نيويورك: تعرضت أسعار النفط لتراجع ملحوظ خلال تعاملات اليوم في بورصة نيويورك للسلع لتصل لمستوي ال 77 دولاراً للبرميل بعد أن كشفت البيانات الأسبوعية لوزارة الطاقة الأمريكية عن حدوث زيادة بصورة غير متوقعة في حجم المخزون من الجازولين وارتفاع مخزونات النفط الخام لأعلى مستوى لها منذ شهر بالسوق الأمريكي الذي يعد أكبر سوق مستهلك للطاقة في العالم. ويأتي الارتفاع المسجل في حجم المخزون من الجازولين والذي قد ب 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر الحالي وذلك مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت ترجح حدوث تراجع في حجم المخزونات بنحو مليون برميل، وهو ما يعكس عدم تعافي مستويات الطلب في الأسواق بصورة كاملة. وقد أشارت البيانات إلى ارتفاع مستويات المخزون من النفط الخام بنحو 778 ألف برميل وذلك مقارنة بالتوقعات السابقة التى كانت ترجح حدوث ارتفاع ب1.9 مليون برميل. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى تراجع سعر النفط الخام لعقود شهر ديسمبر الآجلة فى بورصة نيويورك للسلع بنحو 2.09 دولار أو 2.6 % لينهى التعاملات عند مستوى ال77 دولارا للبرميل مسجلا 77.46 دولار حيث اعتبر ذلك أدنى مستوى يسجل منذ 14 أكتوبر. وكانت الاسعار قد تحركت حول مستوى ال78.6 دولار قبيل الإعلان عن بيانات وزارة الطاقة الأمريكية. وفى بورصة البترول الدولية بلندن تراجع سعر خام برنت لعقود شهر ديسمبر ب 2.06 دولار أو 2.6 % ليغلق على 75.86 دولار. وقد تأثر أداء السوق البترولى خلال تعاملات اليوم أيضًا بموجة التراجع التى تشهدها أغلب أسواق الأسهم العالمية حيث واصل مؤشر "إم إس سى آى وورلد إيندكس" انخفاضه لجلسة التعاملات السابعة وهو ما اعتبر أكبر فترة تراجع للمؤشر المعنى برصد أداء تلك الأسواق وذلك منذ يناير الماضى. ويرى أحد المحللين أن أسواق الأسهم يبدو أنها قد وصلت إلى أعلى مستوياتها وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كان السوق البترولى قد وصل أيضًا لنفس تلك المستويات والتى تمثل سقفا للأسعار ويشير إلى أنه إذ ما شهدت أسواق الأسهم تراجعًا فإن أسعار النفط ستكون معرضة هى الأخرى للتراجع نظرأ لأن ارتفاعاتها الاخيرة قد جاءت بصورة مبالغ فيها لا تبررها العوامل الأساسية المحددة لاتجاهات السوق. ومن جانبه، يشير كبير المحللين فى شئون النفط لدى بنك "بى إن بى باريباه" فى لندن أن العوامل الأساسية المحددة لاتجاهات السوق البترولى ما زالت تبرر تراجع الأسعار عن المستويات الراهنة. كما يشير محلل أخر لدى مصرف " كوميرز بنك" أن العوامل المؤثرة فى اتجاهات السوق تدعم اتجاه الأسعار للتراجع نظرأ لان الطلب فى الاسواق الخارجية باستثناء الصين ما زال ضعيفًا. وكان وزير النفط القطرى عبد الله بن حمد العطية قد أشار إلى أن منظمة "أوبك" ستقدم على إجراء رفع الميثاق فى الانتاج إذ ما كان هناك نقصا حقيقيا فى المعروض .