قد تعلو ابتسامة وجه اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وايمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة عند التفكير في اطلاق الرئيس الامريكي جورج بوش غارات للقوات الخاصة في باكستان دون موافقة اسلام اباد. قال نسيم زهرة وهو محلل متخصص في الشؤون الدفاعية يتخذ من اسلام اباد مقرا له ويساوره القلق بشأن احتمال وقوع مزيد من الاضطرابات في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية سينظران الى هذا بسعادة بوصفه فرصة عظيمة. واذا أرسلت الولاياتالمتحدة قوات عبر الحدود من افغانستان وضعف تحالفها مع باكستان او الاسوأ من هذا اذا حاولت القوات الباكستانية صدها فمن سيكون الفائز. الاجابة بالنسبة لكثير من المحللين الباكستانيين واضحة.. تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومجموعة من الجماعات الاسلامية المتشددة التي تريد خروج الولاياتالمتحدة من المنطقة وسقوط باكستان في حالة من الفوضى. وقبل أسبوع شنت قوات خاصة نقلتها طائرات هليكوبتر هجوما على قرية حدودية باكستانية وقتلت 20 شخصا بينهم نساء واطفال. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس أن بوش أعطى الاذن باطلاق العنان للقوات الخاصة الامريكية في باكستان للقضاء على أهداف لتنظيم القاعدة وحركة طالبان. واذا صح هذا فينبغي أن يقلق المتشددون فمن الممكن أن تهلك القوات الخاصة تنظيم القاعدة بل قد تقتل او تعتقل احد قائديها البارزين ابن لادن او الظواهري، لكن هذه السياسة قد تأتي بنتائج غير محمودة على الاطلاق. ويقول محللون في باكستان انه يبدو قرارا يائسا من قبل رئيس امريكي لم يبق له الا أربعة اشهر على انتهاء ولايته. ويقول زهرة المنزعج بسبب افتقار الحكومة الباكستانيةالجديدة لسياسة متماسكة بشأن الامن الداخلي لكف أيدي امريكا الاراضي الامريكية بغض النظر عن اي شيء امنة نسبيا بعد 11 سبتمبر، انها أراضينا التي ستهلك، وليس هناك تأكيد رسمي بأن بوش انطلق على هذا الطريق كما أن نطاق المهام الامريكية غير معلوم. وربما تأمل الولاياتالمتحدة في أن تأتي العمليات السرية بنتائج سريعة، لكن باكستان خائفة. والمجازفات كبيرة بالنسبة لحكومة مدنية جديدة أجبرت قبل شهر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قائد الجيش السابق على التخلي عن رئاسة البلاد. ويصر الجيش الباكستاني على أنه سيحمي حدود بلاده بأي ثمن. ويتساءل محللون كيف يستطيع أن يدعم هذه الاقوال بالافعال بالنظر الى اعتماد البلاد اقتصاديا وعسكريا على الولاياتالمتحدة. وتقول عائشة صديقة المحللة المتخصصة في الشؤون الدفاعية.. لم ار الجيش الباكستاني بعد يقول شكرا لكننا لا نريد طائراتكم من طراز اف 16 ولا نريد أسلحتكم، لكن عدم مراعاة الولاياتالمتحدة للحساسيات يجازف بخسارة حليف على الرغم من بعض الاقاويل بأنه حليف لا يعتمد عليه كما قد يتسبب في اغلاق مصدر مهم للمعلومات المخابراتية. وهناك شكوك في أن المخابرات الباكستانية تحمي متشددين في المنطقة منذ بدأ مشرف يدعم حرب الولاياتالمتحدة ضد الارهاب بقوة عام 2001، لكن ايا كانت الشكاوى فان باكستان فقدت عددا من الرجال اكبر من الذي فقدته الولاياتالمتحدة خلال قتال المتشددين في المنطقة وتم القضاء على مئات من عناصر القاعدة. وتشعر اسلام اباد بعدم الرضا لان على الرغم من هذه التضحيات لا تعير واشنطن انتباها للمصالح الاستراتيجية الباكستانية. والجيش الباكستاني غير راض على الاطلاق عن تقبل الولاياتالمتحدة لتزايد نفوذ الهند في افغانستان، فهو يخشى التطويق، واذا بدأت القوات الامريكية عمليات توغل فقد يكون لها تداعيات اقليمية. وتقول صديقة سيزيد هذا من التوتر بين الهند وباكستان. ويرى محللون أن تدهور الوضع الامني في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير هو بشكل جزئي أحد عواقب المنافسة بين البلدين في أفغانستان. (رويترز)