رفسنجاني يحذر أمريكا وأوروبا بمصير أسوأ من العراق وأفغانستان محيط - وكالات رفسنجانى طهران: حذرت ايران الغرب مجددا من إطلاق اي تهديدات ضدها قبل المحادثات النووية التي تجريها ايران مع الاتحاد الاوروبي بهدف تسوية الخلاف حول برنامجها النووي المثير للجدل. وهدد الرئيس الإيراني الأسبق رئيس مجلس الخبراء في إيران هاشمي رفسنجاني في خطبة الجمعة أمس بطهران، الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة من مغبة ممارسة القوة ضد إيران. وقال: "نأمل بعد المحادثات التي تجري بين الوفد الإيراني برئاسة جليلي والغربي بقيادة سولانا أن يختار الذين مارسوا الغطرسة ضد إيران الطريق الصحيح وألا يتسببوا في إزعاج لأنفسهم ولإيران والمنطقة". وأضاف: "أنه إذا كان هدفهم من المحادثات هو المغامرة فليكونوا على ثقة بأن مصيرهم في إيران سيكون أسوأ مما هو عليه في أفغانستان والعراق". وقال إن الولاياتالمتحدة ستتعرض "لمصير أسوأ بكثير" من مصير العراق إذا شنت هجوما عسكريا ضد إيران بسبب برنامجها النووي. واعترف رفسنجاني لأول مرة بأن بلاده اشترت مواد نووية من السوق السوداء وقادرة على عمليات التخصيب. ونقلت جريدة "الوطن السعودية" عن رفسنجاني قوله: "إن ايران تملك التكنولوجيا النووية في مجالات بناء المحطات واستخراج وتحويل المواد المعدنية إلى مواد التخصيب، وقد وفرت بعض الأشياء من السوق السوداء في العالم". وأضاف إن جزءاً كبيراً من أخبار وسائل الإعلام في العالم يتناول الموضوع النووي الإيراني، بسبب أن إيران استطاعت بمفردها أن توصل الصناعة التي كان المستعمرون يظنون أنها حكر عليهم إلى النتيجة المرجوة. وقال رفسنجاني إن إيران على استعداد لاعطاء أي ضمان لطمأنة الغرب أن المشروعات النووية الايرانية ليست عسكرية وإنما مدنية، وأضاف "لقد عملنا دائما بما يتماشى مع الضوابط الدولية وسنقوم بذلك في المستقبل وليس هناك أي مبرر يمنع تسوية النزاع من خلال المفاوضات الرشيدة". فشل المفاوضات بين سولانا وجليلي سولانا وجليلى من ناحية أخرى، ذكرت تقارير صحفية ان المفاوضات التي اجراها أمين عام مجلس الامن القومي الإيراني سعيد جليلي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا فشلت في تحقيق تقدم فيما يتعلق بالمطلب الاساسي من طهران، وهو وقف تخصيب اليورانيوم. حيث رفضت طهران وقف التخصيب ودعت الى توازن بين حقوقها بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي، وبين المطالب الدولية منها. وكان لافتا تباين اللهجة بين الموقفين الغربي والإيراني حيال مباحثات أمس، ففيما أعرب سولانا عن خيبة أمله من الاجتماع، وصف جليلي الاجتماع بالجيد. وفي مؤتمره الصحافي في السفارة الايرانية في لندن، حذر جليلي من ان استصدار قرار جديد في الاممالمتحدة ضد ايران لن يمنع طهران من مواصلة تخصيب اليورانيوم. ونقلت جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية عن جليلي قوله: " ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها اعتمدوا ثلاثة قرارات ولم يحصلوا على شيء، وتمكنت ايران في هذا الوقت من تحقيق نجاحات تكنولوجية مهمة". واضاف: "لم يتمكنوا من منع ايران من التحكم بتخصيب اليورانيوم"، وقال: "اذا ارادوا الاستمرار على هذا النهج (اعتماد قرار) فانهم لن ينجحوا". كما اكد انه "من غير المقبول حرمان ايران من حقها" في تخصيب اليورانيوم، الامر الذي لا تحظره معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وتابع: "ان معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية لا تنص في اي مكان على انه لا يحق للاعضاء الموقعين عليها بتخصيب اليورانيوم". واضاف: "من غير المقبول ان تحرم ايران من حقوقها حين تكون التزمت بكل واجباتها". ومن المقرر ان يقوم سولانا في الساعات المقبلة، بإطلاع ممثلي الدول الست الكبرى الضالعة في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) على نتائج المحادثات، كما قالت المتحدثة باسمه. وتجتمع الدول الست اليوم في باريس. ومن المقرر ايضا ان يقدم سولانا في الايام المقبلة تقريرا حول مدى التعاون الايراني. وهذا التقرير، بالاضافة الى تقرير مماثل قدمه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، سيشكلان اساس محادثات ستجريها الدول الست الكبرى بشأن فرض عقوبات جديدة على ايران. نجاد يحضر قمة الخليج في الدوحة نجاد في هذه الأثناء، قالت مصادر إيرانية أمس، ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيحضر الاثنين والثلاثاء، قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، بعدما تلقت طهران دعوة رسمية للمرة الاولى لحضورها. وقال مجتبي هاشمي احد مستشاري الرئيس المقربين في تصريح للتلفزيون، ان "احمدي نجاد سيحضر في الدوحة، قمة مجلس التعاون الخليجي بناء على دعوة رسمية". واضاف "انها المرة الاولى التي تدعى الجمهورية الاسلامية الى القمة". ولم يقدم هاشمي ايضاحات عن الوضع الذي ستتمتع به ايران في هذه القمة.واضاف ان "الهدف من هذه الزيارة هو تطوير العلاقات بين ايران وبلدان المنطقة، ولا سيما بلدان الخليج الفارسي". من جانبه، قال الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبد الله بشارة لجريدة "الوطن" الكويتية: "لا أشعر بارتياح ولا ارى فائدة من مشاركة ايران" في القمة الخليجية التي ستستضفيها قطر الاثنين المقبل، مؤكدا ان "المستفيد من هذه المشاركة طهران نفسها، اذ تمثل لها مكسبا دعائيا وسياسيا.. وأن دول مجلس التعاون الخليجي لن تستفيد شيئا". لكن بشارة استدرك بقوله: "يمكن لمجلس التعاون الاستفادة من هذه المشاركة بامر واحد فقط وهو اذا نوقش البرنامج النووي الايراني بشكل مفتوح وجاد وجدي واتفق على امور جوهرية حول هذا الموضوع". وتابع بشارة: "اذا لم يحدث هذا، واكتفى بجلسات بروتوكولية... فالامر حتما دعاية لايران".