املاءات اسرائيلية تعجيزية حول مصير القدس عودة عودة تماماً كما يحدث في نهايات الافلام الهوليودية.. فقد استثنت اسرائيل مدينة القدسالشرقية (5ر19% من القدس الكاملة) من أي اتفاقية قادمة وعلى اساس الدولتين يمكن اعلانها في نهاية العام الحالي.. وقيل.. ان اولمرت اقترح على الرئيس عباس مؤخراً ان تجري المفاوضات على الاماكن المقدسة في القدس (بغلاف دولي) تشارك فيه حكومات وجهات (ذات شأن) تقتصر مهمتها على منح الغطاء لاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في مفاوضات مباشرة ستستمر خمس سنوات ومن ثم اعلان الاتفاق حول مصير المدينة المقدسة . خطة اولمرت هذه حول مصير القدس علمت بها (وفق صحيفة هآرتس) الدكتورة رايس وزيرة الخارجية الاميركية ومجلس الوزراء الاسرائيلي والرئيس عباس نفسه حيث عرضت على الاخير قبل اكثر من شهر ومن قبل الرئيس اولمرت عينه. معنى هذا ان اسرائيل تتحدث عن السلام لكنها غير مستعدة لدفع ثمنه، فكيف تعلن الدولة الفلسطينية المقبلة دون رأس أي دون عاصمة مستقرة، ومعنى ذلك ايضاً ان رام الله ستكون العاصمة المؤقتة حالياً والدائمة مستقبلاً وسبق ان طرح اكثر من مسؤول اسرائيلي بأن تكون بيت لحم عاصمة للفلسطينيين والقدس عاصمة للاسرائيليين؟!. لا جديد في الاساليب التعجيزية الاسرائيلية حول مصير القدس والهادفة اولاً واخيراً الى اخراج المدينة الفلسطينية المقدسة من ملف مفاوضات الحل النهائي بعد ان ادرك الاسرائيليون ان صفقة قمة كامب ديفيد عام 2000 تحطمت على صخرة التمسك الفلسطيني بالقدس.. وللتذكير.. فقد احتلت اسرائيل القدسالغربية عام 1948 (وهي تساوي 5ر81% من المساحة الكاملة للقدس) وقاموا بتهويدها على الرغم ان 90% من ملكيتها هي للعرب، كما قامت ببناء احياء يهودية سكنية عليها وعلى البلدات والقرى المجاورة كعين كارم والولجة ولفتا والمالحة وغيرها.. وفي عام 1967 اكملت اسرائيل احتلالها للقدس الشرقية ومنها المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، ومنذ ذلك الحين بدأت حملة تهويد محمومة لشرقي القدس، فأعلنت السلطات المحتلة الاسرائيلية عن توحيد شطري القدس وتحت الادارة الاسرائيلية، وبعد اسبوعين من نهاية حرب حزيران وبالتحديد في 27 حزيران 1967، ثم اعلن رسمياً في 30 تموز 1967 ان القدس عاصمة ابدية موحدة للكيان الاسرائيلي. لقد كان التركيز على القدس مسألة مركزية في الفكر الصهيوني لما تمثله من ابعاد دينية وتاريخية وقبل ان ينشأ هذا الكيان الغاصب بنحو خمسين عاماً، فقد قال هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية: اذا حصلنا على القدس وكنت لا ازال حياً فسوف ازيل كل شيء ليس مقدساً لليهود فيها، كما قال بن غوريون اول رئيس وزراء لاسرائيل بعد: لا معنى لاسرائيل بدون القدس..!؟. عن صحيفة الرأي الاردنية 11/9/2008