خشية وقوعها في ايدي "المتشددين" واشنطن تدرس الاستيلاء على أسلحة باكستان النووية محيط - وكالات صاروخ باكستاني
إسلام اباد : أثارت حالة الاضطرابات التي تعصف بباكستان بعد فرض الرئيس برفيز مشرف حالة الطوارئ في البلاد مخاوف واشنطن وإسرائيل من وقوع الأسلحة النووية التي تمتلكها إسلام أباد في قبضة من تصفهم ب" المتشددين ". فقد أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت ان الرجل الذي نصح ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بإرسال قوات اضافية الى العراق يحث الولاياتالمتحدة الان على النظر فى ارسال فرق من قوات النخبة بالجيش البريطاني الي باكستان للاستيلاء على الترسانة النووية لهذه الدولة اذا انزلقت الى الفوضى". سيناريوهات متعددة وذكرت الصحيفة انه فى سلسة السيناريوهات التي وضعت حول الوضع فى باكستان دعا فريدريك كاجان - المؤرخ العسكري السابق فى ويست بوينت - البيت الابيض للنظر فى عدة خيارات لباكستان غير مستقرة . وأوضحت الصحيفة ان من بين هذه الخيارات التي عرضها كاجان هي ارسال فرق من قوات النخبة بالجيش البريطاني او قوات من الجيش الامريكي لضمان عدم خروج الاسلحة النووية التي يمكن نقلها من هذه الدولة ونقلها الى مستودع تخزين سري في نيو مكسيكو او الى مكان معزول داخل باكستان نفسها . ويتمثل الخيار الثاني فى ارسال قوات امريكية الي الحدود الشماليةالغربيةلباكستان لمحاربة عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة وقيام قوات امريكية باحتلال العاصمة اسلام اباد واقاليم البنجاب والسند وبلوخستان وذلك حال قيام الجيش الباكستاني المتمزق بطلب المساعدة بما يمكن الولاياتالمتحدة من دعم الرئيس برويز مشرف والجنرال اشفاق كياني الذي سلمه برويز قيادة الجيش فى مراسم احتفال مهيبة الاسبوع الماضي . ونسبت الجارديان الى كاجان الباحث بمعهد امريكان انتربرايز " البحثي قوله أيضا فى هذا الصدد أن هناك سيناريوهات وحلول وهى مصممة لاختبار مدي استعداداتنا ، وان الولاياتالمتحدة لا يمكنها ان تقف مكتوفة الايدى ببساطة فيما تنزلق باكستان النووية الى الفوضى. وأضاف كاجان " علينا ان ننظر فى الخيارات المطروحة امامنا فى باكستان ، وان استشراء التطرف السنى فى باكستان كتواكبا مع انتشار قواعد تنظيم القاعدة فىشمال غرب باكستان يتيح فرصة حقيقية لقيام الارهابيين بإنقلاب قد يمكنهم من الوصول الي الترسانة النووية . جيش ضعيف واشار كاجان الي استمرار ارتباط قطاعات بالجيش الباكستاني و الاستخبارات الباكستانية بالعناصر الاسلامية محذرا من ان الجيش ضعيف المعنويات الذي اضطر الي القتال فى اقليم وزيريستان الحدودي وبعض اجزائه قد ينسحب من الحدود تاركا فراغا قد يملأه المتشددون . والآسوأ ان ينقسم الجيش ويتكون فصيل متشدد يحاول الاستيلاء والسيطرة على ترسانة باكستان النووية . ورغم اقرار كاجان بان الجيش الباكستانى ليس فى قبضة الاسلاميين الا انه اوضح ان الامريكيين يشعرون بتشابه الوضع مع نظام الشاه الايرانى السابق وينظرون الى ماحدث عام 1979 فى ايران . ورغم الانتقادات التى وجهت الى كاجان فى امريكا الى حد اتهامه باعداد خطط لغزو بلد اسلامى آخر الا انه الا انه اكد انه لا يدعو الى احتلال باكستان قائلا " لقد كنت ادعو الى عكس ذلك ، لا يمكننا القيام بغزو ، نحن نعمل فقط بموافقة عناصر الجيش الباكستاني . باكستان بؤرة أزمات ولفتت الجارديان الي ان هذه السيناريوهات تؤخذ بمأخذ الجد وذلك لتأثير كاجان الفكري القوي داخل ادارة بوش كمهندس مخطط زيادة القوات فى العراق التي ينظر اليه بإعتباره جلب بعض التحسنات في الاوضاع الامنية هناك . واشارت الصحيفة الي ان الازمات السياسية والامنية قادت ادارة بوش الي التوصل الى أن باكستان اصبحت بؤرة اكثر خطورة عما كانت عليه قبل قيام الرئيس الحالي برويز مشرف بإنقلاب عسكري ليتمكن من زمام السلطة عام 1999. يذكر ان مساعدين للرئيس الباكستاني مشرف شجبواأمس سيناريوهات كاجان ووصفوها ب " الغلو المبالغ فيه " . احتواء نووي باكستان وفي وقت سابق قالت صحيفة أمريكية إن الولاياتالمتحدة تسعى بكل الوسائل لاحتواء الاسلحة النووية الباكستانية، جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" حيث قال إن الولايات المتّحدة طوّرت خطط طوارئ لاحتواء الأسلحة النووية الباكستانية في حالة حدوث أمور غير متوقعة. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي قوله: إن الأمريكيين قلقين من أن معرفتهم محدودة بشأن موقع الترسانة النووية الباكستانية وهو ما يمكن أن يسبب مشكلة، وأضاف "نحن لا نستطيع القول إننا نعرف بشكل جازم وتفصيلي أماكن الأسلحة النووية الباكستانية" ، مشيرا إلى أنه "إذا تمت محاولة من جانب الولايات المتّحدة للاستيلاء على هذه الأسلحة لمنع وقوعها في يد الغير فمن المحتمل أن تكون محاولة فوضوية". وتابع التقرير أن أيا من القوى التسع النووية المعلنة في العالم لا تثير القلق الذي تسببه باكستانلواشنطن، وقالت الصحيفة نقلا عن "مسئولين " إنه نظرا لدرجة الخطورة العالية أعدت الاستخبارات الأمريكية خططا منذ فترة طويلة للتدخل لمنع حدوث ما أسمته "عمليات سطو" من هذا النوع. وتابعت أن المسئولين لن يناقشوا تفاصيل الخطط لكن مسئولين سابقين عدة أكدوا أن الخطط تقضي ببذل جهود لنقل أي أسلحة نووية معرضة لخطر وشيك من الوقوع في أيدي "إرهابيين". وتتصور الخطة في أحسن الأحوال أن يساعد المسئولون العسكريون الباكستانيون الأمريكيين في القضاء على هذا التهديد. وقال مات بون خبير الأسلحة النووية والمسئول العلمي السابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون إن هذه المساعدة لا وجود لها في سيناريوهات أخرى.