نتنياهو رغبته في أن تبدأ المفاوضات ببحث قضايا الحدود وإنهاء أزمة الاستيطان". وأضافت المصادر: "أن هناك خلاف في وجهات النظر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية حيث أوضح نتنياهو لأوباما رغبته في أن تبدأ المفاوضات ببحث قضية الترتيبات الأمنية مع الجانب الفلسطيني في الضفة الغربية وضمان أمن إسرائيل". وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن لقاء نتياهو أوباما استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة بحيث كان في البداية مغلقًا ثم انضم اليه مساعدو الزعيمين. فأغلق الاجتماع مرة ثانية بعد ذلك. ويتوقع صدور اعلان مشترك في واشنطن. وعقدت المحادثات بعد يوم من تصريحات استفزازية لنتنياهو اعتبر فيها ان القدس عاصمة لإسرائيل وأن البناء الإسرائيلي فيها ليس استيطانا وإنما أمرا طبيعيا رافضا كل الدعوات الدولية والأمريكية لوقف الاستيطان بالمدينة الفلسطينية المحتلة. ويحاول مسئولون أمريكيون وإسرائيليون إعادة العلاقات إلى مسارها بعد أن فجر نزاع بشأن الاستيطان أسوأ خلاف دبلوماسي بين واشنطن وأقرب حليف لها منذ تولى أوباما منصبه العام الماضي. وكان نتنياهو قد بدأ زيارته لواشنطن يوم الاثنين بإعلانه في كلمة القاها أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "ايباك"، وهي جماعة ضغط قوية موالية لإسرائيل، أن القدس ليست مستوطنة، انما هي عاصمتنا. وتزامنت محادثاته مع أوباما مع أنباء جديدة في وسائل الاعلام الإسرائيلية تفيد أن بلدية القدس أصدرت موافقتها النهائية على مشروع مثير للجدل للاستيطان اليهودي كان قد أعلن عنه في يوليو / تموز الماضي. وقبل لقائه أوباما، قال نتنياهو إنه يخشى من احتمال تأجيل محادثات السلام في الشرق الأوسط عاما آخر ما لم يسقط الفلسطينيون مطالبتهم بتجميد تام للاستيطان. ونقل عنه متحدث لنانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعماء بارزين في الكونجرس الأمريكي خلال زيارته لواشنطن ينبغي ألا نكون رهائن لمطلب غير منطقي وغير عقلاني. وأضاف عن المحادثات المعلقة منذ ديسمبر/ كانون الاول عام 2008 هذا من شأنه أن يوقف مفاوضات السلام لعام آخر. وقال: الفلسطينيون يثيرون مطالب جديدة. واذا أقرت مطالبهم فقد نفقد عاما آخر. وكان الفلسطينيون قد سحبوا منذ اسبوعين موافقتهم على بدء مفاوضات سلام غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة أمريكية وذلك في اعقاب اعلان إسرائيل خططا لبناء 1600 منزل لليهود في منطقة من الضفة الغربيةالمحتلة ضمت إلى القدس.