لندن اعترفت باستحالة القضاء على الحركة عسكريا تقرير يؤكد فشل الأمريكان وصعود نفوذ حركة طالبان محيط - وكالات مقاتلو طالبان واشنطن: أكد تقرير صادر عن الاممالمتحدة ان افغانستان تعاني الآن من اعلى مستو للعنف شاهدته منذ عام 2001 وذلك على نحو يناقض تماما تأكيدات كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش وونظيره الافغاني حامد كرزاي بان الوضع هناك "يتحسن". التقرير وضعه مكتب كابول التابع لقسم الامن في الاممالمتحدة ويرصد التقرير وقوع 525 هجوماً وعملية عسكرية في الشهر الواحد في افغانستان خلال النصف الاول من العام الجاري فيما كان المعدل خلال عام 2006 هو 425 هجوما وعملية عسكرية في الشهر الواحد، ويقول التقرير ان هذه العمليات تتباين بين السيارات المفخخة وعمليات القناصة والخطف والمتفجرات واطلاق النار. ونقلت جريدة "الشرق القطرية" عن التقرير الذي يغطي الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني حتى نهاية يونيو/ حزيران من هذا العام قوله، ان السنة الماضية كانت الاكثر دموية في افغانستان منذ الغزو الامريكي، إلا انه يضيف "غير ان الشهور الستة الاولى من العام الجاري كانت في متوسطها العام اكثر دموية من السنة الماضية". ولاحظ التقرير استمرار صعود نفوذ حركة طالبان وعملياتها العسكرية على الرغم من وجود 40 ألف جندي من القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي. وقال تقرير الاممالمتحدة: " إن الشرطة الافغانية أصبحت هدفا أساسيا للمسلحين في افغانستان والتهديد الموجه ضد المدنيين تزايد على كل الاصعدة لاسيما ضد اولئك الذين يعتقد انهم من انصار الحكومة كما تتعرض له هيئات الاغاثة الدولية وقوات حلف شمال الاطلسي والقوات العسكرية الحكومية". وأوضح التقرير ان المسلحين يقللون الآن من عملياتهم التقليدية ويتبعون تكتيكات اقرب ما يكون الى تكتيكات المسلحين في العراق من حيث كونها تكتيكات غير تقليدية، كما يلاحظ ايضا بدء استخدام العبوات الناسفة التي توضع على جانب الطريق وتنفجر باستخدام اجهزة التحكم عن بعد اسوة بما يحدث في العراق. كما لاحظ التقرير ان حجم الخسائر التي لحقت بالقوات الافغانية كان "كبيراً ومؤثراً" حسب قوله اذ انه طال ضباطا في المراتب الوسطى والعليا، كما ان قدرا يعتد به من هذه الاصابات وقع خلال معارك تقليدية مما يكشف عن تحسن مستوى قوات طالبان وحلفائها". وكان بوش وكرزاي اجتمعا في الاممالمتحدة- التي أصدرت القرار- وأكدا ان الوضع في افغانستان يشهد "تحسنا ملموسا على كل الاصعدة"، وقال كرزاي "لقد حققت افغانستان بالفعل تقدما كبيرا"، فيما اشاد بوش بالشعب الافغاني "الذي تمكن من اشاعة الاستقرار ومواجهة الارهاب". الاحتلال يعترف بفشله في القضاء على الحركة عسكريا قوات امريكية في افغانستان في غضون ذلك، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر امس، أن الحكومة البريطانية رمت بثقلها خلف استراتيجية أفغانية طموحة لشق طالبان من الداخل عن طريق تأمين انشقاق أعضاء بارزين في الحركة وعدد كبير من أعضائها. واشارت الصحيفة البريطانية الى أن الاستراتيجية الجديدة التي يشكل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي رأس حربتها "تعكس تحولاً بارزاً في السياسة البريطانية وظهرت علامات أولية على نجاحها بعد أن تبين أن أعضاء بارزين في مجلس قيادة طالبان قابلوا وسطاء للتفاوض على انشقاقهم عن الحركة". ونسبت الى مسؤول بريطاني وصفته بالبارز، من دون أن تكشف عن هويته، القول: " هناك مقدار لافت للنظر من الاتصالات بين شخصيات حكومية (أفغانية) وأشخاص من حركة طالبان ومن المتوقع تخيل تساقط كتل من طالبان واعلان انفصالها عن الحركة وتخليها عن العنف وقد فعل البعض ذلك بالفعل". واضاف المسؤول البريطاني ان " بعض قادة القبائل ووزراء سابقين من طالبان ومسؤولين من الأممالمتحدة فتحوا قنوات اتصال خلفية متعددة بين الطرفين (طالبان وحكومة كابول)"، بعد أن أيقن المسؤولون في لندن استحالة القضاء على حركة طالبان بالوسائل العسكرية. وفيما قالت الصحيفة ان هذا التحول في السياسة حيال طالبان وضع الحكومتين البريطانية والأفغانية في موقف نزاع مع التيار المتشدد في واشنطن جراء استيائه من الحماس الذي تبديه لندن للتحاور مع حركة طالبان التي يعتبرها "جماعة ارهابية"، اشارت الى أن المسؤول البريطاني كشف أن "بعض الأمريكيين يتفقون مع الطريقة التي ننظر بها الى المحادثات مع طالبان". متوكل وضعيف يكذبان مزاعم كرزاي عبد السلام ضعيف في هذه الأثناء، كذب وزير خارجية طالبان السابق الملا عبد الوكيل متوكل وسفيرها لدى باكستان أيام حكم الحركة الملا عبد السلام ضعيف الأنباء التي ذكرت بأنهما يتوسطان في المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وأن زعيم طالبان الملا عمر بعث بشروط التفاوض إلى الحكومة الأفغانية عبر الاثنين في ولاية هلمند. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن ضعيف قوله: " لا أساس لمثل هذه الأنباء من الصحة ولا أعلم شيئا بشأنها". كما ذكر متوكل أن "المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان لم تصل إلى هذه المرحلة"، معتبراً وجود عروض من طالبان للحكومة الأفغانية مجرد دعايات غربية، مشددا على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الأفغانية. وتداولت وسائل الإعلام أول من أمس أن لائحة شروط حملت للحكومة الأفغانية تشمل تخويل السلطة لطالبان في 10 أقاليم ووضع جدول لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، فضلا عن إطلاق سراح جميع معتقلي الحركة من سجون القوات الأجنبية والحكومة الأفغانية.