تسلمت الشاعرة الأردنية نبيلة الخطيب مؤخرا جائزة البابطين عن أفضل قصيدة، وقرأت الشاعرة نص قصيدتها "عاشق الزنبق"، خلال الاحتفال بالدورة الحادية عشرة التي أقيمت في الكويت، وحملت اسم دورة معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين. هنأت وزيرة الثقافة الأردنية نانسي باكير الشاعرة الخطيب، وقالت أنها جمعت قلوب العرب على قصيدة، فيما أعربت الشاعرة الخطيب عن سعادتها بالجائزة، مشيرة إلى أن الجائزة هي تكريم للوطن والشعراء والمبدعين. الحفل الذي أقيم بمشاركة نحو 500 شخصية من دول العالم، وحضرته وزيرة الثقافة باكير، و36 مشاركا من الأردن، ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ووزيرة الثقافة الفلسطينية تهاني أبو دقة، ورئيس جمهورية البوسنة والهرسك، اشتمل وفق صحيفة "الرأي" الأردنية على إعلان الجوائز التي حجبت فيها جائزة النقد، فيما فاز بأفضل ديوان الشاعر العراقي الشاعر يحيى السماوي عن "نقوش على جذع نخلة". واشتمل الحفل الذي أقيم بجامعة الكويت على كلمات لممثل أمير الكويت، وزير الإعلام الشيخ صباح خالد الصباح، ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ورئيس المؤسسة عبد العزيز سعود البابطين، والشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد الفائز بالجائزة التكريمية. وهنا نص القصيدة الفائزة "عاشق الزنبق": ماذا أتى بكَ؟! قال: الوجدُ والولَهُ فطرتُ زهواً وخِلتُ الكونَ لي ولهُ وكيف تُقبل، والأيامُ غاديةٌ، عليّ تحملُ طيفَ العمر أولَه؟! أبعْدَ هذا الفراق المرّ تذكرُني؟! مَن أبرمَ الوعدَ في حينٍ وأجّله؟! يا خِلُّ طيفك لم يبرح ذرى أمَلي وكلما مسَّ قلبي اليأسُ أمّلهُ أين الخصورُ إذا ما الصبحُ زنّرها؟! ونُضرةُ الفلّ حين الطَّلّ بَلّلهُ؟! حقلٌ من الغيد لونَ العيد منتشياً لكلّ قدٍّ هوىً في البال ميّله وكل خَدٍ بوهج الشوق ملتهبٌ يزدادُ ذوْباً إذا المحبوبُ قبّله عرائسُ الزهْر بالأثواب رافلةٌ في سُندُسٍ مُونِقٍ بالحُسْن كَمّلَه لكنها الريح تلهو فيه قاصدةً وكلما اشتدّ فِعلُ الريح أخجله * * * إن أبطأ النّسمُ والأفنانُ ناعسةً تراهُ هبّ رفيفاً كي يُعجّله يُصابحُ الزنبقَ الغافي فيوقظه يطوفُ بالذّكْرٍ حيثُ السّحْرُ أذهلهُ يظَلُّ بالوردِ مفتوناً يظِلُّ بِه وإنْ سَقَتْه عيونُ الوردِ ظلّلهُ فيرشفُ العُمرَ من ذاكَ اللّمى عبَقاً سبحانَ مَن صَبّه خمراً وحَلّله ما كان يبرَحُ في الأكمام موردَهُ إلا إذا العبَقُ المكنونُ أثملهُ دعوتُه نحتسي الإصباحَ مُؤتلِقاً وبالزنابق قد زيّنتُ منزلهُ بادَأتُهُ الشّدوَ حتى شفّهُ خَدَرٌ فراحَ يرقصُ جَذلاناً وأكمَلهُ تلا عليّ حديثَ الروح، ثم إذا صَمَتّ أبحرُ في معناهُ رتّله آيٌ: وأيّ جلالٍ في تأمّلهِ! قد أجمَلَ الكونَ في سَطرٍ وفصّله كقبضة القلبِ لولا الريشُ همَّ بهِ نحوَ الفضاءِ وذاكَ الهمُّ أثقلَهُ كفُسحةِ العين والإدهاشُ أوسعَها وكرّ نجمٌ بذيلِ الليلِ كَحّله حين ارتدى خُضرةَ الأفنانِ دُكْنتَها توشّحَ الظِلّ أعطافاً وأسدَله يفرّ كالآه إمّا الوجدُ أطْلقها يرفّ كالقلبِ إمّا العِشْقُ سربَله يَرقي جراحي فلا ألقى لها أثَراً كم عَلَّ قلبيَ في لمْحٍ وعَلّلَه! الوقتُ أرسلَ قُرصَ الشمس يوقظُنا فأسدلَ الليلُ أستاراً وأغفَله فعُدتُ أسألُ علّي لستُ حالِمةً ماذا أتى بك؟! قال: الوجدُ والولهُ. يشار إلى أن البابطين، أسست عام 1989، وتبنت في تأسيسها ومسيرتها فكرة تحقيق التراث العربي في مجالات الشعر ونقده وإجراء الدراسات والأبحاث الحديثة حوله، والاهتمام بأبحاث الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، وإقامة دورة تحمل اسم علم من رواد الشعر كل سنتين مرة واحدة، وبضمنها ندوة أدبية عن الشاعر الذي تحمل الدورة اسمه وعن الشعر العربي، إضافة إلى مسابقة في الشعر العربي وفي نقد الشعر.