نساء كمبالا ينمن في الغابات خوفا من الاغتصاب لهنّ - لا تزال النساء في كمبالا بالكونغو ينمن في الغابات خلال الليل، خوفاً من عودة المغتصبين الذين هاجموا قريتهم وانقضوا عليهم بلا رحمة كالذئاب، حيث تعرضت 35 امرأة للاغتصاب. وفي بداية شهر أكتوبر الماضي، تجمعت النسوة في القرية كي يروين قصصهن المتعلقة بالجرائم الجنسية، على المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارغوت ووالستروم. العجوز شيدلا أبيدي، لم يشفع لها سنها للنجاة من الاغتصاب، وهي لا تزال تهذي حتى اللحظة حين تسترجع الذكرى الأليمة، وتقول "تخيل كيف يقوم فتى في العشرين من عمره باغتصابي، وأنا في الثانية والستين، وهي السن التي تؤهلني أن أكون جدته"، مشيرة إلى عجوز في الثمانين من العمر تم اغتصابها أيضا. وقالت ابيدي كي تشجع النسوة "إنها صرختنا للدعوة إلى المساعدة، لاننا نعيش في ألم شديد. أنتن رفيقاتي من النسوة، ونحن نعتقد بأن عدونا لن يتردد في اغتصابكن إذا حانت له الفرصة. إنهم عديمو الرحمة"، حسب ما ورد بالمركز الحقوقي "أمان". وكان الاغتصاب الجماعي لأكثر من 300 امرأة ورجال عديدين وأطفال في القرى الواقعة في اعماق الادغال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في بداية أغسطس الماضي، أدى الى تجدد العنف الجنسي في منطقة قالت عنها ووالستروم إنها "عاصمة الاغتصاب في العالم"، وقدمت وولستروم الحقائق التي حصلت عليها امام مجلس الامن التابع للامم المتحدة. ومن المقرر أن يرسل مدعي عام المحكمة الدولية التي مقرها في لاهاي فريقاً للتحقيق في عمليات الاغتصاب الجماعي، التي ظهرت في العشرات من القرى الواقعة بين واليكال وكيبوا شمال كيفو في الفترة ما بين 30 يوليو والثاني من اغسطس. وفي شهر اكتوبر الماضي تم اعتقال كاليكس مباروشيمان رئيس القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي احدى الجماعات المتورطة في عمليات الاغتصاب، بعد صدور مذكرة اعتقال ضده من المحكمة الدولية في باريس. وتتشكل نواة قوات هذه المجموعة من قبائل الهوتو الذين فروا من رواندا، بعد مشاركتهم في عمليات الابادة الجماعية للتوتسي عام 1994 وهم متهمون بارتكاب جرائم حرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأصدرت المحكمة المزيد من مذكرات الاعتقال خلال الفترة الماضية. وفي منتصف اكتوبر الماضي اعتقلت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المقدم سادوك كوكوندا مايلي، الذي تعرف إليه العديد من القرويين، باعتباره قائد المغتصبين. وعلى الرغم من أن اتفاقية السلام التي تم التوقيع عليها عام 2003 انهت بصورة رسمية الحرب التي امتدت عقوداً عدة، إلا ان الأعمال الوحشية، خصوصا ضد النساء، لم تتوقف. وتتقاتل الجماعات الميليشية مع الجيش الكونغولي على مناطق المناجم حول منطقتي بيسي واومات، من اجل استغلال الذهب ومعدن الكالتون والكاسيتيريت المستخدم في صناعة الهواتف النقالة والبضائع الالكترونية الاخرى. ويمثل الاغتصاب طريقة لإذلال السكان المحليين الذين يمكن استخدامهم في السخرة، ولكن المعدل الكبير من الجرائم التي تم ارتكابها في اغسطس الماضي اثار الصدمة حتى لفرق الأطباء المحلية، وقال الدكتور كريس باغومان، وهو من هيئة طبية دولية "انها المرة الاولى التي أشاهد فيها هذه المشاهد. ولا استطيع فهمها، لان المقصود ليس القتل وإنما الاغتصاب فقط". وتقول النساء في قرية نياسي إنهن سيشعرن بالأمن في حال قيام قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بنشر دورياتها على نحو اكثر كثافة. وقالت سيكليزا بوندا "تعرضت للاغتصاب من ثمانية رجال وخطفوا طفلي البالغ عمره خمسة أشهر". وكان مسئول أممي قد أعلن في أكتوبر الماضي أن هناك نحو 15 ألف حالة اغتصاب ارتكبت العام المنصرم في مناطق النزاع بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وسط اتهامات للقوات الحكومية بتورطها في قضايا قتل واغتصاب بحق مدنيين شرق البلاد.
وفي جلسة استماع أمام مجلس الأمن الدولي قال قائد بعثة الأممالمتحدة إلى الكونغو الديمقراطية مونوسكو روجر ميسي إن هناك معلومات عن 15 ألف حالة اغتصاب، دون أن يعطي أدلة على كلام كان ذكره بشأن ارتكاب القوات الحكومية لعمليات قتل في نفس القرى التي شهدت حالات الاغتصاب.
وأضاف ميسي أمام المجلس إنه في المنطقة التي توازي مساحتها مساحة أفغانستان، وتنشط فيها جماعات مسلحة تختلط أحيانا بالمدنيين، ليس من الممكن أن توفر مونوسكو الأمن بشكل كامل إلا بزيادة هائلة في العدد والمصادر.
كما أبلغت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الاعتداءات الجنسية مارغوت والستورم المجلس بأن قوات حكومية تقوم بقتل واغتصاب النساء في القرى النائية في إقليم واليكال، حيث قتل المئات منهن في شهري يوليو وأغسطس.
وأضافت أن المصيبة تكمن في أن نفس التجمعات السكانية التي تعرضت لهجمات المجموعات المقاتلة تعرضت مرة أخرى للاعتداء من قبل القوات الحكومية، "وهذا أمر غير متخيل أو مقبول".