ثورة يوليو العزب الطيب الطاهر ما زالت ثورة يوليو تتعرض لمحاولات تشويه دورها وادائها وزعامتها التاريخية واللافت ان ثمة من انتموا اليها في حقبتي الستينيات والسبعينيات دخلوا خندق خصومها بفعل تجاوبهم مع عمليات غسيل مخ قامت بها دوائر معادية للثورة ودفعت وما زالت تدفع الملايين لاكتساب اعداء ليوليو من داخلها وهو الامر الذي استجابت له عشرات الرموز. بيد انه علي الرغم من هذه المحاولات فان الثورة ما زالت فعلا تاريخيا قائما بصماته محفورة في الذاكرة الوطنية والقومية ولعل المؤشر المهم في هذا السياق يتمثل في ظهور صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في اي مناسبة او تظاهرة في العواصم العربية وكأنها تسترجع العبارة المأثورة " في الليلة الظلماء يفتقد البدر" . ولاشك اننا نفتقد ناصر الشخص والزعيم والقائد والملهم بانحيازه للاغلبية العريضة من الشعب العربي كان قارئا عميقا لمطالبه واحتياجاته ويسعي بقوة الي ترجمتها في الواقع وهو ماتجلي في تطبيقه لمبدأ العدالة الاجتماعية وسلسلة من التحولات الاقتصادية التي احدثت نقلة نوعية في هذه الاغلبية التي انخرطت في المشروع الوطني والقومي بقيادة ناصر تبني السد وتزرع الارض وتقيم المصانع والمنشآت التعليمية انه باختصار فتح امامها ابواب الصعود الاجتماعي عبر مجانية التعليم التي احتوت ابناء الفقراء في كل مراحل التعليم. وان كان ثمة من ينتقد التجاوزات الامنية لنظام يوليو فان المرء لا يقر ابدا بهذه التجاوزات رغم انها كانت ضمن اجراءات لتأمين ثورة وليدة وضعت التغيير عنوانا رئيسيا لحركتها فاحتشد الخصوم في الداخل بل ان بعضهم تحالف مع اعداء الوطن وحاولوا اجهاض يوليو التجرية والمشروع والقيادة واللافت ان هناك من يحاكم يوليو وفق معطيات وقواعد الراهن خاصة فيما يتعلق بالمسار الديمقراطي بيد انه تجدر الاشارة الي ان الثورة وضعت هذا المسار ضمن مبادئها الستة وبدأت بمايطلق عليه بالاشتراكية الاجتماعية كنقطة انطلاق نحو الديمقراطية السياسية في مرحلة لاحقة باعتبار انه ليس بوسع الجائع ان يشارك في التصويت او في اي عملية سياسية اي انها بدأت بتوفير الخبز اولا تمهيدا لبلورة سياقات الحرية المطلوية فيما بعد وهو ما تحقق علي الاقل جزئيا في المرحلة التي اعقبت مرحلة عبد الناصر وان كانت المطالبة بتوسيع الهامش الديمقراطي مازالت ملحة من كافة القوي السياسية بما في ذلك المنتمون لثورة يوليو (غدا اتابع).السطر الأخير :افرد اشرعتي اليك ضفافك تحتويني تبثني عطرها همسها ألقها المستور تناديني للبقاء نورسا بين ثنايا ذهبها وفضتها ومجدها الابدي فيسكنني الحبور. عن صحيفة الراية القطرية 22/7/2008