يقدم القاص العراقي عبد الستار ناصر كتابه الثاني من سلسلة "الهجرة نحو الأمس" والتي يعود من خلالها الى ذكرياته ومحطات مهمة في حياته الابداعية التي انطلقت أواخر الستينيات بمجموعته القصصية "الرغبة في وقت متأخر". ووفقا لصحيفة "الدستور" الأردنية يعود المؤلف في بداية الكتاب الصادر عن دار فضاءات، الى طفولته وبالتحديد الى حي الطاطران الشعبي والذي شهد مولده وذكرياته الاولى فيعرّف كل من قرأ كتاباته بذلك الحي البغدادي الذي اندثر ربما وذهب ادراج الرياح مع الكثير من معالم بغداد التي حولها الزمن الى رماد بينما بقيت في الذاكرة الجمعية للمثقفين العراقيين مادة ادبية خصبة. ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: "هي فكرة خطفت مثل نيزك ذات ليل ، أن أجمع النصوص واربطها بما جرى في حياتي ، وربما كانت لعبة خطيرة أعترف معها بما حلّ بي طوال اربعين سنة من زمن الكتابة وما حلّ بأقراني أيضا من هجرة وأوجاع وموت ومسرات وشتات وأسرار وكتبات ، ولا شأن للخيال أو المخيلة بين الأوراق ، وكل ما جاء في هذه الصفحات هو الحياة نفسها كما عشتها منذ ولادتي ، ومن أول قصة كتبتها". وفي "الهجرة الى الأمس" يتحدث الكاتب دون مواربة او خجل عن علاقته بالنظام العراقي البائد ويعترف بتعامله مع ذلك النظام مرغما حيث ترأس الدائرة الثقافية في جريدة بابل لصاحبها عدي صدام حسين كما يسرد الكثير من القصص والحكايا حول تعاطي النظام معه ومن ثم خروجه الى الاردن نهاية التسعينيات وغيرها الكثير من التفاصيل التي يستحضرها الكاتب بكثير من الحرقة والالم. في الكتاب شهادات حول تجربة عبد الستار ناصر للعديد من الكتاب العرب وابرزهم الراحل الكبير غسان كنفاني وعبد الرحمن مجيد الربيعي والشاعر أمل دنقل وآخرين. وقد صدر للقاص العراقي العديد من المجموعات القصصية ابرزها "طائر الحقيقة" و "مرة واحدة والى الأبد" و "مطر تحت الشمس" و "الحكواتي" بالاضافة الى نصوص مسرحية وروايات اهمها"الطاطران"و"قشور الباذنجان" و"على فراش الموز" و صندوق الأخطاء" وغيرها.