أمي..أهديك زهوراً من باقة أشعار إعداد - مي كمال الدين كبرنا أم لازلنا أطفالاً بعدنا أو اقتربنا يبقى الشوق لأحضانها، للمساتها الدافئة لوجهها الصبوح، كلما ابتعدنا يبقى بداخلنا قلب ينبض بحبها، يحفزنا أن نعود سريعاً لننهل من حنانها ونذوب بين زراعيها ونعود أطفالاً مرة أخرى نلهو تحت قدميها، إليك يا أمي أهدي زهوري وحبي وأشعاري، إليك يا أمي أردد للرحمن دعواتي، إليك يا حبيبتي أفتديك بعمري وحياتي. تجولنا بين البساتين الشعرية للشعراء لنقتطف لكم أبياتاً تفيض عذوبة ورقة عن "الأم".
فاروق جويدة..لكنها أمي في الركن يبدو وجه أمي لا أراه لأنه سكن الجوانح من سنين فالعين إن غفلت قليلا لا تري لكن من سكن الجوانح لا يغيب وإن تواري مثل كل الغائبين يبدو أمامي وجه أمي كلما اشتدت رياح الحزن وارتعد الجبين الناس ترحل في العيون وتختفي وتصير حزنا في الضلوع ورجفة في القلب تخفق كل حين لكنها أمي يمر العمر أسكنها..وتسكنني وتبدو كالظلال تطوف خافتة علي القلب الحزين منذ انشطرنا والمدى حولي يضيق وكل شيء بعدها عمر ضنين صارت مع الأيام طيفا لا يغيب..ولا يبين طيفا نسميه الحنين
محمود درويش .. إلى أمي أحنّ إلى خبز أمي و قهوة أمي و لمسة أمي و تكبر في الطفولة يوما على صدر يوم و أعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي! خذيني ،إذا عدت يوما وشاحا لهدبك و غطّي عظامي بعشب تعمّد من طهر كعبك و شدّي وثاقي.. بخصلة شعر بخيط يلوّح في ذيل ثوبك.. عساي أصير إلها إلها أصير.. إذا ما لمست قرارة قلبك! ضعيني، إذا ما رجعت وقودا بتنور نارك.. وحبل غسيل على سطح دارك لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك هرمت ،فردّي نجوم الطفولة حتى أشارك صغار العصافير درب الرجوع.. لعشّ انتظارك!
نزار قباني .. خمس رسائل إلى أمي صباحُ الخيرِ يا حلوه.. صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه مضى عامانِ يا أمّي على الولدِ الذي أبحر برحلتهِ الخرافيّه وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر وخبّأ في ملابسهِ طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر وليلكةً دمشقية.. أنا وحدي.. دخانُ سجائري يضجر ومنّي مقعدي يضجر وأحزاني عصافيرٌ.. تفتّشُ - بعدُ - عن بيدر عرفتُ نساءَ أوروبا.. عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ عرفتُ حضارةَ التعبِ.. وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر ولم أعثر.. على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر وتحملُ في حقيبتها.. إليَّ عرائسَ السكّر وتكسوني إذا أعرى وتنشُلني إذا أعثَر أيا أمي.. أيا أمي.. أنا الولدُ الذي أبحر ولا زالت بخاطرهِ تعيشُ عروسةُ السكّر فكيفَ.. فكيفَ يا أمي غدوتُ أباً.. ولم أكبر؟
أبو الفضل الوليد.. يا أعذب الأسماء في سمعي هَل باسمِ أُمي في الهمومِ سِوى تجديد آمالٍ وبردِ iiجَوى كلُّ المحبّةِ والحنانِ iiحَوى وأنا الذي عَنهُ الحديث رَوَى فَغَدَوتُ أنشُرُ ما حَوى iiوطوَى يا أعذَبَ الأسماءِ في iiسَمعي أطرَبتَني كالنَّظمِ iiوالسَّجعِ كم شُقتني في البيتِ والربعِ فافترَّ ثَغري أو جرى دَمعي وإذا ضعفتُ أَخذتُ منكَ iiقوى يا قلبَ أُمي أنتَ ريحانُ قَلبي إِلى ريّاهُ iiحنّانُ لي منكَ إبلالٌ وسلوانُ إن حلَّ بي داءٌ وأحزانُ يا قلبَ أُمي العَطفُ فيكَ ثوى يا قلبَ أُمي فيكَ iiأنفاسي محصورةٌ تَنمُو iiكأغراسِ رُكِّبتَ مِن درٍّ ومن ماسِ والحبُّ يَبقى فيكَ iiكالآسِ
أبو القاسم الشابي ..بوركت يا حرم الأمومة الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها iiوتَضُمُّهُ حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها iiوحَنَانِها هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ iiوتَقْدُسُ
حافظ إبراهيم.. الأم مدرسة الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا iiأَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ iiالحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما iiإيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ iiالأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى iiالآفاقِ