ابسط واجبات الدولة حسب المفاهيم الدولية الحديثة وحتى في عرف القبيلة منذ القدم الدفاع عن مواطنيها وضمان حقوقهم ورد الظلم عنهم سواء كان ذلك في زمام الدولة او في محيط القبيلة او حتى خارج حدودها ، وها نحن قد رأينا ذلك جليا في النهج الذي انتهجته الإدارة الأمريكية حين أجبرت كل الدول الخاضعة لهيمنتها على توقيع اتفاقيات أمنية تضمن عدم تقديم أيا من مواطنيها أو جنودها لاي صورة من صور المحاكمة على جرائم يرتكبوها في هذه الدول ضاربين بكل قواعد العدالة والإنصاف عرض الحائط.
نقول هذا بعدما رأينا دماء الدكتورة مروة الشربيني تسيل على حجاب عفتها وسط الظلم والبغي العنصري في ألمانيا ، وبدلا من ان نجد الاهتمام بها كمواطنة مصرية تعرضت لأبشع جرائم العنصرية البغيضة رغم انها سلكت المسالك القانونية ضد هذا المجرم الإرهابي الألماني الذي اعتدى عليها وأشبعها سبا وقذفا بسبب ارتدائها للحجاب وأكمل جريمته الشنعاء في مبنى المحكمة التي كان من المفترض ان تكون الملاذ الآمن لكل مضطهد وعلى مرأى ومسمع من الأمن الذي لم يحرك ساكنا حتى أجهز عليها واعتدى على زوجها .
وبدلا من ان نجد مصر تتحرك لتطالب بحق مواطنة من رعاياها اهريقت دماءها الزكية دون جريرة او ذنب سوى انها مسلمة ، للأسف الشديد وجدنا مصر منشغلة بحياة المواطن الصهيوني جلعاد شاليط الذي استحوذ على النصيب الأكبر والحظ الأوفر من الرعاية والاهتمام المصري .
يا سادة : ان دماء ابناء مصر ليست رخيصة وليست بلا ثمن ، لا سيما ان كانت دماء شريفة عفيفة ترفض التنازل عن كرامتها ودينها ، وان كانت وزارة الخارجية آثرت الصمت وعدم التحرك على اعلى مستوى فيها لتثبت حق مواطنيها في الكرامة الإنسانية واجبار الغير على صيانة كرامتهم كما نصون دماءهم وكرامتهم في بلادنا فلماذا تلوموا الشباب المتهور على ردود أفعالهم غير المحسوبة وغير الواعية ؟ ولماذا تلوموا الغير على عدم احترام مواطنيكم في الخارج وضياع حقوقهم إذا كنتم تفرطون في دماءهم وحقوقهم ؟
إننا دائما وأبدا نؤكد على احترام خصوصيات هذه الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم عندما يفدوا الى بلادنا سياحا فنحملهم على اكف الراحة ونغدق عليهم من كرم الضيافة وحسن الاستقبال رغم ما نجد من سوء في أخلاقهم وعري وتفسخ في لباسهم ، ولم نعترض على سوءهم انطلاقا من احترامنا لاختيار الإنسان في حياته ، فلماذا لا يحترمون خصوصية المرأة المسلمة في بلادهم ؟
يا سادة : ان حلقات سلسلة التآمر على الإسلام والمسلمين لم ولن تنته ، لأنه صراع بين الحق والباطل لن يتوقف إلا بتوقف الأرض عن الدوران حول الشمس ، واسألوا إن شئتم شعب الايجور المسلم ( تركستان الشرقية المسلمة ) في الصين ، وماذا فعل فيهم الصينيون بعد ان سطوا على بلادهم المسلمة منذ أكثر من ألف عام واحتلوها عام 1949 م بعد سلسلة من المؤامرات الدنيئة التي حولتهم الى مواطنين من الدرجة الثانية وإرغام فتياتهم على الرحيل من الإقليم بحجة التوظيف وإجبارهم على البغاء والزواج من شباب عرقية " الهان " غير المسلمين الذين يتم إعادتهم لتغيير ديموغرافية الإقليم التي أوشكت على التغير الكامل .
ولما رأى الشيوعيون في الصين ان الايجوريين لا تزال فيهم رائحة الإسلام بدءوا بفصل جديد من التصفيات والانتهاكات وكان آخرها مارايناه علي شاشات الفضائيات والتلفاز وقد شاهد العالم اجمع ماذا فعلت الشرطة الصينية حين فرضت حظر التجوال في الإقليم وإغلاق المساجد ومنع المسلمين من ممارسة ابسط حقوقهم الدينية بعد ان سلبوا منهم كل شئ وحولوهم الى قطعان من المهمشين الذين لا يجدون من العيش سوى الكفاف .
هل صدقتم إخواني ان نظرية المؤامرة حقيقة وليست أوهاما ؟ وهل تأكدتم ان العفة أصبحت جريمة في زمن اللامعقول وانقلاب الفطر ؟؟