روسيا ودول آسيا الوسطى الاسلامية .. علاقات تحكمها المصالح المشتركة
*علاء فاروق
علاء فاروق تشكل منطقة آسيا الوسطى أهمية كبيرة لموقعها الجيوسياسي المميز، وكذلك وفرة ثرواتها النفطية، ما جعلها تلعب دورًا حيويًا كبيرًا في المنطقة، وجعلها أيضًا محط أنظار القوى العظمى المجاورة لها.
ومن أهم هذه القوى وأقربها روسيا الاتحادية، لما لها من علاقات تاريخية قديمة بكل دول هذه المنطقة. وفيما يلي ملخص لهذه العلاقات على مر التاريخ، ليوضح مدى ارتباط هذه الدول بجارتها الكبرى روسيا:
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوزبكستان في 20 مارس/ آذار عام 1992، وفي 16 إبريل/ نيسان وقعت معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين التي تعهد الطرفان فيها بتطوير العلاقات بينهما في السياسة والاقتصاد والمجال الإنساني.
التعاون الاقتصادي والتجاري
روسيا شريك تجاري تقليدي لأوزبكستان، ففي عام 2008 تجاوز حجم التبادل السلعي بين البلدين 4 مليارات دولار. وتصدر روسيا إلى أوزبكستان الفحم ومنتجات صناعة الماكينات، وتشغيل المعادن والصناعات الطبية والمايكروبيولوجية، وصناعة الأخشاب والورق والسيللوز وغيرها، بينما تعتبر أوزبكستان المورد الرئيس للقطن من أجل مصانع النسيج الروسية.
واعتبارًا من عام 2005 يتزايد التبادل التجاري بين البلدين بمقدار مليار دولار أمريكي سنويًا، ووصل معدل التبادل التجاري الثنائي في عام 2007 نسبة 39.7 % مما يعادل 4038.1 مليون دولار أمريكي، ويشغل حجم التجارة البينية المرتبة الرابعة في رابطة الدول المستقلة.
وتساوي حصة أوزبكستان في الحجم الإجمالي للتبادل التجاري الروسي مع بلدان الرابطة نسبة 4 %، أما حصة روسيا في تجارة أوزبكستان الخارجية في عام 2007 فقد بلغت نسبة 28.4 %.
وبلغ التبادل السلعي بين روسيا وأوزبكستان عام 2009 قيمة 2.539 مليار دولار، أي أنه تقلص بنسبة 24% بالمقارنة مع عام 2008، إلا أن شهري يناير/ كانون الثاني.
وفبراير/ شباط عام 2010 شهدًا نموًا في حجم التجارة المتبادلة الذي بلغ 285 مليون دولار، مما يزيد بنسبة 11% عما هو عليه خلال الفترة المماثلة من العام الماضي.
كما تعمل في أوزبكستان شركات روسية كبرى مثل شركة "غاز بروم"، والتي تشتري خلال عام 2010، نحو 15.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الأوزبكي، ناهيك عن التنقيب المشترك الذي تقوم به الشركة مع شركة "أوزبك نفط غاز" الأوزبكية.
وتعمل حاليًا في أوزبكستان 714 مؤسسة مشتركة وأجنبية بإسهام الرأسمال الروسي الذي يبلغ رصيده الأساسي 800 مليون دولار أمريكي، وضمنها 171 شركة أسست في عام 2007.
ويزداد أيضا تعداد المؤسسات بإسهام الشركات الأوزبكية في روسيا، حيث بلغ عددها في الوقت الراهن 334 شركة، وقد تم اعتماد ممثليات عن 144 شركة روسية في جمهورية أوزبكستان أوائل يناير/ كانون الثاني عام 2008.
كما تستورد روسيا من أوزبكستان منتجات ميتالورجيا المعادن الحديدية وغير الحديدية وصناعة الكيمياويات والبتروكيماويات والصناعة الخفيفة والمجمع الصناعي الزراعي وهلم جرا.
كما أن أحد الاتجاهات الواعدة هو التعاون في مجال صناعة النفط والغاز، أي استكشاف وتكرير ومعالجة المواد الخام الهيدروكربونية، وبالأخص الغاز الطبيعي.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2002 عقدت شركة "غاز بروم" الروسية اتفاقية مع شركة "أوزبك نفط غاز" حول التعاون في مجال الغاز. واتفق الجانبان على تصدير الغاز الأوزبكي إلى روسيا في فترة 2003 – 2012 وكذلك التنفيذ المشترك للمشاريع في مجال استخراج الغاز الطبيعي.
وتأسست في أوزبكستان 688 مؤسسة صناعية مشتركة يساهم فيها الرأسمال الروسي، بينما تعمل في روسيا قرابة 300 مؤسسة صناعية بالاستثمارات الأوزبكية.
وفي عام 2000، افتتح في طشقند مركز الأعمال الروسي الذي يتولى تنفيذ البرامج الاقتصادية المشتركة.
التعاون في المجال العسكري – التقني
يقوم التعاون العسكري – التقني بين روسيا وأوزبكستان بدور هام في إحلال الاستقرار بمنطقة آسيا الوسطى. وفي مارس/ آذار عام 1994 وقعت معاهدة تطوير التعاون في المجال العسكري.
وفي عام 2001 وقع البلدان اتفاقية الاستخدام المشترك للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي لضمان أمن المجال الجوي، وتم الاتفاق بشأن تعليم وتدريب الكوادر العسكرية الأوزبكية في المعاهد العالية العسكرية الروسية. وفي سبتمبر/ أيلول عام 2005 جرت لأول مرة تدريبات مشتركة تكتيكية روسية – أوزبكية قامت خلالها مجموعة مشتركة من القوات بالتدريب على عمليات تصفية العصابات الإرهابية في المناطق الجبلية من أوزبكستان.
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وقيرغيزيا قي 20 مارس/آذار عام 1992، ومنذ تلك اللحظة وقعت قرابة 200 معاهدة واتفاقية بين الدولتين في مختلف مجالات التعاون، وتتحدد آفاق وإطار التعاون الاقتصادي بين البلدين بموجب معاهدة التعاون الاقتصادي لفترة 2000 - 2009 التي وقعها الرئيسان الروسي والقيرغيزي في يوليو/تموز عام 2000.
التعاون الاقتصادي والتجاري
ازداد في الأعوام الأخيرة نطاق التعاون الروسي- القرغيزي في المجال الاقتصادي والتجاري، وفي عام 2007 تجاوز حجم التبادل السلعي بينهما مبلغ 1،2 مليار دولار، وتبلغ حصة روسيا في التجارة الخارجية القيرغيزية ما يربو على 33 %.
وتصدر قرغيزيا إلى روسيا المنتجات الزراعية والقطن ومصنوعات النسيج والأحذية والماكينات والمعدات والأحجار الكريمة والمعادن، بينما تستورد منها النفط ومشتقاته ومنتجات الصناعة الكيميائية والمعدات والسيارات والشاحنات والأخشاب والسيللوز والورق والمدلفنات المعدنية.
وتوجد في قرغيزيا قرابة 80 مؤسسة بمشاركة الرأسمال الروسي، وفي يناير/كانون الثاني بحث الجانبان مسألة تقديم قرض روسي إلى قيرغيزيا بمبلغ 150 مليون دولار لمدة 40 عامًا مع مهلة لتأجيل الدفع مدتها 7 أعوام.
التعاون في مجال الطاقة
يعتبر التعاون في مجال الطاقة من أكبر المشروعات الروسية– القرغيزية، ففي أغسطس/ آب عام 2004 وقعت بين شركة "شبكة الطاقة الموحدة الروسية" والحكومة القيرغيزية مذكرة حول إنجاز بناء سلسلة محطات كامبارات الكهرمائية بصورة مشتركة.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2008 عقدت في أثناء زيارة الرئيس دميتري ميدفيديف الرسمية إلى بشكيك، الاتفاقية بين حكومتي روسيا وقرغيزيا حول تطوير التعاون في مجال الطاقة الكهربائية.
كما تتعاون روسيا وقيرغيزيا في مجال صناعة الغاز، وتوجد في قيرغيزيا احتياطيات أكيدة من الغاز تقدر بحوالي 6 مليارات متر مكعب، لكن توجد صعوبة في استثمارها بسبب الخصائص الجيولوجية المميزة للأرض. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة القرغيزية وشركة "غازبروم" بصدد الاستثمار المشترك لحقول الغاز، ومد شبكة الأنابيب، وتدريب الاختصاصيين.
التعاون العسكري – التقني:
توجد في أراضي قرغيزيا ثلاث منشآت عسكرية روسية هي القاعدة الجوية في "كانط"، وعقدة الاتصال للأسطول البحري الحربي الروسي في مقاطعة تشوي، ومركز التجارب الخاص بالمعدات البحرية في بحيرة إيسيك كول. قاعدة "كانط" الروسية.
تقع على بعد 20 كيلومترًا من العاصمة بشكيك، وتم افتتاحها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2003 من قبل رئيسي روسيا الاتحادية وقرغيزيا، بموجب اتفاقية مدتها 15 عامًا تمدد تلقائيًا في كل خمسة أعوام.
وتعتبر القاعدة من المكونات الجوية لقوات الانتشار السريع الجماعية في منطقة آسيا الوسطى التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتعاون روسيا وقرغيزيا في إطارها منذ عام 1992.
ويرابط في القاعدة 500 عسكري روسي إلى جانب طائرات ومروحيات حربية روسية، بما فيها المقاتلات "سوخوي -27"، وطائرات الهجوم "سوخوي – 25"، وطائرات النقل "ال-76"، والمروحيات "مي – 8"، والطائرات التدريبية "ال-39" (الباتروس).
روسيا الاتحادية وجمهورية كازاخستان شريكتان استراتيجيتان، ومن الوثائق الأساسية الموقعة بينهما معاهدة الصداقة والتعاون، والمساعدة المتبادلة الموقعة في 25 مايو/ أيار عام 1992، وإعلان الصداقة الأبدية والتحالف الموجه نحو القرن 21 الموقع في 6 يوليو عام 1998.
وتحتل كازاخستان في علاقات روسيا التجارية الخارجية مع بلدان رابطة الدول المستقلة المرتبة الثالثة بعد بيلوروسيا وأوكرانيا.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2006 حوالي 12 مليار دولار، وفي نهاية عام 2007 ازداد إلى 16 مليار دولار. وفي فترة يناير– مارس/ كانون الثاني- آذار من عام 2008 بلغ مؤشر التبادل التجاري 3,93 مليار دولار، وبهذا ازداد قياسًا إلى الفترة المماثلة من عام 2007 بنسبة 22,5%.
ويتخذ البلدان موقفًا واحدًا من مسألة تحديد الوضع القانوني لبحر قزوين، ومبادئ الاستثمار الفعال لموارده، وضمان سلامة البيئة وصيانة الثروات الحيوية فيه.
كذلك يتم شحن الجزء الأكبر من نفط كازاخستان إلى الأسواق العالمية بالترانزيت عبر الأراضي الروسية. وفي عام 2007 تم الاتفاق على زيادة قدرات خط أنابيب كونسرتيوم بحر قزوين بحلول عام 2012، وبضمن ذلك من أجل مشاركة كازاخستان في مشروع خط أنابيب بورغاز- إلكسندروبوليس.
ويتعاون البلدان بنجاح في مجال صناعة الغاز، وتشتري "غاز بروم" الروسية سنويًا حوالي 8 مليارات متر مكعب من غاز كازاخستان.
ويجري على قاعدة مصنع معالجة الغاز في أورنبورغ تكوين مؤسسة مشتركة ستقوم بمعالجة 15 مليار متر مكعب من الغاز الوارد من حقل كاراتشاغان، وتضمن توريد الغاز بعد معالجته إلى الأسواق الداخلية في كازاخستان وكذلك تصديره إلى خارج الجمهورية.
وفي مايو/ آيار عام 2007 وقع زعماء روسيا وكازاخستان وتركمانيا بيانًا مشتركًا حول مد خط أنابيب الغاز على ساحل بحر قزوين، الذي سيضخ بواسطته سنويًا حوالي 10 مليارات متر مكعب من غاز كازاخستان وتركمانيا.
وتحتل روسيا وكازاخستان المرتبة الثانية في العالم، من حيث احتياطيات اليورانيوم الطبيعي، والمرتبة الثالثة في حجم استخراجه، وهما تتعاونان في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وتجري إقامة مؤسسات مشتركة منها: "مركز تخصيب اليورانيوم" في إنغارسك (روسيا).
ومنذ عام 1994، وقعت في إطار معاهدة التعاون العسكري بين حكومتي البلدين قرابة 50 وثيقة ثنائية، تشمل طائفة واسعة من القضايا الخاصة بضمان الأمن المشترك، وتعمل منذ يناير/ كانون الثاني عام 2001 لجنة ثنائية خاصة بالتعاون العسكري- التقني.
وتشتري كازاخستان من روسيا المعدات العسكرية، ويخطط العسكريون في كازاخستان لشراء المجامع الصاروخية المضادة للجو من الجيل الأخير س – 400 "تريومف" التي تصنع وتنتج في المؤسسة الصناعية الروسية "الماز – انتي". ويتطور بنجاح التعاون العسكري البحري.
ويتعاون البلدان بنجاح في مجال ارتياد الفضاء، وفي يونيو/حزيران عام 2006 أطلق أول قمر صناعي كازاخستاني للاتصال والبث التلفزيوني "كازسات" الذي صنع في مركز خرونيتشيف العلمي– الإنتاجي بروسيا.
ويحتل التعاون في المجالين الإقليمي والحدودي أهمية خاصة، حيث يجري فيه حوالي 70 % من التبادل السلعي، وتقام اليوم علاقات متينة بين 76 إقليمًا بروسيا الاتحادية والشركاء في كازاخستان، وعقدت أربعة مؤتمرات حدودية بمشاركة قادة البلدين.
وفي يناير/ كانون الثاني عام 2006 تأسس بمبادرة رئيسي روسيا وكازاخستان بنك التنمية الأوراسي من أجل تعميق عمليات التكامل، ويبلغ رأسماله الاسمي 1,5 مليار دولار، الجزء الروسي يبلغ مليار دولار والكازاخستاني 500 مليون دولار.
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وتركمانستان في 23 إبريل/ نيسان عام 1992، وتم عقد معاهدة الصداقة والتعاون الجديدة بين روسيا وتركمانستان في 23 إبريل/ نيسان عام 2002، وتم توقيع أكثر من 90 اتفاقية بين الدولتين والحكومتين والهيئات الحكومية المختلفة.
المجال الاقتصادي والتجاري
تم توقيع حوالي30 معاهدة واتفاقية ثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، وفي إبريل/ نيسان عام 2003، وتم توقيع اتفاقية التعاون الروسية التركمانية في مجال الغاز الطبيعي التي تقضي بتوريد كميات متزايدة من الغاز التركماني إلى روسيا حتى عام 2028، وإنجاز مشاريع مشتركة في هذا المجال.
تعد روسيا شريكة رئيسية لتركمانستان في المجال الاقتصادي الخارجي، ومن أهم أنواع الصادرات الروسية إلى تركمانستان الماكينات والمعدات ووسائل النقل والمعادن والمنتجات المعدنية، أما أهم أنواع الواردات من تركمانستان، فهي منتجات الصناعة الكيميائية ومنتجات الغزل والنسيج.
وطبقًا للمعطيات الروسية فإن التبادل السلعي بين روسيا وتركمانيا ازداد في عام 2008 إلى 910,2 مليون دولار، بدون حساب إرساليات الغاز، وازداد بمقدار الضعفين عن مقداره في عام 2007.
وفي أواخر عام 2007 وقعت اتفاقية بين حكومات روسيا الاتحادية وكازاخستان وتركمانستان حول التعاون في بناء خط أنابيب الغاز على سواحل بحر قزوين، وتم الاتفاق على الشروط الرئيسة لمد القطاع التركماني من خط الأنابيب المذكور، والإعداد الشامل لنقل الغاز في حقل يولوتان الجنوبي، ومن المقرر البدء بإنشاء خط الأنابيب على سواحل بحر قزوين في عام 2009.
أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وطاجيكستان في 8 إبريل/ نيسان عام 1992، ويتم التعاون بين البلدين بموجب ما يربو على 150 معاهدة واتفاقية، ومنها معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة عام 1993.
واتفاقية التعاون في المجال العسكري الموقعة عام 1993 واتفاقية التعاون والتحالف بين روسيا وطاجيكستان الموجهة نحو القرن الحادي والعشرين الموقعة عام 1999، واتفاقية الوضع القانوني للقاعدة العسكرية الروسية المرابطة في أراضي طاجيكستان الموقعة عام 1999.
وساهمت روسيا بنشاط في الوصول إلى عقد اتفاقية السلام الطاجيكية- الطاجيكية، وتحقيق الوفاق الوطني، وإحلال السلام في طاجيكستان، وتم توقيع الاتفاقية بهذا الشأن في موسكو في 27 يونيو/ حزيران عام 1997.
ووقع رئيسا الدولتين في أكتوبر/تشرين الأول عام 2004 اتفاقية المساهمة في تطوير الهجرة الشرعية للقوة العاملة، ويقيم بموجبها 500 ألف مواطن طاجيكي في روسيا، وفي مطلع عام 2008 طلبت طاجيكستان رسميًا من روسيا منحها 800 ألف فرصة للعمل.
وحسب المعطيات غير الرسمية، فإن حجم الواردات المالية من المهاجرين الطاجيك إلى طاجكستان يبلغ 1.3 مليار دولار سنويًا، مما يعادل ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وفي 24 مارس/ آذار تم توقيع البروتوكول الملحق باتفاقية تنظيم السفر دون تأشيرة الدخول على ساحة الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية الأوراسية، ويتطور التعاون بين روسيا وطاجكستان أيضًا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والمجموعة الاقتصادية الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون.
التعاون في المجال الاقتصادي
تعد روسيا واحدة من شريكات طاجيكستان التجارية، حيث ارتفع حجم التبادل السلعي إلى 30 %، وبلغ هذا المؤشر الاقتصادي قيمة 1.2 مليار دولار في عام 2008، أما في عام 2007، فقد وصل ذلك المؤشر إلى ما قيمته 771.4 مليون دولار.
وتحتل روسيا المرتبة الأولى في قائمة شركاء طاجيكستان على الصعيد التجاري الخارجي، وبلغت حصة روسيا في حجم التبادل التجاري الخارجي للجمهورية نسبة 20%.
وتصدر طاجيكستان إلى روسيا المنتجات الزراعية والقطن والتبغ والألومنيوم، وتصدر روسيا إلى طاجيكستان المواد الغذائية والمواد الخام الزراعية والمنتجات الكيميائية والنفط ومشتقاته والمكائن والمعدات ووسائل النقل.
وازداد مستوى التصدير من روسيا خلال الفترة ذاتها بنسبة 60.8%، وفي عام 2004 اتخذ رئيسا روسيا وطاجيكستان قرارًا بشطب الدين الطاجيكي لروسيا بمقدار 300 مليون دولار.
ويعتبر مجال الطاقة الكهرومائية مجالاً مستقبليًا للتعاون بين البلدين، ويبلغ حجم الاستثمارات الروسية في هذا المشروع قيمة 700 مليون دولار.
وفي يونيو/ حزيران عام 2009 فتح المصرف الروسي "روس سيلخوزبنك" فرعًا له في طاجيكستان بصفته أول ممثلية للبنوك الروسية في هذه الجمهورية.
ويتطور أيضًا التعاون في مجال الغاز الطبيعي، وقد وقعت عام 2003 اتفاقية للتعاون الاستراتيجي في قطاع الغاز الطبيعي لمدة 25 عامًا بين الحكومة الطاجيكية وشركة "غازبروم" الروسية.
ووقعت الحكومة الطاجيكية وشركة "غاز بروم" في شهر مارس/ آذار عام 2006 مذكرة حول إنشاء مؤسسة النفط والغاز المشتركة، التي تخصص لتقديم المساعدة في مجال استكشاف واستخراج ونقل الغاز وتزويد الصناعة والسكان به.
وتأسست في الوقت الحاضر في طاجيكستان ما يقارب 100 شركة يساهم فيها الرأسمال الروسي، وبينها شركات في صناعة القطن والنسيج.
وبلغت الاستثمارات الروسية المباشرة في الاقتصاد الطاجيكي عام 2008 حوالي 326 مليون دولار.
التعاون في المجال العسكري
ترابط في أراضي طاجيكستان القاعدة العسكرية الروسية رقم 201، وتقوم هذه القاعدة بمساهمة مجموعة قوات حرس الحدود التابعة لهيئة الأمن الفيدرالية الروسية في طاجيكستان بحماية حدود الدولة الطاجيكية، وذلك إلى جانب أداء وظيفة الدفاع عن مصالح روسيا.
ويخدم في طاجيكستان حوالي 300 فرد من رجال قوات حرس الحدود الروسية، وتلقى التعليم في الكليات العسكرية الروسية ما يزيد عن 500 ضابط طاجيكي.
ومن أهم اتجاهات التعاون بين روسيا وطاجكستان في مجال الأمن هو مكافحة تهريب المخدرات، وفي عام 2007 تم في روسيا إعداد 14 فردًا من رجال الأمن والشرطة الطاجيك المتخصصين في مكافحة تهريب المخدرات، ويتلقى حاليًا 112 خبيرًا من الشرطة الطاجيكية التعليم في مؤسسات التعليم الروسية.
ما سبق يدل أن هناك علاقات تاريخية بين روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى بدأت هذه العلاقات مع بداية استقلال هذه الجمهوريات، ما يدل أن هذه المنطقة تشكل أهمية كبرى لروسيا.
مما جعلها محط تنافس الآن بين القوى الكبرى ممثلة في الولاياتالمتحدة الأميريكية والصين وروسيا، التي تعتبر نفسها الوريث الشرعي للمنطقة خلفًا للاتحاد السوفيتي، وهذه العلاقات مازالت قوية ومستمرة حتى وإن تعرض بعضها لحالة فتور سرعان ما ترجع العلاقات أقوى وأمتن.
